للقدس رابطة أكثر من عاطفية في وجدان الشاعر الجزائري الذي خبر الاستعمار وذاق مرارة ظلمه، وخبر في تاريخه أبناء الأفاعي من اليهود كما وصفهم المسيح عليه السلام ولهذا لا يقرأ فيهم إلاّ الغدر والمكر والمسكنة من أجل نيل عطف الناس عليهم، وهم كما قال عنترة بن شداد العبسي: "إنّ الأفاعي وإن لانت ملامسها.. عند التقلّب في أنيابها العطب فاليهود في الجزائر كانوا وجها من وجوه الغدر والخديعة، بل كانوا أشدّ وطأ من الاستعمار الفرنسي لأنّهم عيونه وخدمه المخلصون حيث لا ضمير ولا ذمّة لهم، فرغم المعاملة الحسنة التي عاملهم بها المسلمون إلاّ أنّهم لا يحفظون ودّا ولا يقرّون بالخير، وهذا ما جعل آباءنا يصفون كلّ مداهن متمسكن يرضى بالذلّ ب "التيهوديت" أي السلوك اليهودي، واليهودية لا نعني بها الديانة الموسوية لأنّنا نؤمن بموسى عليه وعلى رسولنا السلام، بل الذين انحرفوا عن التوراة وعبثوا بنصوصها وكذّبوا موسى عليه السلام. الشاعر الجزائري اتّخذ موقفه وأصدر حكمه على هؤلاء الغاصبين الظلمة الذين حلبوا ودّ الغرب وأظهروا أنّهم ضحايا للنازية والفاشية وعملوا على هذه المعزوفة منذ الحرب العالمية الثانية إلى اليوم حتى انخدع بهم الغرب وقد سيطروا على وسائل الإعلام فيه والدعاية وأصبحوا بالنسبة للغرب البوصلة التي تحدّد سياسته ومواقفه مما يجري في العالم من أحداث. شاعر جزائري عان الأمرين، مرارة الاستدمار الفرنسي واغتصاب الصهاينة لفلسطين، ونظرا لأساليب القهر والظلم المسلّطة على من يقول كلمة حقّ يزهق بها ظلما لم يذكر اسمه، قال هذا الشاعر الجزائري وهو يضع قلمه على قلبه النازف بالحزن مواسيا أبناء القدس الشريف:
ناشدتك الله يا قدس العروبة لا..... تقم حسابا لمن قد رام تمويها فما طموح يهود الشرق ينفعهم..... ولا ينالون إلا المقت تشويها يا أمة القدس لا يحزنك مطمحهم .... فإن للقدس ربا، هو يحميها أما الجزائر، فهي من مصائبكم ....في حر نار الأسى، تشكو لباريها آه على أمة القدس التي بسطت .... للجار إحسانها، وسأل مجيريها آه على كأس ذل وهي ترشفها ..... وعن صغار كآبات تقاسيها".
أمّا الشاعر محمد جريدي فقد جاهر بدعوة الشعب الفلسطيني إلى الجهاد حيث يقول:
"أيا شعب جاهر بالقتال على العدى .... فلم يبق في دفع المظالم كتمان فلولا التهاب العنصرية في الحشا..... لما استفحلت صهيون وانداس عربان فوا عجبا من قصة الأسد قد غدت .... يهاجمها في المربض اليوم خرفان تنمر كفار"الكليم" كأن لم .... ينص لنا عن ذلهم قرآن، قرآن".