نعت المدير العام لنادي اتحاد العاصمة عبد الحكيم سرار، منظومة كرة القدم في الجزائر ب «الفاسدة»، معتبرا أنه «لا يوجد نظيف في كرة القدم»، كان ذلك عقب أشغال الجمعية العامة الاستثنائية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي جرت يوم السبت الماضي في مركز التحضير بسيدي موسى، التي عرفت المصادقة على مشروع بناء مراكز التكوين. قال سرار المعروف بصراحته وكلامه المباشر، إن الأندية هي التي كان من المفروض أن تستثمر في بناء مراكز التكوين، مؤكدا أنها هي مهمتها الأولى. وقال: «أظن أن هذه المراكز من عمل رؤساء الأندية، لكن مادام لم يتحرك أحد قامت الاتحادية بهذا الدور»، ليضيف الرئيس السابق لوفاق سيطف: «لسوء الحظ تيقنت الفاف أننا لازلنا قصّرا في التسيير، ولهذا أخذت على عاتقها هذه المهمة، التي كان من المفروض أن تقوم بها الأندية. ولسوء الحظ أيضا نمتاز بالحب المفرط لنوادينا، الذي يزيد عن اللزوم، كلنا نحب أن نفوز بشتى الطرق، لدينا حماس كبير، ونعيب اليوم على أنفسنا أنّنا أضررنا بكرة القدم الجزائرية». ويُعدّ هذا الاعتراف من شخصية كروية قضت أكثر من 40 سنة في الميدان، ضربة موجعة لرؤساء الأندية، الذين يعتبرون أنفسهم منظرين لكرة القدم، غير أن ممارساتهم أدت بهذه الرياضة إلى الحضيض، مثلما يكشف عنه حكوم، الذي قال بصريح العبارة: «نحن لا نصلح لأي شيء»، مجيبا عن سؤال: «لأي شيء يصلح رؤساء النوادي إن قامت الاتحادية بدورهم؟!»، حيث يرى سرار أنه «لا بد من إعادة النظر في هيكلة الأندية، ورؤية شرعية رؤسائها؛ من أنت؟ من أين أتيت؟ ماذا تريد؟ وما هي أهدافك؟ وربما لا بدّ من دفتر شروط في كلّ عهدة أولمبية». ويضع سرار الأصبع على الجرح من خلال هذه التصريحات، التي لن تعجب الكثير من رؤساء الأندية، وربما أوّلهم رئيسه في اتحاد العاصمة، حيث ذهب إلى أبعد من ذلك، لما أضاف: «للأسف، ما يجري حاليا أن يقال إنّ هذا الرئيس جلب المال، وآخر يعرف عمل الكواليس، وبعد ذلك يفوز بالبطولة ويصبح بطلا». ويواصل المدافع الأسبق للمنتخب الوطني ووفاق سطيف: «بحكم تجربتي الصغيرة الممتدة ل 40 سنة في كرة القدم، أصبحت مثل الشعراء المخضرمين عشت الجاهلية والإسلام، أنا من القدامى في هذا المجال، وأعرف اليوم كيف ينظر الشباب إلى الأمور، أقول إننا بعيدون كل البعد عن تسيير كرة القدم، بل أضررنا أكثر مما نفعنا هذه الرياضة سواء من الجانب المعنوي أو فيما يخص العلاقات بين أفراد الشعب الواحد، لقد تسبّبنا في خلق تمييز خطير». ويؤكد سرار أنه ضد تنقّل أنصار الأندية مع نواديهم إلى ملاعب أخرى، كاشفا: «هناك من يقول إن التنقل حق دستوري، صحيح أنه كذلك لكن ليس للمناصرين، بل هذا الحق يضمن تنقّل الأشخاص بكل حرية. وبالنسبة لي لا بدّ من تعميم منع الأنصار من التنقل مع نواديهم على الأقل في مرحلة أولى، لأنّ كرة القدم أصبحت بهرجة، وأصبحنا ننتظر العنف فقط، وهذه المباراة مرتبة، وأخرى تم بيعها، وهذا الحكم تم شراء ذمته، هذا هو كلامنا في كرة القدم». ويضيف مسؤول اتحاد العاصمة: «للأسف أصبحت العناوين الصحفية الأجنبية تنعتنا بالمحتالين والسارقين، هذا يضر بالرؤساء كثيرا، لكن هناك بعض الحقيقة في ذلك، لأن المنظومة فاسدة. أقول إننا كمسيّرين وليس 100 بالمائة منهم، نلبس قمصانا بيضاء ملطخة بالأسود، لا يوجد نظيف في كرة القدم».