أكد مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية باتنة، قرابة العايش، على دور الحرفي للإسهام في بناء الاقتصاد الوطني، من خلال المعارض التي تتيح فرصة إبراز قدرات الحرفيين. وأوضح لدى إشرافه، أول أمس، على افتتاح معرض الصناعة التقليدية والحرف، والذي أقيم بالتنسيق مع مديرية السياحة في الولاية، تحت شعار "الحرف بين الأصالة والإبداع"، بأن برنامج هذه السنة، وتحضيرا لليوم الوطني للحرف المصادف سنويا للتاسع نوفمبر، يتضمن إقامة معرض بمركز تثمين المهارات بتيمقاد، من شأنه إبراز قدرات الحرفيات، خاصة المرأة الريفية، وتثمين إبداعاتها، للتعريف بالموروث الحضاري. أفاد مدير الغرفة، أن المناسبة تندرج في إطار ثمين جهود الحرفيين منذ انتشار وباء "كوفيد 19"، والذين أسهموا في عمليات التضامن، وقاموا بتوفير كمامات ولباس واق. مضيفا أن المبادرة كفيلة بتبادل المقترحات مع الحرفيين، وتحسيسهم بضرورة المشاركة الجماعية في المناسبات التضامنية، وخلق فرص التواصل، في إطار الجهود المبذولة، لتحديث قطاع الصناعات التقليدية والوصول به إلى الغايات والأهداف المسطرة. سيدوم هذا المعرض أزيد من أسبوع، ويشارك فيه ما يزيد عن 40 حرفيا وحرفية، يمثلون مختلف مناطق الوطن، حيث سيتم انتقاء منتجات الحرفيين والحرفيات المشاركين في مسابقة الجائزة الوطنية للصناعة التقليدية. كما سيتم تكريم بعض الحرفيين على مستوى ولاية باتنة بدار الصناعة التقليدية، مع تنظيم ورشة ومسابقة لفائدة بعض التلاميذ بذات الدار، وافتتاح معرض للمرأة الريفية. كما شمل البرنامج، تنظيم دورة تكوينية في التسويق لصالح الحرفيات بمركز تثمين المهارات المحلية في تيمقاد. وعرضت منتجات تلبية لأذواق المرأة الأوراسية، لاقتناء ما تحتاجه من مصنوعات أبدعت فيها النسوة، خاصة تلك التي تدخل في إطار الاستهلاك المباشر، على غرار الحلويات التقليدية والعسل الطبيعي ومستخلصات أجود الأعشاب والزيوت الطبيعية، وغيرها التي يكثر استهلاكها، إلى جانب عرض المنتجات الفخارية التي تحرص المرأة بباتنة على اقتنائها، خاصة في مواسم الأفراح والأعياد الدينية وشهر رمضان، حيث عرف المعرض إقبالا نسويا كثيفا. اعتبرت السيدة نادية زردومي، إحدى العارضات، بالمناسبة، وهي حرفية وأديبة وشاعرة رئيسة "نادي ماركوندا الأوراس"، أن المبادرة كفيلة بفتح الآفاق المستقبلية لتطوير الحرف. وأكدت من جهة أخرى، أن أبواب ناديها التابع لجمعية "الدنيا بخير" الولائيه مفتوحا للحرفيات. وأضافت محدثتنا أن المعرض يهدف إلى إبراز هذا الموروث الحضاري الهام، وتبادل الخبرات من أجل ترقيته وجعله محركا اقتصاديا، بالنظر إلى ما تزخر به بلادنا في هذا المجال. وفي هذا السياق، أكدت محدثتنا، على أهمية هذا المعرض في الحفاظ على الحرف التقليدية، والعمل على ترقيتها، مع دعم الحرفيين والحرفيات لمواصلة النشاط.