نظّّم معلمو مدرسة «المسعودي» بحي الصنوبر بقسنطينة، نهار أمس، وقفة احتجاجية، امتنعوا خلالها عن العمل وأوقفوا الامتحانات التي كانت مبرمجة لنهار أمس، بسبب ما آلت إليه ظروف العمل داخل هذه المؤسّسة التربوية منذ انطلاق الموسم الدراسي، معتبرين أنّ القطرة التي أفاضت الكأس هي غياب التدفئة بالحجرات الدراسة في ظل الأجواء الباردة التي تعرفها الولاية منذ أسابيع، متهمين الإدارة بسوء التسيير. حسب منسق فرع نقابة «الكنابيست» السيد رابح مشاطي، فإنّ المدرسة تعاني من غياب تام للتدفئة داخل حجرات الدراسة، وهو أمر حسب رأيه لا يساعد على تقديم مردود بيداغوجي في المستوى المطلوب مما يؤثّر على التحصيل العلمي للتلاميذ، مضيفا أنّ «المدرسة لا تحوز حتى على قاعة للأساتذة وأقسامها تعرف وضعية مهترئة سواء تعلّق الأمر بالجدران أو بالأسقف المهدّدة بالانهيار في أيّ وقت، كما يغيب الماء الصالح للشرب عن حنفيات هذه المؤسّسة التربوية». وطالب الفريق التربوي المحتج، بضرورة توفير وإصلاح دورات المياه التي توجد في وضعية متدهورة، كما طالبوا بتوفير الشروط الصحية كالنظافة في المطاعم ومراقبة الأكل المقدّم للتلاميذ في ظلّ تسجيل حالة تسمّم غذائي لدى أحد الأطفال خلال الأسبوع الفارط بعد تناول بيضة فاسدة، كما طالب المعلمون في رسالة وجهوها إلى مدير التربية وكذا المفتش الإداري والمفتش البيداغوجي، حملت توقيع 20 معلما، بترميم أرضية ساحة المدرسة وإصلاح الإنارة مع المطالبة بتوفير الوسائل البيداغوجية على غرار الآلة الطابعة ووسائل الإعلام الآلي، معتبرين أنّ هذا الموقف جاء للتدخل السريع وإصلاح هذا الوضع، مؤكّدين أنّ ما يقع بمدرستهم، «خرق قانوني يمس بحق المعلم في أداء واجبه وحق المتعلّم المكفول بالدستور». من جهته، أكّد الأمين العام لمديرية التربية السيد عبد العزيز بعزيز، أنّه وقف شخصيا على مطالب المعلمين، مضيفا أنّ «هذا الاحتجاج مبالغ فيه ويتحمّل المعلمون مسؤوليتهم بسبب توقيف الامتحانات»، وقال إنّه زار المعلمين وتحدّث معهم كما زار الأقسام ووقف على وجود حجرة أو اثنين فقط، معطلة التدفئة بها، من بين 14 قسما، مضيفا أنّ وضع هذه المدرسة مآله الهدم من أجل بناء مدرسة أخرى بعد فتح المدرسة المجاورة وهي مدرسة «بورصاص نوار». أما ممثل البلدية، السيد نبيل بوصبع، رئيس القطاع الحضري التوت، الذي كان متواجدا بعين المكان، فقد أكّد أن هناك مدفأة واحدة فقط، سجّل الخلل بها وتم إصلاحها نهار أمس، مضيفا أنّ البلدية تعمل على إصلاح دورات المياه والمدرسة في وضعية عادية، وقال إن وضع هذه المدرسة مؤقت فقط إلى غاية فتح المدرسة الجديدة المجاورة ولن تدخر البلدية أي جهد لتوفير المناخ المناسب للدراسة.