* email * facebook * twitter * linkedin يشتكي تلاميذ متوسطة "بحار محمد امزيان" بقرية وادي جنان في بلدية بني عمران، ولاية بومرداس، من تدني خدمة الإطعام المدرسي التي تكون في الغالب وجبة باردة ورديئة، فيما ناشدوا الجهات الوصية تحسين الوجبة المدرسية عن طرق إنجاز مطعم يقدم وجبات ساخنة، إلى جانب توفير خدمة النقل المدرسي. حلت "المساء" نهاية الأسبوع المنصرم، بمتوسطة "بحار محمد امزيان" في بلدية بني عمران، وتحدثت مع عدد من التلاميذ الذين أبدوا استياءهم من الوجبات الباردة التي تقدم لهم بديلا عن الوجبات الساخنة، حيث قال التلميذ "علاء الدين.ب"، من قسم الأولى متوسط، أنه كثيرا ما تقدم لهم نفس الوجبة، وهي عبارة عن بيضتين وقطعتا جبن وقطعة خبز، وفاكهة إما برتقالة أو تفاحة، وأخذ التلميذ يحدثنا وهو يرينا حبة البيض نصف المطهية التي التصقت قشرتها ببعضها، وقال إنه في الكثير من الأحيان لا يشبع، حيث يكتفي بطلي قطعة الجبن في الخبز وأكله، لأن البيض يرمى. بينما قالت التلميذة "شيماء. ز« من قسم الثانية متوسط، أنه أحيانا تعطى لهم بطاطس مقلية بادرة "كما أننا نجدها غير مطبوخة جيدا، فنضطر إلى رميها"، تقول التلميذة. فيما تفاعل معها تلاميذ آخرون من نفس المتوسطة، ففهمنا من كلامهم أنه أحيانا توزع عليهم علب "معكرونة ناشفة" لا يمكن هضمها، ومرات يقدم لهم طاجين الزيتون في قطع الخبز، في شكل "ساندويتش"، فيرمى هو الآخر، مؤكدين بأن موزع الوجبة المدرسية كثيرا ما يسجل تأخرا فلا يأكلون، حيث يدق الجرس عند الواحدة بعد الزوال، في نفس وقت حضور الموزع، فيتم إدخالهم إلى أقسامهم دون مراعاة التأخير أو بقاء التلاميذ دون غداء. قالت إحدى التلميذات، إنها بقيت أمام باب المتوسطة يوما حتى تتمكن من قضم قطعة الخبز والجبن، فعوقبت بطردها من أول حصة دراسية، وتلميذة أخرى قالت لنا، إنها كثيرا ما تحس بالدوران، لأنها لم تتناول عداءها بسبب تأخر توزيع الوجبة، أو حتى اضطرارها إلى رمي نصفها للأسباب المذكورة. قال تلميذ آخر، إنه لا يركز تماما في دروسه خلال الفترات المسائية بسبب..الجوع. فيما لفتت تلميذة أخرى إلى أنها وعدد آخر من التلاميذ، مقصيون من أمر الاستفادة من الوجبات المدرسية الباردة كونهم يقطنون غير بعيد عن المتوسطة. وأكدت أنها تقطن بمنطقة "جيكس"، لكنها لا يمكنها الذهاب إلى المنزل بسبب بعد المسافة وضيق الوقت بين منتصف النهار والواحدة بعد الظهر، ناهيك عن صعوبة المسالك خلال الأيام الممطرة، حينما تتحول الطريق إلى برك من المياه والطمي.. كما فهمنا من حديث التلاميذ، فالكل يريد طرح إشكال يراه كبيرا، ففهمنا أنهم يعانون من قطع مسافات طويلة لبلوغ المتوسطة، وجلهم يأتون من قرى ومداشر بعيدة، منها بوقراي وتوزالين وأولاد بوشلاغم وآيت بلعيد والشرفة، مما يجعلهم يصلون متأخرين يوميا في الفترة الصباحية، خاصة في ظل نقص النقل العمومي. وفي مقام آخر، تحدث التلاميذ عن تردي نظافة دورات المياه وقلة المياه الصالحة للشرب، وغياب بعض الأدوات في المخابر.. هذه النقائص طُرحت على الوالي يحيى يحياتن، إثر زيارته التنموية لبلدية بني عمران، فقال إن المتوسطة تسجل مشروع إنجاز مطعم منذ سنتين، لكن بسبب غياب الأرضية، أُجّل الإنجاز، خاصة أن المتوسطة موجودة وسط أراض فلاحية. في الوقت الذي تشير مصادر من المنطقة ل«المساء"، إلى أنه سنة 2013، تم إيفاد لجنة تحقيق ولائية بعد تلقي مراسلة من طرف أولياء التلاميذ، تؤكد استيلاء بعض المنتخبين وذويهم على عقار لبناء مساكن فردية، مؤكدة أن العقار الذي سبق الحديث عنه، كائن بالقرب من الجناح البيداغوجي للمتوسطة، تمت معاينته خلال نفس السنة من أجل بناء مطعم، "غير أن بعض المسؤولين في بلدية بني عمران سارعوا إلى الاستيلاء على العقار بطرق ملتوية، وشيدوا منازل فردية، لذلك، تبخر حلم إقامة مطعم يقدم وجبات ساخنة للتلاميذ"، تقول المصادر، مناشدة الوالي بالتدخل لإعادة الحق لأهله والإسراع في إنجاز هذا المطعم الذي يستفيد منه جميع تلاميذ المنطقة وما جاورها ولأجيال متتالية. أما عن إشكالية النقل المدرسي، فإن الوالي وخلال نفس الزيارة، اعترف بأن توفيره يمس فقط الابتدائيات، مضيفا بالقول "لكن وجهنا تعليمات لرئيس البلدية من أجل الالتزام بتوفير النقل، ومعالجة إشكالية تنقل التلاميذ لمسافات طويلة في سبيل بلوغ مؤسساتهم التربوية، بينما ننتظر أن يتم تطبيق تعليماته ميدانيا من طرف الجهات المعنية".