أظهرت آخر الإحصائيات ان عدد البنايات التقليدية في القصبة العتيقة، اصبح لا يتعدى عشر ما كان عليه في سنة 1830، حيث بلغ عددها آنذاك 8000 بناية بقيت منها في الوقت الحالي 600 فقط معظمها في حالة جد متدهورة. وقد ادى التواجد الاستعماري الفرنسي الى تقليص عدد هذه التحف المعمارية، حيث بلغ عدد الدويرات في 16 اوت 1830، 8000 بناية تم تهديم 6000 منها في اطار مخطط إعادة التقسيم والتنظيم التي انتهجها المستعمر بغية انشاء أهم الشوارع والطرقات كشارع باب عزون، شارع الحرية، روفيثو، زنيقة لالاهم والتي تعتبر بوابة باب الوادي، شارع النصر وعلي عمار، وبهذا أصبح عدد الدويرات سنة 1962 يقدر ب 2000 فقط، وعمل الإهمال وعدم المتابعة والترميم على تهديم 140 بناية منذ سنة 1962 الى غاية 1980.. ليظهر هذا الاهمال والتسيب جليا بين 1980 و2004، حيث تم هدم 1060 بناية تقليدية، ومنذ ذلك التاريخ وبالرغم من مساعي الترميم والمخطط الاستعجالي الذي طبقته السلطات، إلا أن عدد البنايات المنهارة ارتفع بسبب غياب الحس لدى المواطنين الذين ادخلوا عدة تقنيات بالبنايات، رغم أن هذه الاخيرة لم تكن في حالة تقنية تسمح بإجراء اي تعديل عليها، حيث تم ربط هذه الدويرات بشبكات المياه الصالحة للشرب وعدم استغلالها بطرق سليمة، الامر الذي أدى الى حدوث تسربات داخل المنازل تسببت في تسهيل وتعجيل هشاشة معظم الارضيات والسلالم، بالاضافة الى عامل الزمن... وخلافا لبعض الدويرات التي لم تستغل من قبل قاطنيها أو ماليكها، مما أبقى عليها في وضعية جيدة بعض الشيء، فإن تلك التي تقيم بها عائلات كبيرة أو قامت باستئجارها، حيث أدى ضيق الغرف والصيانة الى تدهور هذه الدويرات. وهكذا أصبحت القصبة العتيقة مركز عبور كبير وضخم يقصده السكان من كل الولايات للاستفادة والظفر بغرفة صغيرة عن طريق الإيجار بتكلفة تجاوز 12000 دينار شهريا. أما بالنسبة للبنايات التي تستغل بطرق غير شرعية فقد تجاوز عددها 400، بالرغم من ان وضعيتها في تدهور مستمر.