ما زالت قضية عودة عدد من المواطنين، إلى اقتحام السكنات المهددة بالسقوط في ولاية وهران، بعد عمليات ترحيلهم ومنحهم سكنات جديدة وعصرية، تثير اهتمام الرأي العام المحلي، حيث تعيش المنطقة خلال هذه الأيام، على صفيح ساخن، في وقت تجد السلطات العمومية نفسها في ورطة حقيقة، أمام استفحال الظاهرة. أحصت، في هذا الصدد، المصالح التقنية البلدية والولائية، عددا معتبرا من البنايات المهددة بالسقوط، التي تم الاستحواذ عليها مجددا من قبل بعض الأشخاص، في وقت كان من المفروض أن يتم تهديمها نهائيا، خوفا على أرواح المواطنين، وتفاديا لعودة عدد منهم إلى السكن بها، لاسيما أنهم استفادوا من سكنات جديدة لائقة وعصرية على مستوى عدد من الأحياء السكنية الجديدة، بكل من وادي تليلات، قديل، والقطب الحضري بلقايد، بالمدخل الشرقي لبلدية وهران. رغم أن مصالح ولاية وهران، قامت خلال السنوات الأخيرة، بترحيل وإسكان ما لا يقل عن 20 ألف عائلة إلى سكنات جديدة، وإخراجهم من حوالي 800 عمارة على مستوى مختلف الأحياء العتيقة ببلدية وهران، كلها مهددة بالسقوط، على غرار أحياء سيدي الهواري، الدرب، رأس العين، كوشة الجير، الصنوبر، وغيرها من الأحياء الأخرى القديمة. لا يتعدى عدد العمارات التي كانت مهددة بالسقوط والانهيار، وتم تهديم جزء منها على مستوى مختلف أحياء مدينة وهران، 150 عمارة، في وقت كان الأمر يستدعي تهديما كليا لمختلف العمارات، تفاديا لعودة المواطنين إليها أو استحواذ مواطنين آخرين عليها، من أجل البزنسة فيها، وكرائها لآخرين قد يكونون قادمين من ولايات أخرى، بهدف تغليط السلطات العمومية المحلية، بالتالي التحايل في الحصول على سكن اجتماعي بسعر زهيد. يذكر أنه مع بداية العام الجاري، وأثناء سقوط عمارة كانت مهددة بالانهيار بوسط مدينة وهران، خلفت وراءها قتيلين، قام عدد من المواطنين بتنظيم احتجاج أمام مقر ولاية وهران، من أجل مطالبة المصالح الولائية بالشروع في تهديم مختلف العمارات المهددة بالسقوط، غير أن السلطات العمومية، وعلى رأسها المصالح البلدية، لم تقم بدورها كما ينبغي في هذا الموضوع. حسب عدد من سكان سيدي الهواري، القاطنين في عمارات مهددة بالانهيار، لاسيما مع تساقط الأمطار، فقد طالبوا من والي وهران، الشروع في إحصاء كل العمارات المهددة على مستوى مختلف الأحياء العتيقة والقديمة بمدينة وهران، والقيام بتهديمها مباشرة بعد ترحيل قاطنيها إلى سكناتهم الجديدة، تفاديا لوقوع حوادث مميتة، كما حدث في الكثير من المرات. في هذا المجال، فإن الكثير من المواطنين، يؤكدون أنهم يتفادون المرور بالقرب من بعض العمارات المهددة بالسقوط في أية لحظة، لتفادي أي حادث محتمل، قد يودي بحياة المارة، كما سبق أن حدث في إحدى المرات على مستوى شارع العربي بن مهيدي، أين سقطت شرفة على الرصيف المكتظ بالمارة، لتلقى عجوز حتفها بعين المكان.