* email * facebook * twitter * linkedin صدقت التوقعات وسقطت مولودية وهران، في أول اختبار حقيقي وقوي في البطولة الوطنية، حيث ظهرت انعكاسات الأزمة التي تهز بيت الحمراوة منذ مدة، والمتمثلة في حرمان مدربها شريف الوزاني من عقد يخول له الجلوس فوق كرسي الاحتياط عاديا، دون انتظار "رأفة" الرابطة الوطنية الاحترافية منحه رخصة استثنائية، وأول أمس، أجبر على الجلوس في المنصة الشرفية، وترك أمر توجيه أشباله من على خط التماس لمساعده مشري بشير، والمحضر البدني جمال بيكادجة، وكذلك آثار السفرية التي قادت "الحمراوة" إلى مدينة عين مليلة، حيث صعب عليهم استرجاع قواهم في حيز زمني قصير لم يتعد ثلاثة أيام. ظهر واضحا تعب اللقاء السابق في مردود زملاء الحارس ليتيم، الذي لا يتحمل وزر الأهداف الثلاثة المسجلة عليه، بقدر ما يتحمله دفاعه الثقيل الذي لم يساير إطلاقا الريتم الذي فرضه عليه مهاجمو مولودية الجزائر، وتجلى ذلك في طريقة تسجيلهم للهدف الثاني من إبراهيمي في الد38، عندما خادع المحليين برأسية مباغتة، خاصة إذا علمنا أن محور دفاع الوهرانيين، تشكل لأول مرة من الإفريقي فيفيان الذي عوض سباح المعاقب، والمتألق بوعلام مصمودي، وتأكد من خلال أطوار المباراة، أن هذا الثنائي بحاجة إلى وقت طويل حتى يتناغم فوق المستطيل الأخضر. نفس الشيء بالنسبة للاعبين آخرين، غيّر المدرب شريف الوزاني مناصبهم مضطرا، كالمدافع فغلول الذي حول خدماته إلى خط المنتصف لملء الفراغ الذي تركه المحنك هريات المصاب، والمدافع حميدي الذي أقحم مدافعا في الرواق الأيمن، وشويطر مهاجما، إلى جانب قرتيل وناجي، غير أن هذه التغييرات والتكتيك المعتمد من طرف التقني الوهراني، لم تجد نفعا أمام الخطة المحكمة لمدرب مولودية الجزائر كازوني، الذي أحسن نشر لاعبيه فوق رقعة الميدان، كل واحد بدور محدد له، لكن في خدمة المجموعة تحت قيادة البارع عبد المومن جابو، لذا ظهر الانسجام والسيطرة من جانبهم في أغلب فترات المباراة، وكان بإمكانهم الفوز بحصة ثقيلة، لولا التسرع من جهة، والتدخلات الناجحة للحارس الحمرواي إيتيم، في بعض اللقطات الحاسمة من جهة أخرى، ورغم ذلك، قبل مرغما هدفين في الشوط الأول من توقيع بن دبكة في الد33، وإبراهيمي في الد38، بعدما ضيع الوهراني فغلول سانحة افتتاح مجال التسجيل لفريقه. كازوني يثمن وشريف الوزاني يبرر ويتهم حتى بعد عودة مولودية وهران في الشوط الثاني بنية التدارك، لم يضيع العاصميون مبادراتهم، وسيطرتهم التي توجت بهدف ثالث قاتل من بورديم في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة، رد عليه الحمراوي منصوري بهدف ثان لفريقه من ركلة جزاء دقيقة بعد ذلك، لم يطعن في استحقاقية مولودية الجزائر لفوزها الذي عمل عليه كثيرا مدربها، وشدد على تحقيقه في أكثر من مرة ومناسبة، وحضّرهم من أجله، وأقر بذلك بعد نهاية المباراة "شيئ جميل، وصعب في نفس الوقت أن تحقق ثلاثة انتصارات متتالية خارج ديارك، والحقيقة أنني هيأت فريقي للعودة بنتيجة إيجابية من وهران، وأحيي أشبالي على حرارتهم في اللعب، صحيح أن الفوز على مولودية وهران يرفع من معنويات فريقي، ويسمح لنا بالتحضير جيدا لمباراة الذهاب من البطولة العربية ضد ظفار العماني، لكن لا يجب أن نغتر به، فنحن مازلنا في بداية البطولة، وينتظرنا عمل كبير لتحسين أدائنا، خصوصا على مستوى خط دفاعنا". أما مدرب "الحمراوة" شريف الوزاني، فاعترف بأحقية مولودية الجزائر في الفوز، وأن فريقه فعل كل ما في وسعه لتجنب الهزيمة، لكن لم يتمكن من ذلك لعوامل، برر بها السقوط أمام "العميد"، وشرحها بقوله "حاولنا تجاوز عدة عوامل لعبت ضدنا، كعدم حيازتي على إجازة، بسبب تهرب المساهمين من التوقيع على عقد لمصلحتي، والإرهاق الناتج عن المقابلة السابقة ضد عين مليلة، والبرمجة التي أثّرت فينا، ولم تكن عادلة معنا، وللرابطة الوطنية دور كبير في ذلك، وفي بخصها حقنا، زيادة على التحكيم "الحيلي"، وبعض الغيابات النوعية التي حاولت جهدي سد ثغرتها، لكن دون جدوى أمام مولودية الجزائر التي كانت مستعدة أحسن منا، لذلك لم ننجح في النيل منها، فنحن لازلنا ننشد الانسجام، والتنسيق بين خطوط التشكيلة.. على كل لا يجب أن نتأثر كثيرا بهذه الهزيمة، فالبطولة لازالت في بدايتها، وأمامنا متسع من الوقت لتصحيح أخطائنا، أعتذر لأنصارنا، ونعدهم بالتدارك مستقبلا".