❊ تمتين علاقات الأخوّة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين ❊ توسيع مجالات التعاون وتجسيد الإرادة المشتركة للبلدين ❊ رئيس الجمهورية: ما يمسّ تونس يمسّ الجزائر يشرع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ابتداء من اليوم الأربعاء، في زيارة دولة إلى تونس الشقيقة تدوم يومين، وذلك بدعوة من أخيه رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، حيث يتوخى منها إضفاء ديناميكية في العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستوى تعاون اقتصادي يترجم حجم التفاهم القائم بين البلدين. وأوضح بيان رئاسة الجمهورية، أمس، أن هذه الزيارة "تندرج في إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة، بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون والارتقاء به إلى مستوى نوعي يجسد الانسجام التام والإرادة المشتركة لقيادتي البلدين وشعبيهما". وتأتي زيارة الرئيس تبون إلى تونس بعد أيام فقط من الزيارة التي قام بها الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان إلى هذا البلد الجار والشقيق، حيث توّجت بتحضير اتفاقيات تعاون في عدة قطاعات اقتصادية من طاقة وصناعة وتجارة وأشغال عمومية، تمهيدا للتوقيع عليها خلال زيارة رئيس الجمهورية لتونس. وكانت هذه الزيارة التي استقبل فيها بن عبد الرحمان من قبل الرئيس قيس سعيد، مناسبة للتطرق إلى مختلف جوانب التعاون الثنائي، بما في ذلك المجالات الطاقوية والمالية والتجارية، والمرتبطة أيضا بالصناعة والنقل والأشغال العمومية، فضلا عن أهمية تنمية المناطق الحدودية واستكمال المشاريع الاندماجية في البلدين، من أجل تعزيز دعائم التنمية المندمجة التي يطمح البلدان إلى تحقيقيها، وفقا للرؤية المشتركة لقائدي البلدين. وقبل ذلك، كانت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن قد زارت الجزائر منذ ثلاثة أسابيع، حيث أكدت عقب استقبالها من قبل الرئيس تبون، أن التنسيق متواصل بين البلدين من أجل الانطلاق في "استراتيجية متكاملة" في العلاقات الثنائية بينهما. كما سبق للرئيس التونسي أن اختار الجزائر لتكون أول دولة يزورها بعد توليه منصبه في فيفري 2020، ليكون ذلك أبلغ مؤشر على مستوى العلاقات التي تربط البلدين، وتم خلالها رسم الخطوط العريضة للتعاون المستقبلي بين الجزائروتونس، مع التأكيد على "التطابق التام والمطلق" في وجهات النظر بين البلدين "على كل المستويات"، من بينها القضايا الجهوية والدولية وفي مقدمتها الملف الليبي. زيارات متتابعة..ومواقف متطابقة وشكلت الزيارات المتتابعة لوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، إلى الجارة الشرقية بمثابة تمهيد للمواعيد السياسية الهامة بين البلدين والتي كانت من بينها التحضير لهذه الزيارة، حيث تعد الأولى من نوعها لرئيس جزائري منذ 11 عاما لهذا البلد. ويظل مستوى العلاقات الثنائية متميزا بين البلدين لا سيما على المستوى الاقتصادي، حيث تعتبر تونس ثاني شريك اقتصادي للجزائر في إفريقيا، مع حرص الطرفين الدائم على تعميق سنة التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية. وكان دعم الجزائر المطلق لتونس خلال الفترة الصعبة التي مرت بها مؤخرا، وحرصها على الوقوف دوما إلى جانب التونسيين، وتضامنها معها في مواجهة الأزمة المالية والمساعدة على مجابهة انتشار وباء كورونا، إضافة إلى التعاون المشترك المرتبط بشكل خاص بأمن الحدود، علامات أخرى للعلاقات المتميزة التي تأخذ بعدا استراتيجيا وحيويا. وقد كانت الجزائر في كل مناسبة تجدد دعمها لاستقرار تونس وأمنها، حيث أكد الرئيس تبون مرارا بأن "ما يمس تونس يمس الجزائر" وأن "من تسوّل له نفسه المساس بأمن تونس سيجد الجزائر بالمرصاد"، مشدّدا على أن الجزائر "لا تقبل الضغط على تونس من قبل أطراف خارجية". ومن الناحية الاقتصادية، تخضع العلاقات التجارية بين البلدين لاتفاقية التجارة والجمارك الموقعة في تونس عام 1981، ومذكرة التفاهم الإضافية لاتفاقية التجارة والجمارك الموقعة في الجزائر عام 1991، مع نظام تفضيلي ينص على الإعفاء من الرسوم الجمركية والضرائب ذات الأثر المماثل للمنتجات التي يكون منشؤها أحد البلدين. وبلغ حجم المبادلات التجارية مع تونس 1259 مليون دولار أمريكي سنة 2020، إذ تشير إحصائيات مصالح الجمارك الخاصة بالتجارة الخارجية لعام 2020، إلى بلوغ الواردات الجزائرية من تونس، وفقا لنظام الاتفاقية التفضيلي، 15.66 مليون دولار، مقابل 24.98 مليون دولار في سنة 2019، بينما قدرت الصادرات الجزائرية خارج المحروقات باتجاه تونس، وفق نفس النظام التفضيلي في 2020 خلال نفس الفترة ب80.03 مليون دولار. وفي مجال الطاقة تستفيد تونس من إمدادات غازية مع مرور أنبوب الغاز الجزائري - الايطالي العابر للمتوسط "ترانسماد"، بحجم 3.8 مليار متر مكعب من الغاز، إذ تحصل الخزينة التونسية بذلك، عائدا يقدر ب500 مليون دينار تونسي أي ما يعادل 173.34 مليون دولار (إيرادات 5.25 في المائة). للإشارة كان الرئيس تبون ينوي زيارة تونس في 16 مارس 2020، لكنها تأجلت بسبب الأزمة الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا وانشغال البلدين بوضع خطط لمواجهة الجائحة، على غرار كلّ بلدان العالم.