شهد إنتاج العدس تراجعا ملحوظا بولاية قسنطينة خلال الموسم الفلاحي الحالي، بسبب قلة تساقط الأمطار، وهو ما أدى إلى انهيار المنتوج بنسبة 20 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية وتقليص المساحة المزروعة إلى 1200 هكتار مقابل أزيد من 5000 هكتار خلال 2011، في الوقت الذي تكبّد الفلاحون خسائر مادية بالجملة، وفضل العديد منهم التحول إلى زراعة البقوليات والحبوب الجافة الأخرى بدل العدس. وسجل إنتاج العدس تراجعا كبيرا في الإنتاج بقسنطينة، التي دخل العديد من فلاحيها الكبار مغامرة الإنتاج بزرع مئات الهكتارات ببلديات ابن باديس وعين عبيد شرقا وبني حميدان وزيغود يوسف شمالا. وأفاد فلاحون أنهم للموسم الثاني على التوالي يتكبدون خسائر فادحة، بعد أن عجزوا عن جمع المحصول الهزيل جدا على الرغم من نوعيته الرفيعة التي فاقت شهرتها حدود الوطن، خاصة بالنسبة لعدس بلدية ابن باديس الهرية الذي يلقى رواجا كبيرا في الأسواق المحلية. وأرجع من تحدثنا إليهم من الفلاحين أن سبب قلة الإنتاج يعود أساسا لنقص كميات الأمطار المتساقطة ووقت خروج النبتة التي بقيت قصيرة، ما حال دون حصاد أكثر من 1000 هكتار على مستوى البلديات الأربع المذكورة. وصرح مسؤول بالتجزئة الفلاحية لعين عبيد أن أعلى مردود لم يتجاوز ال9 قنطارات في الهكتار الواحد، فيما لم يتجاوز القنطار في حوالي 80 بالمائة من المساحة المزروعة بهذه البلدية الواقعة على الطريق المؤدي صوب ولاية قالمة، وهو ما وصفه بالكارثة. ومن جهته، أشار فلاح من بلدية بني حميدان أنه لن يعود إلى زراعة العدس الموسم المقبل، بعد ما تكبده من خسائر الموسم ما قبل الحالي ليعاود الكرة عساه أن يعوض خسارته لتكون الخسارة مضاعفة. وأشار مسؤول بمصالح الفلاحة على مستوى ولاية قسنطينة، أمس، أن المساحة المزروعة من العدس تراجعت هذا الموسم إلى 1265 هكتارا، فيما فاقت العام الماضي ال5500 هكتار. جدير بالذكر أن العديد من فلاحي بلدية بني حميدان المشهورة بإنتاج الحبوب والبزلاء فضلوا هذا الموسم الابتعاد عن زراعة العدس، مفضلين الحمص من البقوليات، وهو ما وقفنا عليه في منطقة وادي وارزق وأولاد النية على وجه الخصوص.