أثمرت الطبعة الأولى ل"الحالات العامة للرياضة"، عن إبرام اتفاقيات نوعية، في مقدمتها اتفاقية بين وزارتي الشباب والرياضة والعدل، لتشجع ممارسة الرياضة والنشاطات الشبانية في أوساط المساجين بالمؤسسات العقابية، حيث علق عليه الوزير محمد حطاب بالقول "لا يجب تهميش الأشخاص المتواجدين في السجون، بل يجب الاعتناء بهم، لتعزيز فرص إعادة اندماجهم في الحياة الاجتماعية بصفة عادية". معتبرا هذا المعرض الذي نظم على مدار ثلاثة أيام (3، 4 و5) من الشهر الجاري (جانفي) بالجناح المركزي لقصر المعارض (الصنوبر البحري)، فرصة مواتية من أجل صياغة الاستراتيجية التنموية للقطاع، من خلال إشراك رؤساء الاتحاديات، إطارات فنية، مدربين، رياضيين، خبراء، ورؤساء المؤسسات في مختلف الورشات التي تطرقت لخمسة انشغالات أساسية، تتعلق بمجال الرياضة والصحة، إشكالية العنف داخل المنشآت الرياضية، مسائل التشريع وتمويل الرياضة، عملية الاحتراف الرياضي لكرة القدم وموضوع التكفل بالمواهب الشابة. استغلت "المساء" هذه الفرصة للحديث مع الفاعلين في الحركة الرياضية، قصد معرفة مدى استجابة الأسرة الرياضية الوطنية لهذا المعرض، الذي يعدّ نقطة بداية لعمل مشترك، خدمة للرياضة عالية المستوى. حطاب: تقييم الوضعية بطريقة مسؤولة البداية كانت مع وزير الشباب والرياضة، محمد حطاب، الذي أكد أن الحيز التنفيذي لسياسات البلاد في المجال الرياضي، من خلال الإطار المرجعي المتمثّل في القانون رقم 13/05 المؤرخ في 23 جويلية 2013، المتعلّق بتنظيم الأنشطة البدنية والرياضية وتطويرها، يجبر الوزارة على تنظيم مثل هذه التجمعات التي تسمح بتقييم وضعية الرياضة بطريقة مسؤولة، والتفكير في الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل تجسيد السياسة الرياضية الوطنية، لبلوغ رؤية الوزارة في آفاق 2030، والمتمثّلة في الوصول إلى تعميم الثقافة الرياضية وفق مبدأ "الرياضة للجميع"، وتوسيع المنشآت الرياضية وتحديثها بما يتماشى مع متطلبات العصر، إلى جانب تعزيز دور المؤسسات والهيئات والمجتمع المدني، وتفعيل مشاركة مختلف فئات المجتمع في النشاطات الرياضية، قصد الوصول إلى رياضة احترافية تحقّق نتائج إيجابية تليق بمستوى الرياضة الجزائرية عربيا، متوسطيا، قاريا ودوليا. بما أن "الحالات العامة للرياضة" تشكل نقطة بداية لعمل مشترك، خدمة للرياضة عالية المستوى، ذكر الوزير أن دائرته الوزارية وقعت اتفاقية مع وزارة العدل، معتبرا إياها مبادرة بفوائد متعددة، حيث قال "بالإضافة إلى تحضير المساجين للعودة إلى الحياة العادية عبر ممارسة الرياضة.. ستساعد أيضا على محاربة ظاهرة العنف في الملاعب". مؤكدا أن ممارسة الرياضة أثناء التواجد في السجن، تعلم القيم النبيلة التي تنقلها الرياضة، كالاحترام المتبادل والروح الرياضية، وهو ما يجعل الشخص أقل عنفا بعد خروجه من السجن. برناوي:التكفل بالمواهب الشابة من جهته، أكد رئيس الاتحادية الوطنية للمسايفة، عبد الرؤوف برناوي، أن هذه الطبعة تطرقت إلى عدة مواضيع ذات أهمية بالغة، بالتركيز على الخيارات الإستراتيجية التي تصبو الحركة الرياضية الوطنية إلى تحقيقها، في مقدمتها التكفل بالمواهب الشابة وآفاق اكتشافها. أشار برناوي إلى الأهمية التي بلغتها الرياضة، باعتبارها منبعا لصناعة الأبطال، وقال "لم تعد تخفى أهمية البعد الاحترافي، الذي بات يميّز الأداء الرياضي في العالم، والذي يستوجب دعم الرياضيين ورفع كفاءاتهم المعرفية والمهاراتية والبدنية، بوصفها الركائز الرئيسية لكل تألق وتفوق رياضي منشود". أضاف "وهنا وجب التنويه بما تبذله الوصاية، من أجل الوصول إلى منصات التتويج، ورفع مشاركة الرياضيين الجزائريين في المحافل الدولية والاحتكاك مع النخب العالمية". بوغادو: اعتماد التسيير التشاركي أما رئيس الاتحادية الوطنية للسباحة، محمد حكيم بوغادو، فاعتبر أن تنظيم هذا اللقاء أصبح مسعى ضروريا لإعادة تأسيس الرياضة على قواعد متجددة ومعايير عالمية، وهي فقط التي ينبغي أن تتحكم في زمام تطويرها ورسم ملامحها، إذا أرادت مواكبة المنافسة الشرسة التي تعرفها مختلف التخصصات الرياضية، وعلى مستوى المنافسات الرياضية الكبرى والمحافل الدولية، في عالم الأقوياء لا مكان للضعفاء، في إشارة منه إلى الألعاب الأولمبية. واصل قائلا "لا يتم تحقيق ذلك إلا عن طريق التسيير التشاركي الكفيل بتحرير المبادرات والطاقات الرياضية والمواهب الشابة، وفي جميع التخصصات، بمساهمة جميع الهيئات الرياضية والاتحاديات وكل الفاعلين في الساحة الرياضية". تطلع حكيم بوغادو إلى ضمان انطلاق قوية لإحداث وثبة عالية، بهدف تعزيز مكانة الرياضة في الجزائر، مؤكدا أن ذلك لن يتأتى إلا بتضافر جهود الجميع كل فيما يخصه، من خلال الاستفادة من مسار الإنجازات المحققة والعمل على تبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الاتحاديات. جيلالي: ترقية الشباب وممارسة الرياضة بدوره، ثمن رئيس الاتحادية الوطنية لرياضة الشراع، حسان جيلالي، مبادرة الوزارة في تنظيم الدورة الأولى ل«الحالات العامة للرياضة"، لما توفره من خدمات نوعية في ترقية الشباب وممارسة الرياضة، حيث قال "تجمع ‘صافكس' شغل مجالا واسعا كان هدفه الربط بين الطاقات الشبانية وتجنيدها لخدمة الوطن وضمان المساواة في الممارسة الرياضية". في هذا الشأن، قال جيلالي "الوصاية عمدت من خلال مخطّط عملها، إلى السهر على تحقيق المساواة في مجال الممارسة الرياضية وتطويرها، باعتبارهما يمثلان أهدافا ثابتة لدى الدولة، حيث لم تدخر جهدا من أجل ترقيتها.. ولعل خير دليل على ذلك، الإنجازات والمكتسبات التي تمّ تحقيقها في السنوات القليلة الماضية، والتي نتج عنها إنشاء ملاعب ومسابح جديدة خففت العبء عن المنشأة التي تعد وجهة لمختلف المنتخبات الوطنية... قصد تجسيد السياسة الوطنية للشباب والرياضة". تابع "لكن في المقابل، هذه المكتسبات المنجزة لا تكفي أبدا من أجل النهوض بالرياضة، بل يبقى الأمر مرهونا بمدى قدرتنا (الوصاية، الاتحاديات، الرابطات، الأندية) على حسن توظيف واستثمار المواهب الشابة، حتى تعرف سبيلها نحو التألق والتتويج". حملات: إحداث التغييرات اللازمة رئيس الاتحادية الوطنية للرماية، عبد العزيز حملات، يرى من جهته، أن الوضع الحالي للرياضة يستدعي ضرورة إحداث التغييرات اللازمة، التي تفرضها أصلا التحولات والتطورات التي عرفها مجال الرياضة على الساحة الدولية من جهة، وتدارك التأخر على صعيد التكوين والتدريب من جهة أخرى. علق في هذا الجانب قائلا "التكوين القاعدي أصبح يتطلب قدرات تقنية عالية الدقة، والقيام بأعمال تأهيلية وتحديثية للتجهيزات الرياضية، وإضفاء الاحترافية على التأطير وتحسين نوعية التسيير في مختلف التخصصات الرياضية"، وتابع "أمام هذه الوضعية، تطرح علينا وبحدة، مجموعة من الأسئلة حول الرياضة وممارستها في الجزائر، وتتمثل بداية ب؛ ما هي وضعية الرياضة حاليا؟ مرورا إلى التفكير في تسيير أحسن للرياضة الجزائرية، وصولا إلى؛ كيف نريد أن تكون الرياضة في المستقبل"؟. بسعد: فرصة مثالية لعرض الانشغالات من جانبه، استحسن رئيس الاتحادية الوطنية للتنس، محمد بسعد، تجمع الأسرة الرياضية في مساحة تفوق عشرة آلاف متر مربع، معتبرا إياه فرصة مثالية للتعريف بمختلف الممارسات الرياضية للجمهور العريض من جهة، وعرض انشغالات الهيئات الفيدرالية على وزير الشباب والرياضة، الذي زار جل أجنحة الصالون الذي شاركت فيه كل من؛ الاتحاديات الرياضية والمؤسسات الوطنية والأجنبية لإنجاز البنى التحتية الرياضية والشركات المتخصصة في التسويق الرياضي، والهياكل التابعة لدائرة وزارة الشباب والرياضة (المركز الوطني للطب الرياضي والمركز الوطني للرياضة والترفيه بتيكجدة ومركز تجميع وتحضير الفرق الوطنية بالسويدانية). أكد رئيس اتحادية الكرة الصفراء، أن الاتحادية الرياضية مجبرة على العمل من أجل رفع التحدي بكل مسؤولية ومهنية وموضوعية، بغية التوصل إلى أرضيات عمل ورؤى وتصورات تتضمن النقاط الإيجابية للرياضة الجزائرية، وكيفية تطويرها وتثمينها لتدارك النقائص المسجلة على مستوى الحركة الوطنية، لاسيما فيما يخص الانشغالات الخمسة المذكورة -سابقا-. قدرة: تنمية هذا القطاع الإستراتيجي والحيوي بدوره، ذكر رئيس الاتحادية الوطنية لرياضة الغولف، فؤاد قدرة، أن هذا اللقاء منح للفيدرالية فرصة نقل انشغالاتها الحالية للمسؤول الأول عن القطاع الرياضي محمد حطاب، خلال زيارته لأجنحة المعرض. في مقدمتها الوضع السائد في الاتحادية، بعدما قرر ديوان المركب الرياضي "محمد بوضياف" منح تسيير ميدان الغولف ل«سوناطراك"، في إطار عملية تنازل. أضاف أن الاتحادية شاركت في هذا التجمع بنية بلوغ هدفين، الأول يتمثل في التعريف بالفرع مع عرض البرنامج العملي للاتحادية، أما الثاني فهو استقطاب عدد كبير من المنخرطين الذي يبلغ عددهم 500 لاعب، مبرزا في الوقت نفسه، أن هذا المسعى تم تحقيقه بامتياز، انطلاقا من ضرورة تنمية هذا القطاع الإستراتيجي والحيوي.