* email * facebook * twitter * linkedin عينت اليزابيث الثانية، ملكة المملكة المتحدة، أمس، بوريس جونسون وزير الخارجية السابق وزيرا أول خلفا للمستقيلة، تريزا ماي خلال جلسة استقبال بقصر بكينغهام. وأكد بيان ملكي أن بوريس جونسون الذي زار الملكة في قصرها، قبل مقترحها لتولي منصب الوزير الأول وقبل يدها مباشرة بعد ترسيم قرار تعيينه. وتعهد جونسون في أول تصريح يدلي به عند عتبة مكتبه الجديد في 10 دونينغ ستريت بالعمل على إخراج المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية شهر أكتوبر القادم دون شروط، في إشارة قوية إلى إصراره على إنهاء العلاقة مع المنتظم الأوروبي حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع بروكسل بخصوص قضية ال«بريكسيت" ويعد الوزير الأول البريطاني الجديد من أشد المتحمسين لخروج بلاه من عضوية الاتحاد الأوروبي وقد عمل طيلة الحملة التي سبقت استفتاء نهاية شهر جوان 2016 وخلال عهدة الوزيرة المغادرة، تريزا ماي على الدعوة الى تغليب فكرة الانسحاب وإتمام مفاوضات مع بروكسل بكيفية تعجل بعملية الطلاق. وراح جونسون يؤكد بعد استلامه مهامه أمس أن بلاه مستعدة لهذه الخروج وأنها ستضمن عملية انسحاب دون مشاكل مستعينا في ذلك بالضمانات التي قدمها له صديقه الرئيس الامريكي، دونالد ترامب الذي تعهد منذ نتيجة التأييد التي انتهى إليها استفتاء "بريسكيت" بدعم المملكة المتحدة اقتصاديا وتعويضها عن الأضرار التي قد تلحق بها بعد فض الارتباط مع الاتحاد الأوروبي، تمهيدا لإقامة محور لندنواشنطن لإبطال هيمنة بروكسل وتعزيز التعاون الانغلو ساكسوني بين ضفتي الأطلسي. ويكون ذلك هو الذي جعل البرلمان الأوروبي يحذر الوافد الجديد على قصر الحكومة البريطانية من التبعات الاقتصادية الكارثية التي يمكن أن تضرب الاقتصاد البريطاني في حال قرر إتمام عملية الانسحاب دون التوصل الى اتفاق مسبق معه. وقال ميشال بارنيي، كبير المفاوضين الأوروبيين، والذي خاض جلسات مفاوضات عسيرة مع تريزا ماي حول آليات إتمام عملية "بريكسيت" دون كبير أضرار للجانبين، أن التصريحات التي أدلى بها بوريس جونسون خلال الحملة التي خاضها لتولي رئاسة حزب المحافظين تحمل مخاطر كبيرة على الاقتصاد البريطاني وخاصة تأكيده على احتمال القيام بخروج غير منظم من الاتحاد الأوروبي. وحذر بارنيي في هذا السياق أن الاتحاد الأوروبي لن يقدم أية تعويضات للسلطات البريطانية في مثل هذه الحالة وانه لم يعيد التفاوض مع الحكومة البريطانية. وجدد الوزير الأول البريطاني الجديد الإشارة إلى مثل هذا الاحتمال أمس، مؤكدا على أهمية الاستعداد لإمكانية عدم قبول بروكسل التفاوض معنا مرة أخرى وسنكون حينها كما قال مرغمين على الخروج دون اتفاق ليس لأننا لا نريد ذلك ولكن حسن التدبير يحتم علينا توقع مثل هذه الفرضية والاستعداد لها. وأضاف جونسون الذي خاض حملة شرسة لإقناع الناخبين البريطانيين بمنافع ومزايا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء الذي نظم لهذا الغرض في 23 جوان 2016، أن البريطانيين ملوا ثلاثة سنوات من الانتظار وقد حان الوقت لاتخاذ القرار الواجب اتخاذه. وجاءت تصريحات جونسون في وقت أكد فيه رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك انه في انتظار التفاوض حول تفاصيل التعاون بين أوروبا ولندن حول ترتيبات تعاونهما مستقبلية بعد خروج هذه الأخيرة من المنتظم الأوروبي.