شهدت عدة بلديات بولاية وهران، خلال الأيام الماضية، اعتداءات قامت بها شبكات سرقة النحاس وكوابل الكهرباء والمولدات التابعة لشركة توزيع الكهرباء والغاز بالولاية، والتي كبدت الشركة والخزينة العمومية خسائر كبيرة، قدرت قيمتها ب 25 مليون دينار، إلى جانب تضرر المواطنين من زبائن المؤسسة؛ نتيجة الأضرار، وتوقف التزويد بالطاقة الكهربائية، في وقت تعمل المصالح التقنية على الكشف عن عمليات الاعتداء، وإعادة تزويد الزبائن، وتعويض المولدات والكوابل النحاسية المسروقة، فيما رفعت إلى حد الآن 50 شكوى إلى العدالة، تخص عمليات السرقات المذكورة. يتعرض امتياز توزيع الكهرباء والغاز بولاية وهران، لحملة منظمة تقودها شبكات سرقة النحاس، والتي كثفت من نشاطها الإجرامي، مؤخرا، ما تسبب في خسائر للشركة. وحسب مصالح مديرية امتياز التوزيع بالسانية، فقد تمكنت عصابات سرقة النحاس، خلال الأسابيع الأخيرة، من تخريب محولين كهربائيين بالمنطقة الشرقية لولاية وهران، وقامت بسرقة النحاس وبعض أجهزة توزيع الكهرباء؛ ما تَسبب في قطع التموين بالطاقة في عدة مناطق، منها حي الإخوة جلاط ببلدية قديل، و5 مستثمرات فلاحية، وهي العملية الإجرامية التي جاءت مباشرة بعد 3 حالات سرقة للمحولات والكوابل، منها محول وسط النسيج الحضري، ومحول آخر متواجد بأعلى الأعمدة الكهربائية بالمنطقة الريفية ببلدية مرسى الحجاج، حيث تسلق اللصوص عمودا كهربائيا، وقاموا برمي المحول من الأعلى لتحطيمه، ثم تفريغه من النحاس وسرقته، والتسبب في قطع تموين الزبائن بالكهرباء. كما سجلت مقاطعة توزيع الكهرباء بمنطقة وادي تليلات، سرقة محولين كهربائيين بأعلى الأعمدة، وذلك بمنطقة البرية، وحاسي بونيف، من خلال قيام العصابة بنفس الطريقة السابقة للسرقة؛ بتسلق عمود الكهرباء، ورمي المحولات أرضا لتحطيمها وسرقة النحاس الذي بداخلها، تاركين الهياكل ومخلفات التخريب بالمنطقة، ومتسببين في انقطاع للطاقة، مس العديد من الأحياء. ونجحت العصابة في اقتحام محول كهربائي أرضي ليلا، وتوقيف توزيع الطاقة على أكثر من 500 زبون بحي الصباح، وحي الأمير عبد القادر. كما انتزع مجرمون مجهولون، كابلين اثنين على مستوى الطريق السيار المؤدي إلى بلدية حاسي بونيف؛ ما أدى إلى احتراق كوابل التوتر المتوسط. وتَدخّل على إثرها أعوان مقاطعة توزيع الكهرباء لتزويد الزبائن بالطاقة من مركز توزيع آخر. وكشفت المكلفة بالإعلام لدى شركة توزيع الكهرباء والغاز في تصريح ل "المساء"، أن سرقة كوابل النحاس والمواد النحاسية للمولدات، تحولت إلى ظاهرة خطيرة جدا، غالبا ما تكون تحت توتر كهربائي متوسط؛ من شأنه التسبب في حوادث مميتة. وسجلت المديرية منذ شهر جوان لنهاية سبتمبر المنصرمين، 21 حالة سرقة، وكبّدت خزينة الشركة 25 مليون دينار بدون احتساب اللواحق الخاصة بإعادة التركيب ووضعها حيز الخدمة، مع توقف التزويد بالكهرباء. واستنجدت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بالسانية، بمصالح الأمن؛ حيث تم رفع 50 شكوى بسبب الاعتداء على الشبكات ومنشآت الشركة، مضيفة أن المصالح التقنية للشركة تقوم في كل مرة بالتدخل لإعادة تموين الزبائن بالكهرباء، موضحة أن المحولات التي تعرضت للاعتداءات تم وضعها حيز الخدمة مؤخرا، بعد سرقة المحولات القديمة. ودعت المتحدثة جميع المواطنين إلى التبليغ عن أي مشتبه فيه في سرقة المحولات والكوابل الكهربائية، وذلك بالاتصال مباشرة بمصالح الأمن.