دعا أمس خبراء وأخصائيون في مجال المعلوماتية وبرامج الإعلام الآلي إلى تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خدمات الأنترنيت وتكنولوجيات الإعلام والاتصال من أجل الرقي بها تحسبا لدخول عالم المعلومات الذي ينتظر الانطلاق به في أفاق2013. وجاءت هذه الدعوة حسب السيد بن محرز شريف ممثل عن وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في "إطار برنامج الجزائر لمجتمع المعلومات 2013" الذي تقدمت به الوزارة في محاولة منها لجعل المعلوماتية في متناول الجميع، وذلك بإشراك كافة القطاعات والجهات المعنية. وكان هذا الرهان محور نقاش وتحليل بين القائمين على القطاع في المائدة المستديرة التي احتضنها فوروم "المجاهد"، حيث وصفوا هذا البرنامج بالطموح لا سيما وأنه يعمل على تسريع استعمال التكنولوجيات الحديثة في المؤسسات لتبني فكرة الإدارة الإلكترونية المندرجة في إطار برنامج مجتمع المعلومات 2013. ومن جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي والرئيس المدير العام للجزائر "بزنس مولتيميديا" السيد محمد عنتري بوزار أن المؤسسات الاقتصادية في الوقت الراهن مدعوة أكثر من أي وقت مضى للاستفادة من تقنية تكنولوجيات الإعلام والاتصال المدرة للأرباح المالية مستدلا في السياق بتجربة سنغافورة التي تجني من خلالها ما قيمته 40 مليار دولار سنويا رغم مساحتها الضئيلة جدا (600 كلم مربع) مقارنة بالجزائر التي تملك حسبه إمكانيات استثمار كبيرة في هذا المجال. كما أشار السيد بوزار إلى أن الوصول إلى مجتمع المعلومات يتوقف على شراكة دولية في تبادل التقنيات والبرامج خاصة منها القائمة على البحث والإبداع، مضيفا أن عملية تأهيل المؤسسات بإدخال تقنيات جديدة عليها في مجال التسيير والإنتاجية، يسمح بتطويرها وجعلها ملائمة، ومن ثم مواكبة مستجدات السوق وزيادة وتيرة الإنتاج. ومن جهة أخرى، تطرق المدير العام للجزائر "بزنس مولتيميديا " الى حتمية تطوير البيئة الداخلية للمؤسسات من خلال الرفع من كفاءة الموارد البشرية، مراجعة الرسوم، الضرائب ...و غيرها حتى تتمكن من إعادة تكييف آليات عملها وفق المنظومة المعلوماتية. وفي سياق أخر، أكد المدير العام للجمعية الجزائرية لممولي تكنولوجيات الانترنيت السيد علي كحلان أن برنامج وزارة البريد الخاص ببرنامج مجتمع المعلومات يسعى إلى إشراك مختلف الشرائح المكونة للمجتمع من جمعيات، طلبة، منظمات ... في العمل بالتكنولوجيات الحديثة ومساعدة المؤسسات الاقتصادية بمختلف أشكالها في تكوين عناوينها الإلكترونية، مشيرا في السياق إلى العدد المحتشم للمؤسسات التي استطاعت إثبات نفسها عبر الانترنيت منذ سنة 2007، التي عرفت إنشاء 400 ألف وحدة صغيرة ومتوسطة وتبقى فقط 40 بالمائة منها تستفيد من تكنولوجيات الإعلام والاتصال- يضيف السيد كحلان-. وباعتبار الجامعة طرفا فعالا في معادلة المعلوماتية 2013 ركز مسؤولون عن جامعة التكوين المتواصل على دمج مؤسسات التعليم العالي في العمل بآليات التكنولوجيا الرقمية الحديثة التي تضمن الانتقال من مجتمع المعلومات الى اقتصاد المعرفة، وذلك بالتركيز على الموارد البشرية لا سيما في ظل الإصلاحات الجامعية الأخيرة الخاصة بنظام "الآل آم دي".الأمر الذي يسمح حسب هؤلاء الخبراء بخلق وظائف جديدة، والزيادة من مردودية الطلبة. ويبقى على عاتق جامعة التكوين المتواصل مواكبة هذه المتغيرات في مساعدة المؤسسات التي تعاني من مشكل المردودية الذي يمنعها من مواصلة نشاطها.