ثمّن سالم العوفي مدرب جمعية وهران، نقطة التعادل التي انتزعها فريقه من ملعب مولودية العلمة، حيث اعتبرها داعما قويا من أجل البقاء رغم بعض التحسر الذي ظهر عليه جراء إهدار لاعبيه فرصا سانحة خاصة في الشوط الثاني، وتحديدا في الأنفاس الأخيرة من المباراة التي ضيّع فيها البديل خلف الله، هدفا أكيدا على مرتين أمام يقظة الحارس العلمي بوسدر. نجحت تشكيلة جمعية وهران في تكرار نفس سيناريو اتحاد الحراش، وكسبت التعادل الثاني في ثاني خرجة لها على التوالي، غير أن الذي تحقق أول أمس، هام جدا لها؛ كونه تحقق أمام فريق يمر بأحسن أحواله، وينافس بقوّة من أجل الظفر بإحدى بطاقات الصعود؛ إذ رفعت تلك الغنيمة من حظوظ نيل بقاء "الجمعاوة" ولو أن ذلك مازال مرتبطا بنتائج اللقاءات القادمة المتبقية. وكانت الإدارة واضحة في هذا الشأن عندما أكد أحد أعضائها أن الجمعية الوهرانية بحاجة إلى 15 نقطة لضمان البقاء. وواصل معلقا على وضعية فريقه وخرجته الأخيرة إلى العلمة: "كلّ الظروف كانت مهيأة لتحقيق نتيجة إيجابية... اللاعبون كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، كما نالوا التحفيز اللازم قبل التنقل إلى العلمة. وستواصل الإدارة بكل جهدها مرافقة فريقها حتى يتفادى السقوط إلى قسم الهواة، كما أن هذه النقطة الثمينة رد على من أرادوا ضرب استقرار المجموعة قبل السفر إلى العلمة. وأنصح مطلقي الشائعات المغرضة بالكف عن تصرفاتهم، وترك الفريق وشأنه". أما المدرب العوفي فأبدى ارتياحا ممزوجا بحسرة على ما قال عنه الإهدار غير المقبول لفرص متاحة في ظل الوضعية التي تتواجد فيها جمعية وهران، والتي تحتاج فيها لكل نقطة خاصة من خارج الديار، أمام فرق طموحة وعتيدة مثل العلمة. وعلّق مقيّما أداء فريقه: "نجحنا في مهمتنا أمام مولودية العلمة لما ملكنا مفاتيح ضرورية، منها امتصاص ضغط الدقائق الأولى، وإغلاق المنافذ أمام خصمنا، واللعب بدون ضغوطات نفسية منافية لماهية الرياضة، خاصة أن منافسنا لايزال في رواق التنافس من أجل الصعود. كما أبدى أشبالي حماسا كبيرا في اللعب زيادة على إصرار الجميع على العودة إلى ديارنا بنتيجة إيجابية". وأصرّ مدرب النادي الوهراني على القول إن فريقه استخلص دروسا مهمة من تدريباته ومن اللقاء التطبيقي الذي انهزم فيه أمام تشكيلة الرديف بحر الأسبوع الماضي، حيث فهم لاعبوه أن عليهم وضع الأرجل فوق الأرض، والابتعاد عن الغرور بعد الخماسية أمام الجار ترجي مستغانم. مولاي وبغداوي لعبا أساسيين وشطبُ بن ويس في آخر لحظة دخلت الجمعية الوهرانية بتشكيلة منطقية، وهي التي دافعت عن ألوانها في الخرجة السابقة إلى الحراش، وأظهرت قوّة ذهنية في التعامل مع الاتحاد المحلي باستثناء تغييرين مسا خطي الوسط بتعويض مولاي زميله بن ويس الذي أصيب في آخر لحظة رغم تنقّله مع المجموعة إلى العلمة، وخط الهجوم بإقحام بغداوي أساسيا بدلا عن خلف الله، الذي فضّل مدربه إجلاسه على دكة البدلاء. كما تمّ استدعاء الشاب برملة عبد الله لإكمال قائمة 18 بعد شطب اسم بن ويس منها. ويمكن القول إن هذه الجولة خدمت "الجمعاوة" نسبيا في سعيهم للحفاظ على زيّهم في حال تعثر اتحاد الحراش منافسهم المباشر، في البقاء في اللقاء المحلي القوي الذي سيجمعه بجاره رائد القبة الذي يقاسمه نفس الهم.