* email * facebook * twitter * linkedin تاريخ بلدية زيغود يوسف في ولاية قسنطينة الحافل، لم يشفع لها أن تكون رائدة في المشاريع والاستثمارات، وهو ما يحز كثيرا في نفوس سكان هذه المنطقة الهادئة، التي تقع على الحدود مع ولاية سكيكدة، ويعبرها الطريق الوطني رقم (3)، وكذا الطريق السيار شرق- غرب. «المساء" تنقلت إلى بلدية الشهيد البطل زيغود يوسف، التي تحولت إلى مقاطعة إدارية في التقسيم الأخير، للوقوف على واقع التنمية وأهم المشاريع المسطرة في سبيل تحسين الحياة اليومية لقاطنيها، وأهم ما سطرته السلطات البلدية قصد الرفع من غبن سكان المنطقة، الواقعة على سفوح وادي السمندو، والمقدر عددهم بحوالي 50 ألف نسمة، حسب آخر الإحصائيات الرسمية، والموزعين على ثماني قرى ومداشر، بالإضافة إلى أحياء المدينة. الحاجة إلى استثمارات معتبرة ومصانع عبر سكان بلدية زيغود يوسف في ولاية قسنطينة، عن أملهم في تغيير الأوضاع ذات الطابع الفلاحي في منطقتهم، حيث أكد السكان ل«المساء"، أن بلديتهم تشهد عزلة وتهميشا وانتشارا للبطالة، بسبب غياب الاستثمارات، خلافا للبلديات المجاورة، على غرار حامة بوزيان وديدوش مراد، مؤكدين أن التجارة راكدة في هذه البلدية وتجارها يتعاملون مع عدد قليل من معارفهم فقط، في ظل النقص الكبير لزوار هذه البلدية. يطالب السكان من الجهات الوصية، وعلى رأسها الوالي، بالدعم، من خلال توجيه المستثمرين إليها، في ظل توفر الوعاء العقاري، مؤكدين أن الاستثمارات وتشييد المصانع والوحدات الصناعية والإنتاجية، هي الوحيدة الكفيلة بتغيير وجه البلدية ونفض الغبار عنها، من خلال فتح مجال تشغيل الشباب، مع الحرص على إعادة مراجعة مخطط التوسع العمراني، وبعث مخطط شغل الأراضي لسنة 2007 الممتد على مساحة 93 هكتارا، بمحاذاة الطريق الوطني رقم (3)، الذي تم تجميده لصالح الفلاحين، لكن هذا الأمر ساهم في ضياع جزء كبير من الأراضي، التي تم استغلالها من طرف الخواص، في شكل بنايات فوضوية. ميزانية ضعيفة لا تستجيب للمتطلبات أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي بزيغود يوسف، يونس شاوش كمال ل«المساء"، أن أعضاء المجلس يعملون بتفان من أجل الاستجابة لمتطلبات المواطن، وأبوابه مفتوحة طوال أيام الأسبوع لاستقبال المواطنين، وقال المير الذي وجدناه يتفقد أحد مشاريع التهيئة العمرانية بقرية ميهوبي، إن المجلس الذي يضم ثلاثة أحزاب، بأغلبية جبهة التحرير الوطني ب9 مقاعد و5 للتجمع الوطني الديمقراطي و3 لحركة النهضة، يعمل بعيدا عن التحزب والألوان السياسية، لمصلحة المواطن، ولم يسجل أية مشاكل أو انسداد. حسب محدثنا، فإن ميزانية البلدية الضعيفة (23 مليار سنتيم)، لم تسمح للمجلس بالاستجابة لكل طلبات المواطنين، مضيفا أن هذه الميزانية بالكاد تسمح بتسيير أمور البلدية، وإجراء بعض الترميمات والترقيعات على ممتلكاتها، أو تلك التي تقع تحت مسؤوليتها، كالمدارس الابتدائية. صعوبة في تحصيل أموال البلدية تعاني بلدية زيغود يوسف من ضعف التحصيل المالي لممتلكاتها، حيث يواجه المجلس البلدي، صعوبة كبيرة في استرجاع الأموال الناتجة عن تأجير أملاك البلدية، على غرار السوق الأسبوعية، المذبح البلدي، سوق المواشي، سوق الخضر وأكثر من 100 محل تجاري. توقف المستأجرون عن دفع حقوق الإيجار منذ عام 2016، بعد الزيادات التي فرضت عليهم في إطار تثمين ممتلكات البلدية، مما أوقع السلطات البلدية بين المطرقة والسندان، حيث بلغت مستحقات البلدية أكثر من 3 ملايير سنتيم، منها حوالي 1.6 مليار سنتيم ديون مترتبة على مستثمر واحد مختص في توزيع وإنتاج الأدوية، من بين المستثمرين بمنطقة النشاطات التجارية، دخلت معه البلدية في منازعات قضائية، و يتواجد الملف على طاولة العدالة. أولوية مشاريع الري والطرق أعطت بلدية زيغود يوسف، خلال هذه السنة، الأولوية لمشاريع الري، وفقا لمراسلات السلطات العليا، حيث بُرمجت عدة مشاريع لخزانات مائية بسعة 1500 متر مكعب، تضاف إلى الخزانات القديمة بكل من الدغرة، ميهوبي، الصدح، فطيمة وسيدي لخضر، التي تعرف توسعا كبيرا في مجال البناء الريفي، في خطوة لتحسين تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب والوصول إلى معدل يوم بيوم. أما فيما يخص الطرق، وهو الجانب الذي كان محل احتجاجات السكان في الأيام الفارطة، خاصة بالنسبة لقرية بن جدو، فقد برمجت البلدية العديد من المشاريع، على غرار إعادة الاعتبار للطريق الولائي رقم (6)، الذي يعد من البرامج القطاعية، حيث يربط بين بلديتي زيغود يوسف من قسنطينة وبني ولبان من سكيكدة، على مسافة حوالي 20 كلم، عبر قرية عين دالية الحدودية، كما باشرت البلدية مشروع ربط منطقة سيدي العربي بوسط المدينة على مسافة 2 كلم، بمبلغ ملياري سنتيم، وأعادت البلدية تهيئة طرق مداخل ومخارج زيغود يوسف، الثلاثة، وتهيئة طريق حي الفج على مسافة 2 إلى 3 كلم، بمبلغ 2.6 مليار سنتيم، مع الحصول على إعانة مالية من طرف الولاية، لإعادة الاعتبار للطريق المؤدي إلى قرية بن جدو، وتهيئة قرية ميهوبي التي يقطنها حوالي 2000 مواطن، بتكلفة مالية فاقت 3 ملايير سنتيم. أما بالنسبة لمشاريع تزويد القرى بغاز المدينة، فلا توجد مشاريع كثيرة، بالنظر إلى أن التغطية فاقت 95 ٪، ولم تتبق سوى بعض المنازل في إطار مشاريع البناء الريفي، حيث أحصت البلدية خلال هذه السنة حوالي 170 ملفا، تم تحويلها إلى "سونلغاز" من أجل مباشرة الإجراءات اللازمة للربط. 800 سكن اجتماعي مقابل 5 آلاف طلب استفادت البلدية من برنامج سكني يقدر ب800 سكن، بصيغة الاجتماعي الإيجاري، ستكون جاهزة خلال السنة الجارية 2020، حسب تأكيد السلطات البلدية، وتبقى هذه الحصة ضعيفة، خاصة أن عدد الطلبات بلغ أكثر من 5 آلاف على السكن الاجتماعي فقط. في نفس الصدد، استفادت البلدية مؤخرا، في إطار 1500 سكن "أل بي يا" التي استفادت منها الولاية، من 240 سكنا بمنطقة الصداح، وهي في مرحلة وضع الأساسات الأرضية، وقد استبشر سكان البلدية خيرا بلفتة السلطات الولائية هذه، خاصة أن معظم سكان البلدية سجلوا في برامج سكنية خارج تراب زيغود يوسف ببلديات أخرى، على غرار ديدوش، حامة بوزيان وكذا المدينة الجديدة علي منجلي. من جهة أخرى، أحصت البلدية عددا لا بأس به من إعانات البناء الريفي التي قدرتها بأكثر من 350 استفادة، ويبقى الطلب متزايدا على هذه الصيغة أيضا، الذي فاق 3 آلاف طلب، كون المنطقة ذات طابع فلاحي. يطالب سكان البلدية باستغلال العقار المحول من مشاريع أخرى، على غرار قطعة الأرض التي تم استرجاعها على مساحة حوالي 42 هكتارا، بعد غلق مركز الردم التقني بالدغرة، حيث وضعتها البلدية ضمن الأوليات، لتحويلها إلى مشاريع سكنية اجتماعية، شأنها شأن المفرغة العمومية بحي الفج، التي تقترح السلطات البلدية تحويلها إلى منطقة التوارة البعيدة عن السكان، بعد إعادة ترميم الطريق. منطقة صناعية حلم السكان جهزت السلطات البلدية بزيغود يوسف، ملفا مفصلا للدراسة، تم إرساله إلى السلطات الولائية قصد النظر فيه، قبل تحويله إلى وزارة الصناعة، لمنح الترخيص بإنجاز منطقة صناعية على مساحة 197 هكتارا، تابعة لممتلكات الدولة، تقع بمنطقة السطايح، بجانب الطريق السيار شرق-غرب، فيما تم منح الموافقة المبدئية من طرف مديريات الري، الفلاحة ومحافظة الغابات. حسب السلطات البلدية، فإن هذه المنطقة الصناعية من شأنها أن تحرك عجلة التنمية، حيث ستوفر مئات مناصب الشغل المباشر، ومثلها من مناصب الشغل غير المباشر، في مجالات النقل، الأكل السريع والتجارة. ستكون هذه المنطقة الصناعية إضافة كبيرة ومكسبا لسكان زيغود يوسف الباحثين عن العمل، كما ستكون إضافة لمنطقة النشاطات الواقعة في الجهة الشمالية للبلدية التي تضم حوالي 35 مستثمرا، وخصصت لها السلطات الولائية مبلغ 45 مليار سنتيم، من أجل إعادة التهيئة وتعبيد الطرق. ترميم المدارس وبرمجة مطعمين جديدين سطرت السلطات البلدية منذ سنة 2018، برنامجا لترميم عدد من الابتدايات من ميزانيتها الخاصة، قبل دخول برنامج مديرية الإدارة المحلية على الخط، في إطار صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية، حيث تم ترميم هذه المدارس من طرف عمال البلدية، لكن هذه السنة، أخذت زمام المبادرة مديرية الإدارة المحلية، التي كلفت مقاولين خواص بالترميم، فيما لم يحترم هؤلاء دفتر الشروط، حيث قام مقاول بنزع النوافذ والأبواب في عز فصل الشتاء، وخلال فترة الدراسة ومقاول آخر، كان يقوم بإعادة دهن جدران تم دهنها في وقت سابق، وهو ما دفع ب«المير" إلى التدخل وتوقيف عدد من المقاولين. أما بخصوص المدارس التي تقدم وجبات باردة، فأكد رئيس البلدية أن أربع مدارس فقط من بين 16، تقدم وجبات باردة، وأن الأمر سيتحسن في المستقبل، مضيفا أن ثمة مشروعا لتزويد مدرسة "بوشامة" بمطعم مدرسي، والبطاقة التقنية جاهزة، شأنها شأن مدرسة "البشير الإبراهيمي" بقرية بن جدو. وقال إن المشكل في هذا الجانب يتمثل في نقص اليد العاملة المؤهلة. النقل المدرسي متوفر والمطلوب خط نحو علي منجلي لم تسجل البلدية أي مشكل في النقل المدرسي، حيث تقوم حافلات النقل بنقل تلاميذ الابتدائي القاطنين بالقرى النائية، كما توفر هذه الخدمة بشكل تطوعي للتلاميذ من الطورين الإكمالي والثانوي، حتى تسمح لهم بمزاولة دراستهم. وبشكل عام، فإن مشكل النقل بهذه البلدية غير مطروح، بسبب توفر عدد لا بأس به من الناقلين، سواء الحافلات أو سيارات الأجرة، التي تضمن الربط بين مقر البلدية والولاية، كما يوجد خط لقطار الضواحي الذي يربط قسنطينة بزيغود يوسف، عبر بلدية ديدوش مراد، ويتكفل أصحاب سيارات "الكلوندستان" بنقل المواطنين من القرى والمداشر الأخرى إلى وسط المدينة. يطالب السكان بتوفير خط نقل مباشر، يربط بلديتهم بالمدينة الجديدة علي منجلي، التي تحولت إلى ولاية منتدبة خلال التقسيم الإداري الأخير، حيث يبررون هذا المطلب بتواجد عدد كبير من السكان الذين يعملون في هذه المدينة، يضاف لهم عدد الطلبة والتجار. مستشفى "أحمد عروة" مفخرة البلدية يعد مستشفى "أحمد عروة" مفخرة بلدية زيغود يوسف، حيث عرف تطورا كبيرا وأصبحت تُجرى فيه عمليات جراحية معقدة في مختلف التخصصات، على رأسها عمليات المنظار، كما أصبح المرضى يتنقلون من بلديات أخرى إلى هذا المستشفى، وحتى من مدينة قسنطينة، وبعض البلديات المجاورة من ولاية سكيكدة، فيما يطالب سكان البلدية بنفض الغبار عن مشروع التوسعة الذي كان مبرمجا في السنوات الأخيرة، قبل أن يتم إغفاله، حيث كان من المنتظر إنجاز مصلحة جديدة خاصة بالاستعجالات الجراحية، وهو المطلب الذي بات ملحا، في ظل عدد الحوادث الكثيرة التي تشهدها المنطقة، سواء على مستوى الطريق السيار شرق- عرب، أو الطريق الوطني رقم (32) نحو حدود ولاية سكيكدة. من جهة أخرى، عرفت العيادات الطبية والمراكز الصحية الثمانية عبر مختلف القرى، فضلا عن العيادة متعدد الخدمات بمقر البلدية، عملية تهيئة شاملة، غيرت من وجهها وحسنت من صورة الصحة والخدمة المقدمة للمواطن، الذي يبقى مطالبا بالحفاظ عليها. ملحقة دار الثقافة في طور الإنجاز في إطار برامج ومشاريع "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، استفادت البلدية من مشروع ملحق لدار الثقافة، سيكون دعما للثقافة بهذه البلدية التي تفتقر للمسارح وقاعات السينما، حيث بلغت نسبة الأشغال في هذا المرفق حوالي 60 بالمائة، ويبقى الإشكال الكبير يتمثل في اليد العاملة التي ستسيره، بعدما وجدت الملحقة الأخرى التي أنجزت في نفس الإطار، نفسها جامدة عن العمل لنفس السبب، على غرار ما وقع بملحقة بلدية الخروب. من جهة أخرى، برمجت مصالح البلدية عملية ترميم واسعة تشمل إعادة الاعتبار للمركز الثقافي بقرية ميهوبي، حيث خصصت أكثر من 400 مليون سنتيم، لترميمه ومنحه للجمعيات الثقافية، حتى يكون إضافة للهياكل الموجودة، على غرار مركز التسلية العلمية والمركز الثقافي المتواجد بقلب وسط المدينة. كرة اليد شرفت البلدية والملعب البلدي سيدشن في 2020 شرفت كرة اليد البلدية، بفضل المجهودات التي يقوم بها فريقها الذي أصبح ينافس كبار هذه الرياضة، رغم الإمكانيات المادية شبه المنعدمة، حيث تضم البلدية قاعة واحدة متعددة الرياضات "الأخوة غريبي"، أصبحت غير قادرة على استيعاب العدد الكبير من الرياضيين في مختلف التخصصات، ويطالب سكان المنطقة بتحويل أربع مرائب بمتقن البلدية، تم الاستغناء عنها، وتحويلها إلى قاعات رياضية بشكل مؤقت، في انتظار الاستفادة من مشروع قاعة متعددة الرياضات. أنجزت السلطات البلدية ملعبين جواريين خلال هذه السنة، الأول بالدغرة والآخر بقرية ميهوبي، مع برمجة ملعبين آخرين بقريتي بن جدو وسيدي لخضر، وملعب بقرية سيدي العربي، على غرار ملعب بكيرة، في انتظار استلام الملعب الجديد بحي الفج، الذي سيكون جاهزا خلال السنة الجارية 2020، ويتسع ل2000 متفرج، ومكسو ببساط من الجيل الخامس، فيما سيكون الملعب البلدي الثاني في خدمة فريق زيغود يوسف "الويزي"، الذي يحتل مراكز مشرفة في البطولة الجهوية.