أحيت الجزائر الأسبوع المنقضي ثلاث مناسبات غالية على الشعب الجزائري، تمثلت الأولى في عيد الأضحى المبارك، الذي مرت بشراه على الجزائريين وهم في أجواء تامة من الخشوع والبهجة التي عمت مختلف جهات الوطن، كما أحيت الجزائر على غرار باقي دول العالم الذكرى ال60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وسجلت وقفة تاريخية متجددة مع الذكرى ال48 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 المفصلية في كفاح شعبنا من أجل استقلاله وعرف الأسبوع أيضا تأكيد السلطات العليا في البلاد العزم على دفع الإصلاحات الوطنية واستكمال مسار التنمية الشاملة. جاء هذا التأكيد على لسان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، الذي تم خلاله عرض مخطط العمل الخاص بتنفيذ البرنامج الرئاسي، واستعراض الخطوات التي تعتزم الحكومة تجسيدها من أجل دفع الإصلاحات والتغييرات الموجهة لتعزيز دولة الحق والقانون، وكذا مواصلة التنمية الاقتصادية. وفي حين أعرب الرئيس بوتفليقة عن ارتياحه لصواب الخيارات المعتمدة لمواجهة الأزمات الظرفية، دعا الحكومة لمواصلة عملها لتفادي أي تأخر في الإصلاحات وإنجاز البرامج المعتمدة، مذكرا من جانب آخر بضرورة التخلي عن وهم الوفرة المالية التي تبقى غير مضمونة والعمل من أجل بناء اقتصاد متنوع قادر على استمرار تنمية البلاد. وتبين من مخطط العمل أن الحكومة ستسهر على دفع مختلف الإصلاحات والتغييرات الموجهة لتعزيز دولة الحق والقانون وترشيد الحكم في قطاعات العدالة والجماعات المحلية والإدارة الاقتصادية وتهيئة الإقليم والبيئة وتحسين الاتصال وترقية الحوار وإنجاز المنشآت القاعدية وترقية التشغيل، لاسيما وأن الورشات والأهداف المرسومة في البرنامج الرئاسي قطعت شوطا بعيدا في سائر هذه المجالات. كما تمت الإشارة خلال اجتماع المجلس الوزاري إلى عزم الحكومة على توفير الشروط اللازمة لضمان حسن سير الانتخابات الرئاسية المقبلة. على صعيد آخر وبمناسبة إحياء الجزائر لليوم العالمي لحقوق الإنسان المصادف للعاشر ديسمبر من كل عام، أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سعي الدولة الجزائرية لضمان حقوق المواطن وحرياته وتطبيقها في كافة مناحي الحياة الاجتماعية وجوانب المواطنة بأبعادها الفردية والمدنية والسياسية أو الجماعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشيرا بالمناسبة إلى أن وضع الدولة لآليات داخلية مختصة لترقية حقوق الإنسان وحمايتها ينم عن حرصها على تكريس دولة الحق والقانون، وعن الأولوية التي توليها لمسألة الاهتمام بهذه الحقوق. وسجل الأسبوع المنقضي أيضا إحياء الشعب الجزائري للذكرى ال48 لمظاهرات 11ديسمبر التاريخية، حيث تم تنظيم عدة تظاهرات عبر مختلف ولايات الوطن، وشكلت الذكرى مناسبة لتجديد الدعوة إلى ضرورة دعم كل المبادرات والجهود الرامية لجمع المادة التاريخية حول الثورة التحريرية وتخليد مآثرها. كما حضر الرئيس بوتفليقة بذات المناسبة إلى جانب أعضاء من الحكومة وكبار مسؤولي الدولة وعدد من الوجوه الثقافية والتاريخية، العرض الأول لفيلم "أسد الجزائر" المخلد لسيرة الشهيد مصطفى بن بوالعيد، ويجسد هذا الفيلم الذي أخرجه أحمد راشدي حياة أحد أبرز القادة العسكريين والسياسيين الذين عرفتهم الحركة الوطنية والثورة التحريرية.على صعيد التعاون الدولي استقبلت الجزائر نهاية الأسبوع عميد جامعة الأممالمتحدة، السيد كونراد أوسترفالدر، الذي تندرج زيارته في إطار استكمال مشروع احتضان الجزائر، لمعهد البحث في التنمية البشرية بإفريقيا، ومرصد متابعة وتقييم أهداف الألفية حول التنمية في إفريقيا.