لماذا عندما نكون على موعد استحقاق هام بالنسبة للوطن، كما هو الحال للرئاسيات المزمع تنظيمها في التاسع من أفريل القادم، تستنفر بعض التشكيلات والشخصيات السياسية قواعدها (إن كانت لها قواعد) وتشرع في "التخلاط" بإسم الديمقراطية؟ سؤال يطرحه المواطن البسيط عن مثل هذه التشكيلات، حتى لا أقول أحزابا، لأن الحزب الذي يجمد نشاطاته طيلة العام ولا يعقد مؤتمراته ولا أية نشاطات سياسية، ويستيقظ في المناسبات والمواعيد الانتخابية فقط، ليس بحزب في عرف القانون ولا الممارسة الديمقراطية. وهل يمكن اعتبار من لا نعرف عن برامجهم سوى كلمة مقاطعة، أحزابا؟ طبعا هؤلاء يلجأون إلى المواقف السهلة، لأنه ليس أسهل من أن تبقى في مكتبك وتتعامل مع العالم الخارجي بالبيانات، لكن ما أصعب أن تقتحم الميدان وتخوض غمار المنافسة الديمقراطية بمواجهة البرامج الانتخابية. إن الذين يرفعون شعار المقاطعة، قاطعهم الشعب منذ أمد بعيد، بعد أن فقد فيهم الأمل وهم الذين نصبوا أنفسهم أوصياء عليه وكأنه لازال في مرحلة الفطام، بينما ليس في مقدورهم مواجهة هذا الشعب وإقناعه بطروحاتهم التي ولدت ميتة ودفنها الشعب باستجابته في كل مرة لنداء الواجب وممارسة حقه الدستوري في انتخاب رئيسه.