❊ التحاق مليون و696 ألف طالب من بينهم 345872 طالب جديد بمقاعد الجامعة أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، أمس، أن الجزائر عملت منذ الاستقلال على تخصيص استثمارات ضخمة لصالح التربية والتكوين مكنتها من بناء قدرات وطنية ذات كفاءة عالية. وأوضح الوزير في كلمة ألقاها بمناسبة إعطائه الانطلاقة الرسمية للدخول الجامعي 2021 /2022 من القطب الجامعي للقليعة بتيبازة، رفقة عدد من أعضاء الحكومة، أن "الدولة الجزائرية ومنذ الوهلة الأولى للاستقلال، عملت على تخصيص استثمارات ضخمة واعتمادات مالية معتبرة من أجل التعليم والتكوين في جميع الأطوار"، مضيفا بأن هذه المجهودات "تكللت بسن منظومة قانونية وتشريعية تضمن للمواطنين كافة حقوقهم في المعرفة من خلال دمقرطة التعليم ومجانيته، ما سمح بتكوين موارد بشرية مؤهلة وفائقة المهارات لقيادة البلاد وبناء كفاءات وطنية قادرة على تحقيق التنمية". وأبرز الوزير مساهمة قطاع التعليم العالي في تحقيق نسب ومعدلات عالية في التنمية البشرية، جعلت الجزائر "تحتل مراتب متقدمة في الترتيب العالمي وفقا لتقارير ومنظمات وهيئات دولية تحظى بمصداقية وحيادية كبيرتين". وعن واقع التعليم العالي بعد 6 عقود من الاستقلال، قال الوزير إنه يعرف تطوّرا كبيرا، اعتبره "نتاج عملية إصلاح طويلة بدأت سنة 1971 وما تزال متواصلة"، قبل أن يسجل أن ميزانية القطاع عرفت ارتفاعا تدريجيا مكن من زيادة عدد الجامعات الذي انتقل من جامعتين وملحقتين إلى 11 جامعة ومدرسة عليا ومراكز بحث. بالمناسبة، نوّه الوزير بقرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باستحداث مدرستين عليتين للذكاء الاصطناعي والرياضيات مسجلا أنها "سابقة في تاريخ التعليم العالي بالجزائر" على أساس أنها مبادرة تعتبر الأولى عربيا وإفريقيا، ستسمح بتكوين كفاءات مؤهلة لمواجهة التحديات العالمية. والتحق، أمس، بمناسبة الدخول الجامعي، عبر مختلف المؤسسات الجامعية بالجزائر، مليون و696 ألف طالب، من بينهم 345872 طالب جديد بمقاعد الجامعة، في ظل مواصلة حملة تلقيح الأسرة الجامعية ضد فيروس كورونا. ولإنجاح هذا الدخول، اتخذت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جملة من التدابير ترتكز على انتهاج الحوكمة في تسيير العمليات الإدارية وتحيين البرتوكول الصحي الخاص بمواجهة جائحة كورونا مع تدعيم الإطار البشري والمادي للوصول إلى تكوين نوعي، علما أن بداية إلقاء الدروس انطلقت عن بعد منذ الثالث أكتوبر الجاري. وتحسبا لهذا الموعد، تسهر الوصاية على التقييم المستمر لتجربة التدريس ضمن نظام الازدواجية في نمط التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، الذي فرضته جائحة كورونا (كوفيد-19)، حيث يرتكز هذا النظام، على إجبارية التعليم الحضوري بالنسبة للوحدات الأساسية والمنهجية واعتماد نمط التعليم عن بعد بالنسبة للوحدات العرضية والاستكشافية. وبهدف تحسين ظروف الدارسة، تعكف الوزارة على توفير مقاعد بيداغوجية وأسرة جديدة، حيث تدعم القطاع عشية هذا الدخول الجامعي ب20200 مقعد بيداغوجي جديد، ما يرفع قدرات الاستقبال الإجمالية إلى مليون و471 ألف مقعد بيداغوجي وكذا استلام 21170 سرير عبر عدة ولايات، ما يرفع قدرة الإيواء إلى 671 ألف سرير. وبشأن التأطير البيداغوجي، تم تخصيص 1400 منصب جديد لتوظيف الأساتذة المساعدين قسم (ب) مع استغلال المناصب الشاغرة بعنوان سنة 2020، إلى جانب تخصيص 1655 منصب لتوظيف أساتذة مساعدين قسم "ب"، ما سمح بتعزيز القدرات الحالية للتأطير البيداغوجي التي ستبلغ أزيد من 65500 أستاذ باحث، بمعدل أستاذ لكل 25 طالبا. وبخصوص التكوين في طور الدكتوراه، ارتأت الوصاية إجراء تقييم دقيق ومعمّق حول نجاعة التكوين في هذا الطور، لاسيما ما تعلق بعدد المسجلين سنويا وبالمنافذ الوظيفية لحاملي الدكتوراه وتكلفة هذا التكوين المرتفعة. إزاء ذلك تم تنصيب لجنة تفكير ستقدم نتائج عملها لاحقا، وعلى ضوء ذلك ستحدد المقاربة التي سيتم اعتمادها في إعداد عروض التكوين في الدكتوراه وتحديد عدد المناصب. كما تم إمضاء تعليمة بين القطاع وكل من وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي والمديرية العامة للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري تعتبر تمهيدا فعليا لاستحداث منصب مالي لحاملي شهادة الدكتوراه برتبة "دكتور" على مستوى كل قطاعات النشاط المختلفة. ويذكر أن الميزانية الإجمالية للبحث العلمي تقارب 9 ملايير دينار، تخصص لتمويل مراكز البحث العلمي ومشاريع البحث المختلفة، إضافة إلى إطلاق البرامج الوطنية للبحث المقدر عددها ب150 مشروع بعنوان السنة الجارية، تخصص للمجالات ذات الأولوية (صحة المواطن، الأمن الغذائي والأمن الطاقوي). أما بخصوص الهياكل الجديدة في مجال البحث العلمي، فينتظر استلام 3 أرضيات تكنولوجية، هي أرضية في الألية (سيدي بلعباس)، أرضية في الروبوتيك (وهران) ومنصة تقنية للتحاليل الفيزيائية والكيميائية (مستغانم). وتسعى الوزارة تسعى من خلال هذه الإصلاحات إلى توفير تكوين نوعي يتماشى ومتطلبات سوق العمل وجعل الجامعة قاطرة حقيقية للنهوض بالاقتصاد الوطني. انطلاق التعليم بمدرستي للرياضيات والذكاء الاصطناعي غدا الثلاثاء تنطلق غدا الثلاثاء الدراسة بالمدرسة للرياضيات والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، المشروعين اللذين قرّر رئيس الجمهورية استحداثهما، حسبما كشف عنه أمس وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وأوضح الوزير خلال إشرافه بالقطب الجامعي للقليعة، على إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للموسم الجامعي 2021 /2022، أنه من شأن المدرستين تكوين موارد بشرية مؤهلة في الذكاء الصناعي والرياضيات لمواجهة التحديات العالمية في مجال التحكم في التكنولوجيات الحديثة، مضيفا بأن هاتين المدرستين تضاف لسلسلة الإنجازات التي حققتها الجزائر منذ الاستقلال. وستعزز المدرستان المتواجدتان بالقطب التكنولوجي سيدي عبد الله، غرب العاصمة، قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، في مجال التكنولوجيا، حيث تتوفران على قدرة استيعاب 1000 مقعد بيداغوجي. وتستقبل المدرستان بمناسبة الدخول الجامعي الحالي، 200 طالب لكل واحدة منهما، باعتبارهم أول دفعة، ليرتفع مجموع الطلبة في الخمس سنوات التعليمية المقبلة، إلى ألف مقعد بيداغوجي. ولضمان تكوين نوعي على مستوى هاتين المدرستين، نصبت الوزارة فريقا من الخبراء المرموقين، بمساهمة الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، عكف على إعداد برامج بيداغوجية نوعية تستجيب للمعايير العالمية ومتطلبات سوق العمل. ولتحقيق الأهداف المرجوة من إنشاء هاذين الصرحين العلميين، ستحظيان بمرافقة من خلال شراكة أجنبية أبرمت في مرحلة أولى، مع 5 بلدان سجلت تقدّما في تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي الصين والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، لجعل المدرستين قطبي امتياز بمستوى عالمي. وترتكز الشراكة الأجنبية على تطوير تطبيقات بيداغوجية وتعليمية تستجيب للمعايير والمقاييس الدولية والسماح للطلبة بالحصول على تكوين نوعي والقيام بتبادل المعلومات وأفضل الممارسات بخصوص استراتيجية تعليم هذين الاختصاصين.