أطلق أنصار شباب قسنطينة العنان لأفراحهم بمجرد إعلان الحكم بن عبد الله عن نهاية اللقاء الذي جمع فريقهم على ملعب براكني بالبليدة بالاتحاد المحلي، وهو اللقاء الذي عرف فوز الضيوف في الدقيقة الأخيرة من المقابلة بنتيجة هدفين مقابل هدف. ورسم تتويج الشباب بلقب البطولة بعد 21 سنة من الصوم، ليكون ثاني تتويج في تاريخ الفريق بعد ذلك الذي صنعه زملاء العايب سليم موسم 1996 1997. ورغم أن المقابلة لم تكن منقولة على التلفزيون الجزائري، إلا أن كل القسنطينيين كانت قلوبهم مشدودة إلى مدينة الورود عبر أمواج الإذاعة الوطنية، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى عبر اتصالات الهاتف، وكانوا يتفاعلون مع كل لقطة ومع كل تغيير في النتيجة. الأعراس انطلقت من معقل الأنصار بالخليفة تجمَّع عدد كبير من أنصار شباب قسنطينة قبل وأثناء وبعد المقابلة أمام قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة وسط المدينة، وهو المكان الذي يُعرف بمعقل الأنصار، حيث تابع عشاق الشباب ممن لم يستطيعوا التنقل إلى البليدة، أطوار المقابلة بساحة قصر الثقافة على أعاصبهم، خاصة أن فريقهم كان بحاجة إلى نقطة واحدة من أجل ترسيم التتويج بلقب البطولة في جولتها ما قبل الأخيرة. محيط قصر الثقافة تحوَّل إلى سوق مفتوح تحوّل محيط قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بوسط المدينة بعد المقابلة، إلى سوق مفتوح، عرض فيه باعة متجولون مختلف السلع التي اختلفت في نوعيتها واشتركت في شيء واحد، وهو اللونان الأخضر والأسود، حيث غص المكان بأقمصة فريق الشباب، وكان قميص المهاجم عبيد الأكثر عرضا. كما عُرضت قبعات خاصة بالفريق وأوشحة وأعلام وأقنعة بلاستكية مع حضور مميز "للفوفوتزيلا" بحجميها الكبير والصغير. ولم تخل السلع من الألعاب النارية والمفرقعات والبالونات التي تحمل شعار الشباب، فكانت فرصة ثمينة لمن أراد الربح في هذه الأمسية خاصة من الشباب البطالين، الذين اعتادوا بيع السلع في محيط ملعب الشهيد حملاوي خلال لقاءات شباب قسنطينة. الألعاب النارية استمرت إلى ما بعد منتصف الليل استمرت الاحتفالات باستعمال الألعاب النارية إلى ما بعد منتصف الليل، ورغم أن حدتها قلت مقارنة بالساعات التي سبقت، إلا أن بعض الشباب فضلوا مواصلة الاحتفال إلى ما بعد الساعة الواحدة ليلا، وكانوا يسمعون دويّ المفرقعات من حين إلى آخر. وقد عرفت الاحتفالات بالشماريخ والمفرقعات ذروتها في حدود الساعة الثامنة ليلا بحلول الظلام، عندما التفّ عدد كبير من الأنصار حول قصر الثقافة، وأشعلوا الشماريخ في وقت واحد، مما أضفى على المكان ديكور مميزا. ولم يكتفِ بعض الشباب المغامرين بهذا المنظر، بل تسلَّق عدد منهم جدران قصر الثقافة على ارتفاع حوالي 15 مترا لوضع الشماريخ وأعمدة "الدخان الملون". مقهى الباشا تحوَّل إلى مدرج مغطى تحوّل مقهى الباشا المطل على قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة إلى شبه مدرج بملعب الشهيد حملاوي، بعدما استغله عدد من الأنصار من أجل التقاط صور وإطلاق الألعاب النارية والشماريخ التي أضاءت ليل قسنطينة وقطعت هدوءئها. وكان عدد من مرتادي هذا المقهى المرتفع بحوالي 6 أمتار عن مستوى الأرض، يطلون من الشرفات وهم يحملون رايات فريقهم المتوج ويلوّحون بالشماريخ مع وجود عدد معتبر من المناصرين فوق سقف المبنى، وحتى على أغصان الأشجار المجارة للمقهى. وقد سبق لأنصار شباب قسنطينة التحضير للاحتفالات عدة أيام قبل لقاء البلدية؛ من خلال إعداد الرايات العملاقة وتعليقها عبر جل أحياء المدينة التي تنافست في رسم أحسن راية بألوان الشباب. شباب من مختلف الولايات قصدوا قسنطينة عَرفت احتفالات عشية أول أمس بتتويج فريق شباب قسنطينة بلقب البطولة، تواجدَ عدد معتبر من الشباب الذين قدِموا من مختلف الولايات من أجل مشاركة القسنطينين فرحتهم، حيث اختلطت رايات شباب قسنطينة برايات فرق عديدة من داخل الولاية، على غرار مولودية قسنطينة وجمعية الخروب وحتى رايات فرق من خارج الولاية، على غرار رايات شبيبة القبائل واتحاد تبسة. والتقت "المساء" بعدد من الشباب القادمين من أقصى الحدود الشرقية، وبالتحديد من ولاية تبسة من أجل مشاركة أنصار الشباب فرحتهم واحتفالاتهم بتتويج فريهم. وشارك عدد من سكان المدن المجاورة لقسنطينة على غرار التلاغمة، عين مليلة، سيقوس، واد زناتي، الحروش وغيرها، في هذه الاحتفالات. تأطيرٌ أمنيٌّ كبير وإخلاء ساحة الخليفة عند العاشرة ليلا تابعت المصالح الأمنية بولاية قسنطينة، احتفالات أنصار الشباب بتتويج فريقهم بحرص كبير، حيث أطّر عدد كبير من رجال الأمن هذه الاحتفالات من خلال تواجدهم بأهم المناطق والنقاط الحساسة؛ في خطوة لضمان الأمن للمحتفلين من جهة، ومن جهة أخرى لمنع وقوع أي انحراف، وبذلك إفساد هذه الاحتفالية. وجنّد الأمن الحضري الأول المتواجد بشارع عواطي مصطفى "طريق سطيف" على بعد أمتار من قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، كل عناصره بمن فيهم رئيس الأمن الحضري مع تواجد بارز لعناصر فرقة البحث والتدخل. كما تجنّد عدد من كبار المسؤولين بمديرية الأمن سواء بالزي الرسمي أو بالزي المدني؛ من أجل السير الحسن لهذه الاحتفالية. واضطرت مصالح الأمن لإخلاء ساحة قصر الثقافة في حدود الساعة العاشرة ليلا؛ من أجل راحة السكان في الجوار مع إغلاق بعض المنافذ المؤدّية إلى وسط المدينة؛ في خطوة للتقليل من توافد مواكب السيارات التي كانت تستعمل المنبهات الضوئية والصوتية. والي قسنطينة يصف التتويج بالتاريخي ويهديه لرئيس الجمهورية وصف والي قسنطينة في أول تصريح له مباشرة بعد مقابلة شباب قسنطينة في البليدة، وصف تتويج الشباب المحلي باللقب الثاني في مسيرته الكروية، بالتتويج التاريخي بعد 21 سنة من الغياب عن منصة التتويجات، معتبرا هذا الأمر يعكس مدى نجاح السياسة الكروية بشكل خاص بقسنطينة، والسياسة الرياضية بشكل عام. وأهدى التتويج إلى رئيس الجمهورية، الذي سهر على تطوير الرياضة بالجزائر وخصص العديد من المشاريع الهامة في هذا الصدد. وقال إن هذا التتويج جاء بفضل مجهودات وعمل جماعي انطلاقا من اللاعبين إلى الطاقم الفني بقيادة المدرب عبد القادر عمراني والطاقم الإداري، وعلى رأسهم شركة الآبار إلى السلطات المحلية والمصالح الأمنية، التي رافقت الفرق والأنصار في كل مبارياته بملعب الشهيد حملاوي. وقال عبد السميع سعيدون والي قسنطينة، إن الولاية فخورة بهذا التتويج الذي جاء ليضاف إلى أخرى بعد تتويج فريق فتيات قسنطينة لكرة القدم بلقب مزدوج؛ حيث حصد البطولة والكأس ووصول فريق شباب فتيات الخروب إلى نهائي كأس الجمهورية في فئتي أقل من 17 و20 سنة مع وصول فريق كرة القدم داخل القاعة، إلى نهائي كأس الجزائر. حفل كبير في انتظار الشباب نفى والي قسنطينة السيد عبد السميع سعيدون أن تكون الجهات الرسمية اتصلت بمغنين كبار لإحياء احتفالات التتويج بالبطولة بعدما ترددت عدة أسماء، على غرار الشاب خالد ومامي. وانتقدت هذه الأخبار العديد من الصفحات الخاصة بالأنصار على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال والي قسنطينة إن السلطات استجابت لمطلب الأنصار والشارع القسنطيني؛ حيث ستكون الاحتفالات على طريقة الأنصار بحفل كبير من المتوقع أن يحتضنه ملعب الشهيد حملاوي. ومن المنتظر أن يعرف تكريم كل الرياضيين والفرق المتوجة خلال هذا الموسم. من جهة أخرى، طالب العديد من أنصار فريق شباب قسنطينة والي الولاية بوضع شاشات عملاقة عبر مختلف التجمعات الكبرى، لمتابعة لقاء بارادو والاحتفال مع الفريق بعيدا عن ضغط ملعب الشهيد حملاوي، الذي يتوقع أن يشهد جمهورا قياسيا في مقابلة الموسم، والتي ستكون في ليلة رمضانية، سيكون العمل الخيري فيها حاضرا بعدما بدأ التحضير لجمع قفة رمضان داخل الملعب. ❊تغطية زبير.ز