أكدت بعض الأحزاب السياسية ل "المساء" اعتمادها برنامج عمل جواري يهدف إلى تحسيس المواطن بالعملية الانتخابية كحق مدني ودستوري، وإقناعه بأداء واجبه من أجل المساهمة في بناء الديمقراطية والتعددية وخدمة الوطن، مشيرين إلى أن مقاطعة الانتخابات لم يعد لها أية حجة في الوقت الذي ستستعين فيه الرئاسيات القادمة بملاحظين دوليين وتنصيب اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات. الأفالان يتوقع مشاركة قوية بفضل العمل التوعوي صرح السيد سعيد بوحجة، المكلف بالاتصال بحزب جبهة التحرير الوطني في اتصال هاتفي مع "المساء" أمس، أن حزبه يقوم حاليا بعدة تحضيرات بالتنسيق مع حزبي التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم في إطار التحالف الرئاسي، مشيرا إلى أن كل الهياكل القاعدية للحزب على المستوى الوطني تستعد للشروع في الحملة الانتخابية عند انطلاق الفترة القانونية لها، مضيفا أن حزبه حاليا يركز على العمل الجواري بالتوجه إلى كل شرائح المجتمع لإقناعها بخطاب واقعي يقنع المواطن بأهمية الانتخاب للمشاركة في بناء وطنه، حيث يتوقع محدثنا أن تعرف نسبة المشاركة في رئاسيات التاسع أفريل القادم نسبة مرتفعة بفضل العمليات التحسيسية التي تقوم بها أحزاب التحالف الرئاسي في الوقت الذي انتهجت فيه وزارة الداخلية والجماعات المحلية منهجية عمل فعالة سهلت على المواطنين تسجيل أنفسهم في القوائم الانتخابية دون تكليف أنفسهم عناء التنقل إلى البلديات وذلك من خلال تعيين فرق عمل تنتقل إلى بيوت الجزائريين لتسجيلهم في إطار إعادة مراجعة القوائم الانتخابية، بالإضافة إلى تمكين الطلبة الجامعيين الذين يقطنون خارج بلديات مسقط رأسهم من الانتخاب بالبلديات التي تتواجد بها إقاماتهم الجامعية، وكلها تسهيلات من شأنها الرفع من نسبة المشاركة في الانتخابات. وفي هذا السياق رد السيد بوحجة على دعاة المقاطعة حيث قال "فاقد الشيء لا يعطيه"، مشيرا إلى أن الأطراف التي تدعو لمقاطعة الانتخابات لم تعد لها أية ذريعة لاتخاذ مثل هذا القرار الغريب ما دام رئيس الجمهورية رخص بحضور ملاحظين دوليين لمراقبة هذه الانتخابات، بالإضافة الى تنصيب اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات، إذ يحق لكل واحد استلام محاضر الفرز وتعاقب كل جهة ترفض تسليم هذه المحاضر. واعتبر محدثنا هذه الأطراف التي تدعو للمقاطعة ومحاولة التشويش على الانتخابات غير قادرة على المنافسة وليس لها امتداد شعبي يؤهلها لخوض غمار المنافسة وهي متخوفة من الهزيمة لذا فهي تدعو للمقاطعة. الأرندي يبرز إنجازات الرئيس من جهته ذكر السيد ميلود شرفي، الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي ل "المساء" بأن الأمين العام للحزب السيد أحمد أويحي بعث بمذكرة لكل المكاتب الولائية أوضح فيها كيفية العمل للتحسيس بأهمية الاقتراع. وأشار محدثنا إلى أن المكاتب الولائية للحزب قامت ولا تزال تقوم بعمليات تحضيرية موسعة لجمع التوقيعات لصالح المترشح السيد عبد العزيز بوتفليقة، والعمل من أجل تحسيس المناضلين المتعاطفين والمواطنين بأهمية هذا الموعد، وفي نفس الوقت حث المواطنين على المشاركة بأصواتهم في هذا الحدث، مضيفا أن العمل ينحصر في العمل الجواري التحسيسي على كل المستويات بالبلديات، القرى، المداشر، المقاهي، وكل الأماكن التي تستقطب الناس خاصة فئة الشباب لتبليغه بواجبه الانتخابي وإقناعه بالمشاركة الديمقراطية. وقال السيد شرفي أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي يعتمد في حملته التحسيسية هذه على خطاب عادي بالتنسيق مع حزبي التحالف الرئاسي والمجتمع المدني، حيث تم تسطير برنامج عمل مشترك خلال الحملة الانتخابية يعتمد على التذكير بانجازات الرئيس ودوره في تجسيد المصالحة الوطنية وعودة الأمن والاستقرار لتحقيق التنمية. ويتوقع محدثنا أن يحقق هذا العمل التحسيسي الجواري نتائج ايجابية في الميدان تترجم الإرادة القوية للمواطن في بناء وطنه من خلال المشاركة القوية والإقبال على صناديق الاقتراع. الأفانا انطلقت في التحسيس منذ الشروع في جمع التوقيعات أما السيد موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية ومرشحها للرئاسيات القادمة فقال فيما يخص إستراتيجية الأفانا للتحسيس بضرورة الانتخاب في لقاء مختصر جمعه ب"المساء" أمس أن حزبه ومنذ تأسيسه لم يتوقف عن توعية المواطن لإثبات تواجده وممارسة حقوقه الدستورية من خلال نشره لكتيب تحت عنوان "الانتخاب حق وواجب" في سنة 2003 والذي أعيد نسخ 100 ألف نسخة منه في 2007 وتوزيعها. مشيرا إلى أن حزبه يسعى للمساهمة في إعادة مكانة المواطن في ممارسة حقوقه المدنية والدستورية. وأوضح محدثنا أن حزبه يركز على العمل الجواري لتحسيس المواطن بمسؤوليته وإشراكه في الانتخاب. وفي هذا الصدد أكد أن حزبه انطلق في هذه العمليات التوعوية منذ شروعه في جمع التوقيعات التي تسمح له بالترشح، باعتبار أن عملية جمع التوقيعات هي تقرب جواري من المواطن" ولها مصداقية وتأثير أكثر من الخطاب السياسي في التجمعات واللقاءات الرسمية التي لا يمكن فهمها سوى على أنها حملة انتخابية مسبقة وعمل ترغيبي الهدف منه التصويت على مترشح معين"، معتبرا أن هذه الطريقة التي تقتصر على المهرجانات في المناسبات الانتخابية فقط هي طريقة غير ناجعة وغير مقنعة تجعل من العملية مجرد حملة دعائية تقلل من الإرادة الانتخابية لدى المواطن، حسب محدثنا الذي أضاف أن المشاركة في الانتخابات ترتبط بثقافة المواطنة وحب الوطن والتي من المفروض أن تكون ثقافة متجذرة وراسخة تكتسب من المدرسة. وأعلن السيد تواتي عن عقد الافانا للقاء يوم 18 فيفري القادم لعرض برنامج الحملة الانتخابية القادمة الذي يرتكز حسبه على محاور ملتزمة تهدف إلى تصور مغاير يسعى إلى التجانس لخلق ثقافة التعايش السلمي، وتبني نظام حكم برلماني اجتماعي ديمقراطي في إطار المبادئ الإسلامية.