* email * facebook * twitter * linkedin حذر أخصائيون بقسنطينة، خلال الأيام القليلة الفارطة، من ظاهرة حرائق المحاصيل الفلاحية، على هامش الاجتماع التنسيقي الذي أطلقته مصالح الفلاحة، بالتنسيق مع مختلف القطاعات الفاعلة على غرار مديريتي الحماية المدنية والغابات وصندوق التأمين الفلاحي. باشرت مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، تحضيراتها لإطلاق حملتها التحسيسية الواسعة عبر مختلف بلديات الولاية، وهي الحملة التي ستنطلق يوم 10 جوان المقبل، من بلدية عين اعبيد وتنتهي يوم 26 من نفس الشهر، ببلدية عين السمارة، في خطوة لتقديم النصائح والتحسيس بخطورة حرائق الغابات والمحاصيل الفلاحية الكبرى، خاصة وأن حملة السنة الفارطة أتت أكلها، بعدما تمّ تسجيل انخفاض في الحرائق. وخلال الاجتماع، تم تقسيم المهام والأدوار، لتفادي نشوب الحرائق التي تضرّ بالفلاح من جهة، ومن جهة أخرى تكون عواقبها وخيمة على الاقتصاد الوطني، حيث تمّ حصر أسباب هذه الحرائق في عوامل طبيعية على غرار الصواعق وأخرى يتدخل فيها الإنسان من خلال سوء التقدير أو الإهمال أو تعمد إشعال الحريق في حالات أخرى. وحسب السيد فؤاد بن طراد، المكلف بملف حرائق المحاصيل الزراعية، على مستوى مديرية المصالح الفلاحية، فإنّ جديد هذه السنة، هو استحداث لجان تحقيق حول أسباب الحريق من أجل مباشرة المتابعات القضائية في حق المتسببين في اندلاع الحريق، سواء بالعمد أو بالإهمال المؤذي إلى نشوب الحريق وخسائر في المحاصيل. وطالب السيد بن طراد من الفلاحين بالالتزام التام بالمسار التقني، على غرار خط شريط الأمان على حواف لأراضي الفلاحية، ويكون عرض الشريط الوقائي 5 أمتار في المساحات المجاورة للطرق المعبدة و2 أمتار بالنسبة للمساحات المجاورة للطرق غير المعبدة، مع ضرورة فصل المساحات الكبيرة إلى قطع صغيرة، بأشرطة من 6 إلى 10 أمتار، وكذا فصل المساحات الفلاحية على المساحات الغابية بشريط عرضه على الأقل 10 أمتار، لمنع انتشار النار من المحصول إلى الغابة أو العكس. وتنصح مديرية المصالح الفلاحية كل الفلاحين، المعنيين بعملية الحصاد، بتجهيز الآلات المستعملة داخل المساحات الزراعية، بقارورة إطفاء ذات سعة 10 كلغ، مع ضرورة وجود صهريج للماء بسعة 3000 لتر، على الأقل، داخل كل حقل، للتدخل السريع قبل وصول مصالح الحماية المدنية، مع التأكيد على توفير جرار أثناء الحصاد، يكون مزودا بجهاز قلاّب أو ما يعرف ب«كوفركروك" للتدخل السريع قبل انتشار الحريق، خاصة وأن هذه السنة عرفت تساقطا كبيرا للأمطار، ما ساعد على النمو الكثيف للأعشاب الضارة، على حواف المساحات الفلاحية، والتي ستكون عاملا مساعدا، في اندلاع الحرائق بعد جفافها. وطالب المكلف بملف الحرائق على مستوى مديرية المصالح الفلاحية، من الفلاحين البدء في عملية الحصاد في محيط الأعمدة الكهربائية ذات التوتر العالي، مطالبا في نفس الوقت من مؤسسة سونلغاز بأخذ كل التدابير الوقائية على مستوى هذه المساحات التي تضم أعمدة كهربائية. ومن أهم التوصيات التي خرج بها المتدخلون في اللقاء التنسيقي، الاستعانة بالمصالح الأمنية، لمنع دخول أي حاصدة من الولايات المجاورة، خاصة القديمة منها التي يلجأ لها الفلاح بسبب أسعارها المنخفضة والتي تتسبب، لا محالة في نشوب الحريق، مع التأكيد على وجود عدد كاف من الحاصدات بالولاية والمقدر عددها ب400 حاصدة جديدة تؤدي المهمة بشكل لائق. ووقف الأخصائيون، على أن الاحتكاك داخل بعض أجزاء الحاصدات، يتسبب في انتشار شرارات كهربائية، ما يؤدي إلى انتشار ألسنة اللهب، وهو ما دفع بالمهنيين لتدارك الوضع من خلال إجراء بعض التعديلات في الحاصدات، من خلال استبدال بعض الأجزاء الحديدية بقطع خشبية، على غرار حاملات الغربال، وكذا المطالبة بالتنظيف الجيد لهذه الآلات وتزوديها بأجهزة إطفاء. وطالبت مديرية الفلاحة من الفلاحين التقرّب من المصالح المختصة، رفقة سائق الحاصدة، لأخذ كافة الاحتياطات ومنها الطريقة المثلى لضبط القاطعة وبذلك منع احتكاكها مع الأجسام الصلبة الموجودة في الأراضي الفلاحية، على غرار الحجارة والتي تتسبب في أغلب الأحيان في ظهور الشرارات التي تكون من عوامل اندلاع الحريق، كما تم التركيز على وجوب أن تكون الآلات المستعملة في الحصاد مؤمنة، خاصة بالنسبة للفلاحين الذين يعملون خارج آليات القرض الرفيق، فيما تم في هذا اللقاء الكشف عن تسهيلات تتعلق بتأمين الآلات داخل الحقل من طرف أعوان الصندوق الجهوي للتأمين الفلاحي، الذين سيرافقون حملة الحصاد. وطالب المتدخلون خلال اللقاء، بضرورة محاربة ظاهرة المفارغ العشوائية، التي تتسبب في اندلاع النار، حيث تم تحميل البلديات هذه المسؤولية، وطالبوها بالتدخل واستعمال الردع للقضاء على هذه المفارغ العشوائية التي تتسبب في خسائر كبيرة، خاصة وأن الرهان هذا الموسم هو تحقيق مليوني قنطار من الحبوب.