تسجل ولاية وهران، منذ أيام، ارتفاعا محسوسا في عدد حالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19"، بعد التراجع الكبير في الحالات خلال الأسابيع الماضية، في ظل التوقف شبه الكلي عن تلقي اللقاح من طرف المواطنين، وانعدام تطبيق البروتوكول الصحي بالشوارع، والفضاءات العمومية، والمساحات التجارية، والانفتاح الكامل على النشاطات الاجتماعية، على غرار حفلات الزواج، وإقامة الأفراح، في وقت سجلت مديرية الصحة لولاية وهران، تلقي 533 مواطن فقط الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لهذه الجائحة. ارتفعت في الأيام الأخيرة، الإصابات بوباء "كوفيد 19" بولاية وهران، إلى مستوى مثير، من خلال تسجيل نحو 40 حالة مؤكدة يوميا، بعد أن كانت لا تتجاوز 10 حالات منذ أسبوعين فقط، وأقل من ذلك، خلال شهر أكتوبر الماضي، وهو ما دفع بمصالح مديرية الصحة والسكان لولاية وهران، إلى تفعيل إجراءات الوقاية، والمطالبة باحترام البروتوكول الصحي، خاصة في الفترة الحالية التي تتزامن مع ظهور أعراض الإنفلونزا الموسمية. بلغ عدد الملقحين على مستوى ولاية وهران، إلى غاية الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الحالي، نحو 603 ألف شخص تلقوا الجرعتين، بما يعادل نحو 50 بالمائة من سكان الولاية، والتي تبقى من الولايات المهددة بانتشار الوباء مجددا، كونها ولاية عبور وتعرف تدفقا بشريا يوميا من عدة ولايات، مما يجعل من حتمية رفع التلقيح، ضرورة لحماية انتشار الوباء مستقبلا بين المواطنين.في المقابل، سجلت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالولاية، حسب المكلف بالإعلام على مستوى المديرية، الدكتور يوسف بوخاري، إقبالا محتشما للمواطنين، من أجل تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح، والذين بلغ عددهم 533 شخص منذ بداية العملية التي انطلقت مؤخرا، والتي سترتفع مستقبلا مع إطلاق حملات التوعية والتحسيس، حيث تتوفر ولاية وهران حاليا، على مخزون هام من اللقاحات المختلفة، والتي استفادت منها الجزائر، والمقدر عددها حاليا بنحو 55 ألف جرعة لقاح من نوع "سبوتنيك" الروسي، و"جونسون أند جونسون" الأمريكي، و"سينوفاك" الصيني، وهي كمية كافية لمواجهة الطلب من قبل المواطنين، حسب نفس المصدر، الذي قال بأنهم مدعوون لتلقي اللقاح، خاصة بعد ترخيص السلطات الصحية بالجزائر، للمواطنين ممن تلقوا اللقاح ومر عليهم 6 أشهر، بإمكانية تلقيهم للجرعة الثالثة، وفق ما هو متعارف عليه. تنتشر بوهران، لاسيما في الشوارع والمساحات الكبرى، والمؤسسات العمومية، التي تستقبل المواطنين بشكل يومي، مظاهر التراخي والتهاون الكبير في تطبيق الإجراءات الوقائية من "كوفيد-19 "، خاصة ارتداء الكمامات التي اختفت كليا لدى المواطنين، ما عدا البعض منهم، فيما تغيب إجراءات التباعد بين الأشخاص في طوابير الانتظار بالمؤسسات العمومية والمحلات التجارية، وفي كل مكان من الولاية، ماعدا بعض المؤسسات التي لا تزال تفرض الإجراءات الوقائية، بفرض ارتداء الكمامات، ووضع المطهر الكحولي أمام البوابات، الأمر الذي لا يزال يقلق المصالح الصحية بالولاية، التي دعت إلى العودة للحملات التحسيسة، وعمليات التعقيم، بإشراك فعاليات المجتمع المدني والسلطات المختصة.