تحدّث الموسيقي الملحن مصطفى سحنون ل"المساء"، عن الأغنية التي تتعلّق بالمناسبات التي يعيشها الوطن، وقال أنّها شيء جميل وتزكّي المشاريع المفيدة، خاصة تلك التي تتعلّق بمناسبة مهمة كالانتخابات الرئاسية وفي هذا السياق، تحدّث مصطفى سحنون ل"المساء" عن أغنيته الجديدة التي عنونها "خونا بوتفليقة"، وتقول في بعض مقاطعها: "خونا بوتفليقة دايرين فيك الثقة، يا رايس بلادي محطّم الأعادي، اخدم وزيد للقدّام". وأضاف ملحن الأغنية الشهيرة " قلبي بلادي لا أنساك" التي أدّاها الهادي رجب، أنّ لديه أمل في كلّ مسؤول يملك الحب والإيمان ويتّصف بالإخلاص أيضا، علاوة على تفانيه في العمل من أجل الجزائر لأنها بلدنا جميعا. وعاد سحنون إلى ذكريات خلدت في تاريخ الجزائر ألا وهي التي تتعلق ب"الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني 1958-1962 " التي تأسّست سنة 1958 بتونس، فقال أنّها كانت تضمّ أسماء في القمّة من ممثلين، موسيقيين ومغنيين، كلّهم لبّوا النداء لأجل هدف أسمى هو "تحرير البلد"، وذكر بعض الأسماء الفنية اللامعة بالفرقة، ففي ميدان التمثيل نجد سيد علي كويرات، أحمد حليت، دري إبراهيم، يحيى بن مبروك وطه العامري، وكذا عبد الحليم رايس. أمّا الجوق الموسيقي للفرقة فيتضمّن أحمد وهبي، سعيد سايح، الطاهر بن أحمد، دباح عليلو، فارس حسن، محمد بن يحيى ومصطفى سحنون، في حين كان في أداء الأغاني كلّ من الطفل الموهوب والمناضل الهادي رجب، العربي حسن المدعو حسيسن، فريد علي، الفكاهي جعفر بك، بالإضافة إلى الموسيقيين سعيد سايح والطاهر بن أحمد، من دون أن ننسى الشاعرين محمد بوزيدي ومصطفى تومي. واستأنف سحنون حديثه عن مسار الأغنية الحماسية والهادفة في عهد الاحتلال الفرنسي للبلد، فكانت أوّل أغنية من تأليف محمد بوزيدي، ألحان أحمد وهبي وأدّاها بارتعاش، بحكم أنّها أوّل مرّة يقف فيها على الخشبة المطرب الهادي رجب، وهي تحت عنوان "بعدك يا يماّ حيّرني"، وأغنية أخرى أدّاها نفس المطرب بعنوان "يا أمي ما تخافيش"، ومن ثمّ جاءت الرائعة "قلبي يا بلادي لا ينساك" هذه المرة من كتابة مصطفى تومي وألحان سحنون. وأضاف سحنون أنّ أغنية "قلبي يا بلادي لا ينساك" من أداء الهادي رجب وأغنية "أيما عزيزن أورتسرو" من كلمات فريد علي الذي سيكرم هذا الخميس في اختتام ملتقى الأغنية الثورية الذي سينظم بتيزي وزو ابتداء من الغد،وقد عرفتا انتشارا كبيرا وتمّ تسجيلهما في الإذاعة التونسية آنذاك وكانتا تذاعان كلّ يوم في حصة عيسى مسعودي، وهناك أغان أخرى من تلحين سحنون حقّقت نجاحا باهرا. واستطرد المتحدّث بقوله أنّ الأغنية الهادفة واصلت مسارها إلى غاية استقلال البلد، حيث ظهرت أغنيات فرحة بهذا النصر العظيم - يضيف سحنون - وبطبوع مختلفة فغنى رابح درياسة "حزب الثوار واحنا محينا الاستعمار"، أما العنقى فغنى "الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا" وجعفر بك "أدّيناها" من ألحان سحنون. واعتبر سحنون أنّ مسار هذا النوع من الأغاني احتضنه عهد الحزب الواحد، ولكنه عرف تدهورا بعد الثمانينيات، وما يزال إلى غاية اللحظة يشهد انحطاطا متواصلا في زمن تحبيذ أغاني الترفيه والتسلية والاهتمام المنحصر في عدد بيع الأسطوانات.