أكد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي حرص الجزائر على تجسيد التكامل الاقتصادي المغاربي من خلال دعوتها لإقامة مجموعة اقتصادية مغاربية، من شأنها أن تجعل من اتحاد المغرب العربي فضاء اقتصاديا مندمجا وقطبا فاعلا يساعد على إنجاز المشاريع المغاربية الاستراتيجية. وقال السيد مدلسي الذي شارك أمس في الدورة ال28 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي الذي انعقد أمس بطرابلس بالجماهيرية الليبية، أنه يتعين تنسيق المواقف المغاربية للحفاظ على مصالح شعوب المنطقة، مع بلورة "مواقف تجعل من اتحاد المغرب العربي شريكا إقليميا فاعلا لباقي التجمعات الإقليمية المماثلة وتحديدا مع جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والأوروبي وكذا باقي التجمعات الاقليمية". وإبرازا للرؤية الجزائرية للنهوض بالواقع المغاربي ذكر الوزير بشروع الجزائر في إنجاز برامج تنموية كبرى ضمن مخطط الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي الذي أقره رئيس الجهورية لدعم النمو، تم فيه "مراعاة البعد المغاربي في هذه المشاريع المهيكلة". ونوه السيد مدلسي بالجهود المبذولة من قبل رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين المغاربيين ولقاءاتهما المتبادلة لإقامة علاقات تعاون وشراكة بينهم، وأشار في هذا الصدد الى احتضان الجزائر يومي 10 و11 ماي القادم الملتقى الأول للاتحاد المغاربي لأصحاب الأعمال "لتحفيز المبادرة الخاصة والمساهمة في تجسيد التكامل الاقتصادي بين بلداننا". وأمام الطموحات المرتبطة بمردودية أداء البناء المغاربي بشكل شامل ومتناسق ، فاننا مدعوون يضيف السيد مدلسي إلى مراجعة منهجية عملنا والشروع الفعلي في اصلاح المنظومة الاتحادية مع التفكير في أفضل الصيغ لتفادي التعثر وضمان الاستمرار في البناء وفي تعميق ركائز الاتحاد ودعم هياكله. ولأن انعقاد الدورة صادف الذكرى ال 20 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، فقد اعتبر السيد مدلسي هذه المناسبة فرصة لتفحص حصيلة النشاط وإجراء تقييم موضوعي وشامل لمنجزات الاتحاد، ورغم انه أقر بإحراز بعض التقدم في البناء المغاربي وبالأخص في مجال الاندماج الاقتصادي، إلا أنه اعتبر أن هذه الحصيلة "رغم أهميتها تبقى دون المستوى ولا تعكس طموحات شعوبنا". وكانت أشغال الدورة قد انطلقت أمس بطرابلس لبحث العديد من قضايا الراهن المغاربي المشتركة السياسية منها والاقتصادية. وشارك في أشغال هذه الدورة الى جانب وزير الخارجية السيد مراد مدلسي نظراؤه من ليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا وهم موسى كوسا وعبد الوهاب عبد اللّه والطيب الفاسي الفهري ومحمد محمود ولد محمدي بالاضافة الى الحبيب بن يحي الأمين العام لاتحاد المغرب العربي. وعكف الوزراء خلال هذا اللقاء الذي انعقد برئاسة ليبيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد المغاربي على دراسة عدد من القضايا المتعلقة بالانجازات التي حققها الاتحاد في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وموقف الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد من مختلف التطورات التي تعرفها الساحتان العربية والمتوسطية، بالاضافة إلى إجراء تقييم معمق للخطوات العملية التي تم إنجازها لتفعيل العمل الوحدوي الذي تطمح دول الاتحاد إلى إنجازه.