لا زالت الأوساط الرياضية لنصر حسين تخشى على مستقبل فريقها في بطولة الرابطة الأولى بسبب التوترات الحاصلة بين إدارة النادي والطاقم الفني الذي يقوده بلال دزيري، النادي مهجورا منذ أسبوعين من رئيسه بشير ولد زميرلي، الذي صرح أنّه مستقيل لكنه لم يرسم ذلك بصفة رسمية، إلاّ أنّ غيابه المطوّل عن النادي أحدث وضعا صعبا لا سيما بالنسبة للفريق الذي يتدرب من دون حضور مسيريه، حيث اضطر مسؤولو النادي الهاوي الذي يقوده مراد لحلو إلى الاستجابة لمتطلبات لاعبي تشكيلة النصرية كي لا تقع في حالة انسياب كلي. الأزمة التي يعيشها نصر حسين تعود إلى الجولة العاشرة من البطولة التي انهزم فيها الفريق بصفة مفاجئة أمام شباب بلوزداد، حيث أحدث ذلك التعثر عدة تساؤلات لاسيما لدى إدارة النادي التي وصلت إلى حد التشكيك في جدية اللاعبين للبحث عن الانتصار في تلك المواجهة ضد البلوزداديين، بل لاح لهم إمكانية تعمّد اللاعبين ترك النقاط الثلاث لمنافسيهم في تلك الجولة . لكن لا أحد من المسيرين تجرأ على إفشاء ما وقع فعلا في تلك المباراة واكتفوا بالقول إنّ المدرب دزيري ليس قادرا على التحكم في المجموعة من جانب الانضباط، وفهم الجميع أن غياب الرئيس بشير ولد زميرلي ومساعديه عن النادي ما هو إلا موقف يراد منه دفع بلال دزيري إلى الاستقالة من منصبه بعد أن أصبح يشعر بالعزلة رغم المساندة الكبيرة التي يقدمها له الأنصار الراغبون في استمراره على رأس العارضة الفنية للفريق. المدرب بلال دزيري تفادى الإدلاء برأيه في ما يحدث في النادي حتى لا تتعمق الأزمة بينه وبين المسيرين، أما الأنصار فلا يريدون أن يستمر هذا الوضع خوفا على مستقبل فريقهم في الرابطة الأولى، لاسيما وأنه موجود في مركز جيد يسمح له بلعب الأدوار والظهور بوجه مشرف في البطولة الأندية العربية التي سيشارك في منافساتها عن قريب. إلا أن دزيري يرفض الاستقالة ويريد أن يظهر أنه ليس المتسبب الرئيسي في الوضع المتوتر الذي يمر به النادي بعد أن جدد له الأنصار مساندتهم ونصحوه بعدم الاستقالة. من جهة أخرى، تحاول كثير من الأطراف القريبة من النادي بما فيهم لجنة الأنصار تلطيف الجو داخل بيت النادي، إلاّ أنّ محاولاتها باءت كلها بالفشل، بعد أن رفض الرئيس بشير ولد زميرلي العودة إلى تسيير النادي بحجة أنه لا يمكن له أن يتعامل مع المدرب دزيري واشترط مقابل تسيير النصرية من جديد استقالة هذا الأخير من العارضة الفنية. كما أنّ بشير ولد زميرلي رفض الانصياع إلى نصائح رئيس بلدية حسين داي الذي تدخل شخصيا في محاولة منه لتهدئة الأوضاع داخل النادي مثلما يفعله أيضا اللاعب القديم للنصرية إيغيل مزيان الذي يقوم بوساطة بين ولد زميرلي والمدرب دزيري. الأوساط الرياضية للنادي منقسمة الآن بين التفاؤل والتشاؤم، فيما يتعلق بحل هذه الأزمة وكل ما يهمها في الأمر ألاّ يقع الفريق ضحية الانقسامات والانشقاقات الحاصلة داخل النادي.