* email * facebook * twitter * linkedin لقيت حملة النظافة التي أطلقتها محافظة الغابات بغابة "جبل الوحش"، استحسانا واسعا لدى المواطنين والحركة الجمعوية المهتمة بالبيئة والحفاظ على الطبيعة، إذ شارك بعضها في هذه المبادرة التي تم تنظيمها بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة التصحر، المصادف ل17 جوان من كل سنة، وجاء شعار هذه السنة "الغذاء، الأعلاف، الألياف"، حيث تم رفع أكثر من 500 كيس كبير من القمامة التي يخلفها الزائرون في هذه المنطقة. أوضح السيد موسى شنافي، محافظ الغابات بولاية قسنطينة، أن هذه الحملة تدخل ضمن نشاطات الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة التصحر والجفاف، والتي انطلقت الأسبوع الفارط من غابة بدوي ببلدية أولاد رحمون، حيث تم تنظيم خرجة ميدانية، تهدف إلى المقارنة بين مختلف التشكيلات النباتية بالمنطقة الشمالية للولاية، على غرار غابتي جبل الوحش وذراع الناقة، والمنطقة الجنوبية المتمثلة في غابة بدوي ببلدية أولاد رحمون، ومراقبة تدهور الغطاء النباتي، بسبب ظاهرة الجفاف والتصحر. أكد شنافي موسى، في تصريح ل"المساء"، أن النشاطات المبرمجة للاحتفال باليوم العالمي لمحاربة التصحر والجفاف، عرفت مشاركة ممثلين عن مديريات البيئة، المصالح الفلاحية، بالإضافة إلى الموارد المائية وناشطين بالجمعيات ذات الطابع البيئي، وشملت زيارة المسطح المائي بمنطقة صالح دراجي، التابعة لبلدية الخروب، بهدف تحسيس وتوعية فلاحي المنطقة حول ضرورة الاستغلال العقلاني لمياه السقي. اعتبر موسى شنافي أن برمجة تنظيف محمية "جبل الوحش"، يعود أساسا إلى أهمية هذه المنطقة من الناحية الإيكولوجية والتنوع النباتي، خاصة أن هذه المحمية الممتدة على مساحة حوالي 50 هكتارا، ترتفع بأكثر من 1100 متر فوق سطع البحر، وتقع ضمن غابة مساحتها تفوق 500 هكتار، تضم حوالي 48 صنفا من النباتات موزعة على حوالي 15 عائلة. وتضم محمية "جبل الوحش" العديد من الأشجار، منها المعروفة ومنها أصناف نادرة، حيث تضم المحمية، أشجار الصنوبر ذي النواة، أشجار الأرز الأطلسي "السادر" المتواجد بغابات خنشلة وباتنة فقط، أشجار الزان من سلالة البلوطيات، أشجار التنوب النوميدي المشهورة بجبال بابور في ناحية سطيف، وأشجار "السيكويا" العملاقة المشهورة بمنطقة كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية. كما تضم المحمية 5 بحيرات، منها ما يزال يستقطب عددا من الطيور المهاجرة ويصنع ديكورا رائعا داخل الغابة. اعتبر مدير محافظة الغابات بقسنطينة، أن غابة جبل الوحش، تكتسي بعدا اجتماعيا، نظرا لاستقطابها عددا كبيرا من العائلات القسنطينية، والأشخاص الذين يخرجون للتنزه، صيد الأسماك أو القيام بالرياضة وممارسة كرة القدم، عبر مسالك ترابية تستعمل لدرجات الهوائية أو رياضة الجري، كما تكتسي الغابة بعدا سياحيا هاما، يمكنه أن يساهم في ترقية السياحة بعاصمة الشرق الجزائري، في حالة وجد الاهتمام والدعم اللازمين، حيث دعا المواطن إلى المساهمة في الحفاظ على هذه الثروة الغابية، بتفادي السلوكات الخاطئة وتجنب إشعال النار التي التهمت الصيف الفارط، ما يزيد عن 380 هكتارا من المحيط الأخضر بجبل الوحش وديدوش مراد. للإشارة، فإن ولاية قسنطينة تضم عددا من الغابات التي تعد رئة الولاية ومتنفسا لسكانها، على غرار جبل الوحش بعامة الولاية، البعراوية بالخروب، شطابة بين ابن زياد وعين السمارة، غابة بابا بعين السمارة، وقد عرفت الولاية، وفقا لخلية الإعلام بمديرية محافظة الغابات، زيادة معتبرة، حيث توسعت هذه الأخيرة لتبلغ 28.045 ألف هكتار، بعدما كانت سنة 2003 لا تتجاوز 19 ألف هكتار، ويرجع سبب زيادة المساحة الغابية بالدرجة الأولى، إلى التطبيق الجدي للمخطط الوطني للغرس.