على هامش الملتقى الدولي حول التسامح في الإسلام التقت "المساء" بالدكتور صالح بلعيد من جامعة تيزي وزو واستوضحت منه مدى أهمية التسامح في الإسلام خصوصا في الراهن الذي يعيشه عالمنا من ضعف ومن تكالب الأمم علينا كتكالب الأكلة على قصعتها، فدار هذا الحوار. - ما هو انطباعك حول الملتقى الدولي "التسامح في الإسلام" ؟ * كنّا ننتظر فيه شخصيات علمية من الوزن الثقيل، هناك شخصيات لا بأس بها، لكن اقتصرت على جزائريين يقيمون في الخارج، الموضوع يعيش على التاريخانية. -هل هذا الملتقى لامس موضوع التسامح في الإسلام ؟ * معظم المحاضرات تعيد موضوع التسامح المسيحي اليهودي، هناك بعض المحاضرات لمست الموضوع في حدود ضيّقة إلى حدّ ما كون الوقت لم يسمح بالاستفاضة وبالتحليل ، ومن هنا كان يفترض في المحاضرات أن توزّع حتى يطلع عليها المستمعون، أما المحاضر فما عليه سوى تقديم إشكالية الموضوع وعلاج المحاور الكبرى. - هل "التسامح" لفظة إسلامية من خلال نصوص القرآن والسنة ؟ * التسامح في النص القرآني غير موجود، أمّا في نصوص السنة فموجود، نجده في المعاملات كالرحمة، التآخي، العفو، معاني التسامح موجودة في التراث بدءا من الشعر الجاهلي، التسامح يتعلّق بالإنسان الأقوى، اليد العليا هي التي تسامح، التسامح مرتبط بالقوّة والانتصار والأنفة. - هل تعني بذلك فتح مكة ؟ * فتح مكة تمّ سلميا باستثناء خالد بن الوليد الذي وجد بعض المقاومة، فقال "اليوم يوم الملحمة"، فأخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فقال "اليوم يوم المرحمة"، وأسباب عزل خالد في عهد الفاروق عمر بن الخطاب يعود إلى موقفه هذا. - ممن يطلب التسامح، هل من الضعفاء أم من الأقوياء ؟ * يتسامح الإنسان القوي الذي له سلطة الجبروت المستمر، الذي أخذ الحقوق، والمطلوب في واقعنا الآن هو كيف نعطي لمفهوم التسامح الدلالة اللغوية ونحن في 2009؟، كيف نفعّل مفهوم التسامح في هذا العصر ؟ لا يجب أن نستنطق التاريخ ونحاكم أجدادنا الذين كانوا قدوة. معطيات معاصرة للتسامح تتمثل في ثلاث نقاط هي مفهوم التسامح في المدرسة والمؤسسة التربوية، المواطنة وحقوق الإنسان واحترام الغير، ومفهوم المواطنة في الخطاب المسجدي، هو كيف يفهم الإمام معنى التسامح بالتعايش مع اليهودي والمسيحي، فرأيه صواب يحتمل الخطأ، ومفهومك خطأ يحتمل الصواب، كما قال الإمام الشافعي، كيف نجعل الإمام قدوة بعيدا عن المرجعية الدينية. كما ينبغي أن يكون مفهوم التسامح عند الإعلاميين، الإعلام تضخّ له الدولة أموالا، هل الإعلام يعيش الراهن؟ ، ما مقام غير المسلم في دولة الإسلام ؟ كيف يتحاور مع الغير؟ الإعلام خطير جدا، كيف يستطيع الإعلام أن يربي الأبعاد الوطنية ؟ ، كيف يشرح هذه الصور؟ ، منذ أسبوع أجرت قناة إخبارية معروفة سبرا للآراء خلصت إلى نتيجة مفادها أنّ الجزائر ستقع في فتنة، أين إعلامنا؟، إعلامنا ساكت، هنا ينبغي علينا محاسبته لأنّه مفترض فيه أن يدافع عن القيم، التسامح إذا نبع من المدرسة والمسجد والإعلام سنكون محصّنين.