* email * facebook * twitter * linkedin أكد الخبير لدى منظمة الصحة العالمية، أستاذ علم الفيروسات بالمستشفى الجامعي بليون بفرنسا، يحيى مكي، أن البروتوكول الطبي الذي تبنته الجزائر والمعتمد في أساسه على مادة ال"كلوروكين" ومضاد البكتيريا "أسيترومسين"، أظهر نتائج إيجابية عند استعماله لأول مرة من قبل البروفيسور ديديي راؤولت بمرسيليا، حتى وإن كانت أبحاث أخرى بأوروبا ومن ضمنها في فرنسا تقوم بتجريب بروتوكول طبي مغاير يتم على أربع مراحل، على 8 آلاف مريض، ستظهر نتائجه يوم 4 أفريل القادم. وإذ أشار محدثنا إلى أن نتائج الأبحاث الخاصة بالفيروس مكنت من تحديد بعض الأعراض المبكرة للمصابين بالفيروس ومنها فقدان حاستي الشم والذوق، جدد التأكيد على ضرورة تقيد المواطنين بالحجر الصحي الصارم لتفادي حصول كارثة وبائية. وأوضح أستاذ علم الفيروسات بالمستشفى الجامعي بليون، في تصريح ل"المساء"، أن البروتوكول الطبي الذي اعتمدته الجزائر أثبت نجاعته إلى حد ما، في إنقاذ بعض المصابين بفيروس كوفيد 19، من خطر الموت، حيث كانت نتائج الأبحاث التي اجرها البروفسور راؤولت ايجابية لبعض الحالات التي لا تعرف تعقيدات صحية كبيرة، ويمكن القول، حسبه بأن هذا الدواء ناجع بنسبة 70 بالمائة. ويعتمد البروتوكول في أساسه على مادة ال"كلوركين"، التي قال محدثنا، أنه "لحسن حظ الجزائر أنها تنتجها محليا ولديها وفرة فيها"، والذي يتم إرفاقه بمضاد البكتيريا "اسيترومسين"، مشيرا إلى أن 70 بالمائة ممن تلقوا هذا العلاج تماثلوا للشفاء، حيث يعمل الكلوركين المسوق تحت اسم "هيروكسي كلوروكين" من قبل مخابر "سانوفي" الفرنسية ،على تدمير الأكياس التي يوجد فيها فيروس كوفيد 19، فيما تتكفل مادة "اسيترومسين" بالقضاء على البكتيريا على مستوى الرئتين. وعن مستجدات الأبحاث الجارية بأوروبا لتطوير علاج للفيروس إلى حين ايجاد اللقاح المناسب، أكد الأستاذ مكي أن جزءا من الباحثين في أوروبا يمثلون كل من فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، ألمانيا ولكسمبوغ، وضعوا بروتوكولا طبيا لعلاج فيروس كورونا، خضعت له عينة مكونة من 8 آلاف مريض، موضحا أن النتائج الاولية لهذا البروتوكول الطبي الأوروبي ستظهر يوم 4 افريل القادم. وتتمثل المرحلة الأولى للعلاج بهذا البروتوكول في استعمال مضاد البكتيريا "أزيترومسين" للقضاء على الفيروس والبكتيريا معا، فيما تتمثل المرحلة الثانية في استعمال دواء "رومدي سيفير" وهو دواء موجه لعلاج فيروس "ايبولا". أما المرحلة الثالثة، فتشمل استعمال الدواء المخصص لعلاج فيروس الإيدز، واخيرا تستعمل "المضادات أحادية الجنس"، وهي مواد تخفف من حدة التهابات المناعة ضد "السكوتين" وأهمها "أنترولوكين 6"، الذي يستعمل بكثرة من قبل الألمان في علاج الفيروس. وقال المتحدث أن هذه البروتوكولات الطبية تبقى لحد الآن مجرد اجتهادات من قبل الباحثين إلى حين إيجاد اللقاح المناسب للفيروس، مقدرا بأن الوصول إلى الكشف عن هذا العلاج سيكون في أكتوبر القادم، فيما لمة يستبعد عودة مرتقبة للفيروس كوفيد 19 خلال الشتاء المقبل. وبشأن الاختلاف القائم بين الباحثين في فرنسا حول الأبحاث التي يقوم بها البروفيسور ديديي راؤولت، حيث لقي بروتوكوله الطبي انتقادات من قبل البعض، فقد أرجع الخبير مكي ذلك إلى نظرة كل جهة في البحث إلى فعلية العلاجات بالمقترحة، "لاسيما وأن مرسيليا لا يعتبرها الكثيرون قطب بحث متطور". واعترف محدثنا في المقابل، بالخبرة الواسعة التي يتمتع بها البروفيسور راوولت، الذي يعد، حسبه، من أبرز الشخصيات العلمية المتخصصة في علم الأمراض المعدية، كونه اشتغل كثيرا على وباء الملاريا بشكل جعله متحكم في هذا الملف. من جانب آخر، أرجع الخبير سبب ارتفاع هدد الاصابات بفيروس كورونا بأوروبا ومعه ارتفاع عدد الوفيات، لا سيما في إيطاليافرنسا وإسبانيا إلى الانتشار المبكر للوباء، الذي انتقل إلى أوروبا في شهر فيفري الفارط، فضلا عن عدم اتخاذ السلطات إجراءات الحجر الصحي في وقت مبكر، إلى جانب عوامل أخرى، منها برودة الطقس التي تناسب تطور الفيروس وتقدم متوسط سن الساكنة بالبلدان الثلاثة. وفي قراءته للوضعية الوبائية في الجزائر، التي أحصت أزيد من 400 مصاب مع تسجيل 26 حالة وفاة أول أمس، أكد محدثنا أن الارتفاع المسجل في عدد الاصابات ينذر بالخطر الذي يتوجب توخي الحيطة والتجند، لاسيما وأن الأرقام في علم الأوبئة لا تأخذ بعدد الاصابات المسجلة، إنما في تلك المنتظر ظهور أعراضها تدريجيا، "حيث تضرب أعداد المصابين في 5 حتى تحصى الوضعية العامة للوباء". وثمن الأستاذ مكي إجراءات الحجر التي فرضتها السلطات الجزائرية على عدد من الولايات، ما من شأنه، حسبه، الحد من انتشار المرض، مستشهدا بتجربة الصين التي توصلت اليوم إلى نتائج جد ايجابية بعد الحجر الصارم الذي طبقته على مواطنيها. وفي بخصوص النتائج التي توصلت إليها الأبحاث الجارية حول خصوصيات "كوفيد 19"، قال المتحدث إن من الأعراض الأولى للإصابة بالفيروس والتي أكدتها كل الأبحاث، تتعلق بفقدان حاستي الشم والذوق، بالإضافة إلى الحمى والسعال الجاف مع ألم في الحلق وضيق التنفس. وفي توضيح له حول علاقة المناعة بمكافحة الفيروس، أكد الدكتور مكي أن جهاز المناعة هو صمام الامان لأي مريض وهو خط الدفاع الامامي للجسم. وعن طرق تقوية هذا الجهاز أبرز المتحدث أهمية اعتماد نظام غذائي قوامه الخضر والفواكه و "فيتامين سي"، الذي يتواجد بكثرة في الفواكه والحمضيات واللوز والجوز مع شرب السوائل والقيام ببعض التمارين الرياضية لتنشيط الدورة الدموية مع تجنب القلق وأخذ قسط كاف من الراحة والنوم. في الأخير ثمن الاستاذ مكي يحيى، الجهود التي يقوم بها الطاقم الطبي في الجزائر والتضحيات التي يقدمونها من أجل انقاذ حياة المرضى رغم الإمكانيات المحدودة. كما أشاد بالتشجيع الذي قدمه لهم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في رسالته الاخيرة، مقدرا بالمناسبة بأن الوقت حان لدعم المنظومة الصحية بالجزائر ماديا ومعنويا، بعد تجاوز محنة هذا الوباء.