هددت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس بعدم تجديد الهدنة المتوصل إليها مع إدارة الاحتلال برعاية مصرية منذ جوان الماضي وينتهي العمل بها يوم الخميس القادم. وأكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيان نشره أمس بالعاصمة السورية دمشق بمناسبة الذكرى الواحدة والعشرين لميلاد الحركة أن احتمالات متزايدة تدفع إلى عدم تجديد هذه الهدنة بسبب الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي ظل استمرار الحصار المفروض على سكانه منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا. وجاء نشر بيان خالد مشعل في نفس اليوم الذي أرسلت فيه إدارة الاحتلال اموس جلعاد المسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية إلى العاصمة المصرية لبحث مسألة تمديد العمل بهذه الهدنة. وأكدت مصادر إسرائيلية أن مباحثات المسؤول الأمني الإسرائيلي في القاهرة تهدف أساسا إلى تمديد سريان مفعول التهدئة ومناقشة قضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط. وجاءت هذه التطورات في نفس الوقت الذي أحيت فيه حركة حماس الذكرى ال21 لميلادها أمس وكانت مناسبة لقادتها لتأكيد قوة هذه الأخيرة وتوجيه رسائل مشفرة باتجاه الولاياتالمتحدة وإدارة الاحتلال وحتى غريمتها "فتح" على قدرة حركتهم في مواجهة كل المخططات الرامية إلى القضاء عليها. وقال اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة أن الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته جورج بوش فشل في القضاء على حركة حماس التي أصبحت الآن أكثر قوة من ذي قبل. وأضاف أن الرئيس جورج بوش أعلن الحرب ضد الشعب الفلسطيني ورفع العصا في وجه كل من أراد رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، كما عمل على تزويد حركة فتح بالأموال والسلاح من أجل تعزيز حالة من اللاشرعية في الأراضي الفلسطينية. وجاءت تصريحات إسماعيل هنية في خطاب ألقاه أمام عشرات الآلاف من مؤيدي حركة حماس الذين احتشدوا وسط مدينة غزة حيث وجه رسالة إلى الإدارة الأمريكيةالجديدة وإلى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما وتأكيده أنه "لن تتمكنوا من هزم الشعب الفلسطيني". وتقاطعت تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني المقال مع تصريحات محمود الزهار أحد أهم قادة الحركة الذي أكد من جهته أن حركة حماس استطاعت وعلى مدار 21 عاما من تطوير نفسها سياسيا وعسكريا واجتماعيا وجماهيريا ووسعت من اهتماماتها لتشمل الجامعات والوزارات والمرافق لمواجهة سياسة الضرب والحصار الذي تتعرض له بشكل متواصل ومتصاعد. واحتشد أمس عشرات الآلاف من أنصار الحركة وسط مدينة غزة للمشاركة في مهرجان نظم بمناسبة إحياء ذكرى الإعلان عن انطلاقها رسميا الذي تزامن مع انطلاق الانتفاضة الأولى عام 1987 بالرغم من استمرار الحصار الإسرائيلي ضد قطاع عزة والذي جعل سكانه يعيشون في سجن كبير وحرمهم من أدنى متطلبات العيش الكريم.