تراوح معدل الأشخاص المشردين المتكفل بهم، وتم إيواؤهم بصفة استعجالية في الجزائر العاصمة منذ الفاتح يناير الجاري، بين 85 إلى 90 شخصا يوميا، حسبما أوضحه السيد محمد العيشي، مدير مكتب التضامن الاجتماعي التابع لولاية الجزائر، مؤكدا أن الفرق المتنقلة التابعة لهذه المؤسسة، قامت بالتكفل والإيواء الاستعجالي لقرابة 900 شخص، حيث تم توجيههم على إثرها إلى مركز الإيواء الاستعجالي بدالي إبراهيم، قبل أن يتم تحويلهم (حسب كل حالة سيدات أو رجال) إلى مراكز تابعة للمؤسسة الموزعة عبر الولاية من أجل متابعة وضعيتهم بصفة أدق. كثفت الفرق المتنقلة التابعة للمؤسسة دورياتها عبر جميع المقاطعات الإدارية بالعاصمة، لاسيما عبر الأماكن التي يُحتمل تواجد أشخاص من دون مأوى على مستواها، من أجل السهر والتأكد من عدم وجود أشخاص في العراء في هذا الفصل البارد، دون "استثناء" أي شخص مشرد من حق التكفل به، وضمان توفير مأوى له عبر المرافق المخصصة لذلك، يضيف السيد العيشي. ذكّر المتحدث بعدد الدوريات التي تمت عبر مختلف المقاطعات الإدارية بالعاصمة خلال سنة 2018، والتي بلغت 2190 دورية، في حين يتم تكثيف تلك الدوريات منذ بداية شهر نوفمبر، لتقديم المساعدة اللازمة للفئات الهشة المتواجدة في العراء. أكدت مصالح ولاية الجزائر مع بداية الشهر الحالي، وضعها تحت تصرف المواطنين، خدمة الاتصال بالمجان لمركز النداء على الرقم 11.00 من أجل التبليغ عن الحالات المتواجدة في الوسط المفتوح، خاصة تلك المعرضة للخطر المادي والمعنوي، على غرار الأطفال القصر الذين يٌستغلون في التسول والأعمال المشبوهة، والأشخاص الذين لم يتم العثور عليهم أو الكشف عن مواقعهم أثناء مرور القوافل الميدانية. أكدت نفس الجهة أنه وفي إطار التكفل الإنساني والاجتماعي بالأشخاص بدون مأوى، جندت قوافل ميدانية متنقلة تجوب كافة أحياء العاصمة بصفة يومية، وعلى مدار 24 ساعة، بهدف جمع هؤلاء الأشخاص وتحويلهم إلى مركز الإيواء الاستعجالي لولاية الجزائر، الكائن مقره بدالي إبراهيم، قبل تحويلهم إلى مراكز الإيواء المتخصصة، حيث يستفيدون من جميع الخدمات الاجتماعية والصحية والرعاية النفسية. اعتبرت مساهمة المواطنين في هذا المسعى بمثابة العمل الإنساني، يضاف إلى جهود الدولة الرامية إلى حماية الفئات الهشة التي هي بحاجة إلى تضامن وتكافل كافة أفراد المجتمع. يشار إلى أن مكتب التضامن الاجتماعي لولاية الجزائر، يشرف على متابعة وتسيير عدد من المراكز الخاصة بإعانة المتشردين والفئات الهشة، التي تتواجد في وضعية صعبة، والشباب المعرض للخطر (المعنف والمدمن على المخدرات)، وتتوزع هذه المراكز عبر بلديات بولوغين والرغاية شاطئ وباب الوادي ودالي ابراهيم.