دافع عدد من سفراء الدول الإفريقية بالجزائر، عن موقف السلطات الجزائرية في مجال التكفل بالمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين الأفارقة، حيث أكدوا أن عمليات ترحيل هؤلاء نحو بلدانهم تتم في إطار احترام حقوق الإنسان والاتفاقيات الثنائية، معتبرين في تصريحات متطابقة المنظمات غير الحكومية التي تعمل حسبهم لصالح بعض الدول، «تقدم تقارير مغلوطة وغير مطابقة للواقع، في محاولة لضرب استقرار الجزائر». وجاءت شهادات السفراء الأفارقة، خلال الندوة التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني بمقره بالعاصمة، ردا على التقارير التي أوردتها بعض المنظمات غير الحكومية، التي تناولت ملف الهجرة غير شرعية ووجهت حسبهم اتهامات باطلة للحكومة الجزائرية، حول تعاملها مع الأفارقة المرحلين نحو بلدانهم. وكان السفير الصحراوي بالجزائر، طالب عمر أول من دشن سجل الشهادات، خلال الندوة التي حملت عنوان «بوتفليقة ...60 سنة من الصداقة والتضامن والتعاون»، حيث أشاد بسياسة الجزائر في التعامل مع ملف المهاجرين بصفة عامة، واستشهد بالنموذج الصحراوي، مؤكدا بأن الحكومة الجزائرية تحمي 173 ألف لاجئ صحراوي، وفق المعايير التي تنص عليها المفوضية العليا للاجئين». وقال في هذا الصدد، «نحن هنا في حماية الجزائر منذ 43 سنة ولم نلق من الدولة الجزائرية، إلا التضامن والمعاملة الإنسانية ونحظى بكامل الحقوق في مجال التربية والتعليم العالي والصحة وغيرها..». وأرجع السفير الصحراوي، الأسباب الكامنة وراء حملة التشويه التي تقودها بعض المنظمات غير الحكومية ضد الجزائر، إلى قلق هذه المنظمات وبعض الجهات من المواقف السيادية للجزائر واستقلاليتها في اتخاذ القرارات، مضيفا بأن «عدم سقوط الجزائر في فخ ما يعرف ب»الربيع العربي» أزعج البعض ممن يريدون اليوم التشويش عليها بهدف الضغط عليها للتراجع عن مواقفها النبيلة». ممثلة سفارة جنوب إفريقيا بالجزائر، قدمت من جهتها شهادة حية عن المواقف التي التزمت بها الحكومة الجزائرية، اتجاه القضايا الإفريقية، موضحة أن تاريخ الجزائر يشهد لها على ثباتها على المواقف الرجولية، قبل أن تضيف «من ينكر التاريخ يخالف الحقيقة»، مذكرة بشهادات الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، «الذي كان يحمل الجزائر في قلبه ويعتبرها البلد الثاني لكل الشعوب المظلومة».. سفير النيجر : «تسوّل رعايانا مخزٍ ونحن من طلبنا إجلاءهم إلى النيجر» وكذب سفير دولة النيجربالجزائر، كل الاتهامات التي قدمتها المنظمات غير الحكومية بخصوص عمليات إجلاء المهاجرين غير الشرعيين من جنسية نيجرية من الجزائر نحو بلدانهم، مؤكدا بأن هذه المنظمات تقوم بتغليط الرأي العام وتقديم معلومات عارية من الصحة. وحذّر الدبلوماسي النيجري من مغبة الانسياق وراء تلك المعلومات الكاذبة، مجددا التأكيد على أن دولة النيجر هي من طلبت من الحكومة الجزائرية ترحيل رعاياها من المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم. كما اعتبر المتحدث أنه «من المخزي أن يتسول رعايا نيجريين بالجزائر، في صورة تشوه سمعة بلدنا» قبل أن يضيف بالقول «نحن لا نقبل ذلك، وطلبنا بإجلائهم»، موضحا أن عمليات الترحيل التي تمت في ظروف حسنة وفي إطار احترام كرامة رعايانا، لا تعتبر عملية طرد، كون وزير الداخلية النيجري زار الجزائر سنة 2013 ورتب الأمور المتعلقة بعمليات الترحيل مع السلطات الجزائرية». ولم يتوقف سفير النيجر عند هذا الحد، بل اعتبر بأن المخطئ في هذه القضية هم الرعايا النيجريين وليس سلطات الجزائر، باعتبار أن هؤلاء الرعايا دخلوا التراب الجزائري بطريقة غير شرعية ومن حق السلطات الجزائرية عدم قبولهم». الدعوة إلى تكثيف التنسيق الإفريقي لتفويت الفرصة على المتربصين من جهته، استعان القائم بالأعمال على مستوى سفارة التشاد بالجزائر بلغة الأرقام في عرضه لتسيير ملفات الهجرة غير الشرعية بين الجزائر والتشاد، حيث أشار إلى أن الجزائر رحلت 503 رعية تشادي، خلال السنوات الماضية، نحو بلدهم بناء على طلب الحكومة التشادية، مؤكدا بأن عمليات الترحيل تمت في إطار حقوق الإنسان والأعراف المتعامل بها. وحذر الدبلوماسي التشادي من مغبة إعطاء فرصة «للمتربصين ومن يريدون الاستثمار في ملف المهاجرين الأفارقة»، داعيا إلى مزيد من التنسيق والتعاون بين بلدان القارة، من أجل لتسوية مشاكل الهجرة غير الشرعية. كما استنكر الاتهامات الباطلة التي طالت الجزائر. أما المكلف بالأعمال بسفارة السنيغال، فقد قدم بدوره عرضا عن السياسة الخارجية الجزائرية، في التعامل مع الأفارقة، واصفا إياها بالمميزة. وإذ أشاد بالمناسبة بجهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في رعاية البعد الإفريقي والدفاع عنه، أعرب الدبلوماسي السنيغالي عن امتنان بلاده لتلك الجهود، مشيرا إلى إطلاق السنيغال اسم الرئيس بوتفليقة على كبرى جامعاتها. نفس الموقف عبّر عنه ممثل سفارة دولة غينيا بيساو، الذي أشاد بالدعم الذي تلقاه بلاده من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الكثير من المجالات، مشيرا إلى أن الرئيس بوتفليقة مثل إفريقيا أحسن تمثيل على المستوى الدولي. وأشار الدبلوماسي الغيني إلى أن «الدم الإفريقي يسري في عروق الرئيس بوتفليقة» قبل أن يسرد جانبا من اللقاءات التي جمعته بالرئيس بوتفليقة، مشيدا بكرمه وإنسانيته.