لطالما كانت الحكمة لسان حال أجدادنا ورأس مالهم في الحياة، فقد كانت حاضرة في كل كبيرة وصغيرة في حياتهم، كما كانت تطبع معاملاتهم وترفعها إلى مصاف المعاملات الإنسانية الراقية التي خلدها التاريخ، لما لها من خاصية حفظ كرامة الناس والشعوب. وللحكمة ميادين لا متناهية وقاهرة لعنفوان الجهل حينما يشتد في زوايا حياتنا اليومية، لتمنحنا الثقة الكبرى في الولوج إلى هذا العالم المليء بالأخطار والمطبات، والتي تسمح لنا بقيادته والتعاطي معه وحتى إرضاخه لإرادتنا الخيرة وقيادته دون حرج أو خوف. والمواقف الإسلامية التاريخية حافلة بالانتصارات التي حملتها الحكمة لأصحابها، خصوصا أنها تعتمد على الرحمة والمنطق وإعطاء الإنسان حقه في العيش بكرامة وعزة، فمن منا لا يعرف حكم الإمام الشافعي ووصية لقمان الحكيم لابنه. إنه المفتاح الذهبي الذي تركه الأجداد بأيدينا، وهي لغة القرآن الكريم الذي يدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، فأين نحن من هذه المبادئ والأساسيات التي لا تستقيم الحياة بدونها، حيث وصفها أفلاطون برابعة الفضائل الإنسانية التي تقوي العلاقة بين المخلوق والخالق، فكلما كان الشخص حكيما تجلى له ما عمي عنه غيره. وقال الإمام علي كرم الله وجهه: "الحكمة ضالة المؤمن"، فهل مازلنا ننشد الحكمة في زمن الماديات؟