تنطلق غدا بقاعة »ابن زيدون« فعاليات الطبعة الثالثة لمهرجان الموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة والذي تتواصل فعالياته إلى غاية 25 ديسمبر الجاري. تشارك في هذه التظاهرة كل من سوريا، تركيا، ايران، المغرب، ليبيا، تونس، اسبانيا والبرتغال، أرمينيا كما سيكون المهرجان فرصة للتعاون وتبادل الخبرات بين المشاركين، اضافة الى المحاضرات التي سيتم القاؤها بين الحين والآخر. وأشار محافظ المهرجان السيد رشيد قرباص خلال ندوة صحفية عقدها أمس برياض الفتح الى أن المبدأ الذي يحرص المهرجان على تثبيته في كل دورة هو الالتقاء حول القواسم المشتركة لهذه الموسيقى وبالتالي بين هذه الحضارات والثقافات، كما أشاد المتحدث بالحركة الجمعوية الموسيقية معتبرا التظاهرة فرصة للموسيقيين الهواة الفائزين في المهرجانات الوطنية للمشاركة في هذا الموعد الدولي لاكتساب الخبرة. كما أشار المتحدث الى أنه سيقترح على الجوق الاسطنبولي الذي سيفتتح التظاهرة الاشتراك في العزف مع جوق قسنطينة الجهوي. في السهرة الموالية سيكون الموعد مع فرقة نبيل قسيس من حلب السورية والمعروفة بالارتجال والانتقال من مقام إلى آخر. وأعطى قرباص محطات من البرنامج المسطر في هذا المهرجان منها مشاركة »دار غرناطة« من تلمسان في سهرة الى جانب عازف القيتار العالمي البرتغالي »بردروخويا« الذي سيقوم بجولة موسيقية عبر تاريخ الموسيقي، وهنا تمت الاشارة الى وجود العرب بالبرتغال وتأثير موسيقاهم في هذه البلاد التي أنجبت الشاعر ابن اعمر. سهرة أخرى تجمع بين جمعية »أوتار تلمسان« و»ميشال روندية« ذي الأصل الملغاشي الذي يؤدي موسيقى »المانوش« القديمة التي دخلت مؤخرا العالمية. كما أكد المتحدث أن المهرجان سيكون فضاء لتقديم ألحان جديدة لبعض المبدعين عوض الاكتفاء بتكرار نفس النوبات القديمة، وهنا أشاد بإبداع الموسيقي بوكرديرة رئيس الجوق الجهوي لقسنطينة. حفل الاختتام سيعرف وقفة تكريم لشخصيتين قدمتا الكثير للموسيقى الجزائرية وهما الراحل بودالي سفير الذي فتح الموسيقى الجزائرية على العصرنة. كما شجّع ظهور الفرق بالاذاعة والتلفزة منها الجوق الشعبي تحت قيادة العنقى، والأندلسي مع الاخوة فخارجي وغيرهما ودافع عن خصوصية كل موسيقى، كما ساهم في تسجيل التراث الموسيقي الجزائري بداية من عبد الكريم دالي، وعبد القادر تومي. أما الشخصية المكرمة الأخرى هي أحسن بن شوبان المجاهد الذي قطع على نفسه عهدا بأن يؤسس أول جمعية موسيقية بعد الاستقلال وكان له ذلك »الفن والأندلس«. للتذكير فإن المهرجان الذي يشارك فيه 300 موسيقى من بينهم 180 جزائريا رصدت له ميزانية 15 مليون دينار، وستتخلله محاضرات لأكبر الموسيقيين منهم حسن لعريبي من ليبيا ونبيل قسيسي من سوريا وغيرهما.