تزخر ولاية قسنطينة بالعديد من المعالم الأثرية السياحية، التي لازالت تكتشف لحد الساعة وتبقى مجهولة بالنسبة للعديد من القسنطينيين إن لم نقل جلهم، فعاصمة الشرق الجزائري التي تشتهر بجسورها المعلقة تصنف على أن بها معالم سياحية عالمية، تضم الى جانبها العديد من المعالم الأثرية التاريخية الأخرى التي من شأنها اضفاء بعد سياحي وثقافي واستجمامي للمدينة، يضعها في مصف المدن المؤهلة للرقي في هذا المجال الثقافي والسياحي. سطح قسنطينة الذي يعد غنيا بالمعالم التاريخية التي تعود الى آلاف السنين، وشاهدا على العديد من الحضارات الغابرة، يضاهيه باطن المدينة الذي يحتوي على معالم تعكس الثراء التاريخي والثقافي الذي عرفته عاصمة الجسور المعلقة، والتي بدأت تبرز اهتماما لا سيما في السنوات الاخيرة بهذا العالم غير المرئية للعيان، على غرار الأنفاق التي اكتشفت عن طريق الصدفة، حيث وبعد اجتهادات المختصين في السياحة تم مؤخرا اكتشاف ثلاثة انفاق بالولاية وهي على التوالي: نفق فندق العربي بن مهيدي هو نفق يمتد الى اعماق الارض عبر سلالم حديدية تآكلت واهترأت بفعل الزمن، هذه السلالم اللولبية المشكلة من سلسلة مفصولة بأرضية اسمنتية تؤدي الى بحيرة في الاعماق كان يستغلها صاحب النفدق لضخ الماء منها لخدمة فندقه، ليضيف بعض العارفين بهذا النفق أن هواة الصيد كانوا ينزلون عبر السلالم لاصطياد نوع معين من السمك يشع في الظلام، ولهذا ارتأى القائمون على السياحة بالولاية أن يقوموا بالمحافظة على هذا المعلم عن طريق التوضيب والتهيئة لاكتشاف ما بداخله واسثماره سياحيا على المدى المتوسط، خاصة وأن هذا النفق يعكس أهمية سياحية بالغلة القيمة وكان مستغلا إبان الحقبة الاستعمارية حيث كان مقصدا للعائلات والفضوليين الذين كانوا يستمتعون بمشاهدة الاسماك مقابل خمسة فرنكات فرنسية هذا النفق يضاهي مغارة "جعيتا" بلبنان في سحره الممتد الى غاية فندق سيرتا تحت الارض، حسب تأكيد الاستاذ محمد الصغير غانم المختص في تاريخ ومعالم قسنطينة. نفق سيدي امسيد يمتد من المكان المسمى سيدي امسيد عبر باطن الارض حتى شارع عواطي مصطفى، حيث أن المرتجل عبر هذا النفق على مسافة 1500 متر تحت الارض يمكنه عبوره في ظرف 45 دقيقة، النفق وحسب بعض الدارسين قيل إنه شيّد من قبل المعمر "افيي" الذي كان يملك مطحنة مازالت باقاياها في سيدي امسيد، حيث كان يدفع بعجلات في شكل قاطرات كهربائية لتفريغها في المطحنة المسماة "مولين افير" ضف الى ذلك أن النفق اغلبه صخر منحوت وبه احواض عديدة لتجمع المياه النابعة من باطن الارض، كما أن المشي عبره مؤمن ومزود بالاكسجين الصادر عن المياه المتدفقة من باطنه أما أشكاله فهي غاية في الجمال، خاصة الصور التي نحتتها الطبيعة نتيجة للمياه المتكلسة. نفق نهج تابت مختار بالقصبة يقع هذا النفق في صحن بناية تركية، قيل إنه يؤدي عبر نفق أرضي الى المنية كما أن بابه موصد بالاخشاب والصفائح الواقية، وهو ما دفع بالباحثين اليوم إلى محاولة اكتشافه والعمل على معرفته، لتبقى أنفاق زهرة الصخر في انتظار لفتة المسؤولين في قطاع السياحية والثقافة حتى تبعث الروح لهذين القطاعين بالولاية.