* email * facebook * twitter * linkedin أعاد فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، اتهاماته باتجاه الحكومة الفرنسية بالوقوف إلى جانب المشير خليفة حفتر، ودعمه ضد قوات حكومته في المعارك الدائرة رحاها في محيط العاصمة طرابلس منذ الرابع من الشهر الجاري. وقال السراج، في حديث أجرته معه صحيفة "ليبراسيون" اليسارية الفرنسية، إنه تفاجأ لموقف باريس التي "رفضت دعم حكومتنا الديمقراطية وفضّلت بدلا عن ذلك تقديم دعمها لديكتاتور"، في إشارة إلى غريمه السياسي خليفة حفتر. وكشف السراج، أنه أكد للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي اتصل به هاتفيا في الثامن أفريل الجاري، أن سكان العاصمة طرابلس يبدون كراهية متزايدة تجاه فرنسا بسبب مواقف سلطاتها السياسية المنحازة إلى جانب قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، موضحا أنه لا يريد أن يكن الليبيون عداء لفرنسا بالنظر إلى الدور الذي يجب أن تلعبه في ليبيا. وسبق لوزير الداخلية الليبي، فتحي باش أغا، أن اتهم نهاية الأسبوع الماضي، وبشكل علني الحكومة الفرنسية بالوقف الى جانب خليفة حفتر في حربه ضد قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا. وأصر السراج، على موقفه رغم أن باريس سارعت إلى تكذيب الاتهامات الليبية التي وصفتها ب«غير المؤسسة"، مؤكدة دعمها للحكومة الشرعية في طرابلس، وللوساطة الأممية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية. وفي سياق هذا الجدل، طالب رؤساء عدة دول إفريقية حضروا إلى قمة طارئة بالعاصمة المصرية بدعوة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي تضمن بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي بوقف "فوري ودون شروط" للمعارك الدائرة رحاها منذ الرابع أفريل، في الضواحي الجنوبية للعاصمة الليبية بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات خليفة حفتر. وقالت مصادر مصرية على صلة بهذه القمة، إن عقدها كان بهدف البحث عن آليات عملية لاحتواء الأزمة، وإعادة بعث المسار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى تسوية نهائية لما تشهده ليبيا من أحداث دامية منذ سنة 2011. وقال بسام راضي، الناطق باسم الرئاسة المصرية، إن الرؤساء الأفارقة المشاركين في هذه القمة شددوا التأكيد على دور رئيسي ومحوري للاتحاد الإفريقي من أجل تسوية الأزمة في ليبيا، وهو قرار يطعن في مشروعية الجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص غسان سلامة، الذي طالبوه بتعاون كامل وشفّاف مع المنتظم الإفريقي، ومختلف الدول الإفريقية المهتمة بالوضع في ليبيا، وتكثيف اتصالاته مع كل الأطراف الليبية على حد سواء ودون استثناء. وهي تجاذبات تؤكد على عمق الأزمة الليبية والصراع الدولي القائم من أجل السيطرة على خيرات هذا البلد الذي حصدت المعارك الأخيرة أرواح 272 شخصا وقرابة ألفي جريح، وأرغمت أكثر من 30 ألف ليبي على مغادرة منازلهم في مناطق المعارك. يذكر أن القمة عقدت بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس جمهورية الكونغو دونيس ساسو نغيسو، ورئيسي دولتي، رواندا بول كاغامي وجنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، وبحضور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمد موسى فقي.