شكل المركز الثقافي "هارون الرشيد" ببلدية وادي قريش، التابع لمؤسسة "فنون وثقافة"، فضاء للنساء الماكثات في البيوت لعرض عدد من المشغولات اليدوية والحرفية التقليدية، في إطار الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة، فأبدعن في التعبير عن فرحتهن بهذه المناسبة، بعرض مجموعة من الألبسة والأكلات التقليدية.. "المساء" ولدى تواجدها بالمعرض، احتكت بالمشاركات وتحدثت إليهن عن المشاركة في الاحتفالية وطريقة الاحتفال بيناير. البداية كانت مع الحرفية زهور طاهر المختصة في الطرز التقليدي، التي أبدعت في عرض مجموعة من المطرزات اليدوية الموجهة لتزيين المنزل، وغيرها من الأغطية والأفرشة المصنوعة يدويا وبألوان مختلفة. تقول في معرض حديثها، إن مشاركتها في المعرض كانت لإبراز عمق الصناعة التقليدية واختلافها من منطقة إلى أخرى، وهي مناسبة حسبها "تعبر من خلالها كحرفية، عن الطريقة التي تحيي بها هذه المناسبة، والمتمثلة في دخول السنة الأمازيغية الجديدة التي اعتادت أن تحتفل بها بتحضير الأطباق التقليدية، كالبغرير والخفاف و«خبز الطاجين"، مشيرة بالمناسبة، إلى أن المعرض يجمع بين الاحتفال بيناير وفرصة لتقريب الحرفيات الماكثات في البيوت من المواطنين، خاصة أنهن يلعبن دورا كبيرا في الحفاظ على كل ما هو موروث تقليدي، لكن بعيدا عن الأضواء". غير بعيد عنها، شاركت ميرة عميمور، زوجة بوعلام، المختصة في الخياطة هي الأخرى، بمجموعة متميزة من الألبسة التقليدية، وحسبها، فإن المرأة الماكثة في البيت تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على كل ما هو تقليدي، وتعتبر المعارض التي تقام، احتفالا بالمناسبات المختلفة، مثل دخول السنة الأمازيغية الجديدة، فرصة للمشاركة بما يصنعنه من ألبسة وأكلات تقليدية تساهم إلى حد ما في الحفاظ على كل ما هو تقليدي. وعن طريقة الاحتفال بهذه المناسبة، أشارت الحرفية إلى أنها من ولاية بجاية، نشأت في أسرة كانت تحرص كل الحرص على إحياء جملة من التقاليد والعادات، ولعل أهمها، الاحتفال بيناير، حيث يتم ذبح الدجاج لإقامة وليمة العشاء وتحضير الكسكسي بالخضر واللحم المقدد، حيث يسمى الطبق "تافازينت"، كما يتم أيضا تحضير "الخفاف" و«البغرير". من جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى ممارسة بعض الطقوس للاستبشار بحلول سنة حلوة، سواء بالنسبة لأفراد العائلة أو المواليد الجدد، حيث تقول، مثلا، يتم وضع الطفل الصغير في القصعة ويفرغ على رأسه "التراز" الذي يشمل مجموعة متنوعة من الحلويات والمكسرات، تفاؤلا بسنة حلوة وسعيدة للطفل. لأن الاحتفال بيناير، حسب التقاليد، يتطلب الحرص على تحضير عدد من الأكلات التقليدية، شاركت الحرفية ليلى مسيود بعدد من الأكلات التي كانت تحرص عليها الجدات قديما، ومنها حسب محدثتنا خبز الشعير، "الرفيس" بزيت الزيتون، "الخفاف"، "البغرير" والكسكسي بالخضر. من جهة أخرى، أشارت الحرفية إلى أنها تحرص من خلال مشاركتها في مثل هذه المعارض، إلى لفت انتباه جيل اليوم إلى عدد من الأكلات التقليدية التي يجهلونها، والتي تعتبر جزءا من تراثنا، ولا يجري الاستغناء عنها بمثل هذه المناسبات. بينما حرصت من جهتها الحرفية فيروز عميمور، المختصة في صناعة الحلويات التقليدية، على عرض بعض الأكلات التي كان يتم تحضيرها خصيصا للاحتفال بدخول السنة الأمازيغية الجديدة، والمتمثلة تقول في معرض حديثها مع "المساء"، في "أغروم لحوال" وهي تشرح "عبارة عن كسرة تحضر بالسميد وزيت الزيتون ومزيج من نبات النعناع البري المطحون، وكذا طبق طمينة الحمص بزيت الزيتون". مشيرة إلى أن مثل هذه المناسبات تكشف عن الجهود التي تبذلها المرأة الماكثة في البيت، للحفاظ على كل ما هو موروث تقليدي يعكس أصالتنا. للإشارة، حرصت المشاركات في المعرض، من خلال عرضهن، على إضفاء الطابع التقليدي على كل معروضاتهن، حيث كان هناك حضور مميز للجبة القبائلية في شكلها التقليدي، والقفة المصنوعة من الدوم.