لا يمكن أن يتجاوز كريم بوشطاطة حدث تزاوج الصقيع بالرمال في مدينته عين الصفراء، حيث يقوم بشكل متواصل بالتقاط صور لهذا الحدث، الذي أبهر العالم، مثلما أسعد سكان المنطقة التي أصبحت تعرف كثيرا بهذه الظاهرة المميزة. وقال الفنان ل"المساء"، إن صوره لصقيع صحراء عين الصفراء (ولاية النعامة) لهذه السنة، حققت تريندا وطنيا وعالميا، مضيفا أن رؤية الثلج يغطي الصحراء، يظل مشهدا فريدا من نوعه، وإن تكرر في كل مرة. أشار بوشطاطة، إلى أن الصقيع يحدث بشكل مباغت ومؤقت، حيث سرعان ما يزول قبل منتصف النهار، لهذا وجب ترقبه واستغلال فرصة حدوثه لالتقاط صور في غاية الجمال. وتابع أن صوره الجديدة نُشرت في العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، مثل "ديلي ميل"، و"روسيا" الوثائقية، و"cnn" العربية، كما أُرفقت بصور الثلج الماضية التي التقطها في سنوات 2016 و2018 و2021. تابع مجددا، أن درجة الحرارة انخفضت درجتين تحت الصفر هذه السنة، مما أحدث هذا الصقيع، في حين نزلت إلى خمس درجات تحت الصفر السنة الماضية. كما التقط الصور الحديثة من زوايا وأماكن مختلفة، عكس ما كان يقوم به في المعتاد، إلا أنه اختار دائما نفس اليوم من كل سنة ليقوم بهذا الإبداع؛ وهو 17 جانفي. عاد بوشطاطة للحديث عن بداياته في التقاط صور صقيع عين الصفراء، وكان ذلك سنة 2016، وقد عرفت صوره هذه رواجا عالميا، حيث كان الغرب مثلا، يربطون هذه الظاهرة المميزة بظواهر مناخية أخرى تحدث في مختلف مناطق العالم، ثم أعاد الكرة أكثر من مرة، مشيرا إلى أن كل صوره هذه مختلفة عن بعضها البعض، حسب وقت التقاطها، وكذا درجة الحرارة المسجلة في تلك اللحظات. رغم أن نشر صور الصقيع هذه المرة في وسائل الإعلام العالمية، لم يكن بالزخم الذي عرفه السنة الماضية، إلا أنها تبقى دائما محل انبهار، حيث تواصل معه العديد من المراسلين والصحفيين عبر العالم.في المقابل، عرض كريم بوشطاطة بعض صوره حول صقيع صحراء النعامة-عين الصفراء تحديدا- في جناح خاص بالتظاهرة الثقافية الدولية للفن بقصر لاريفيار في بوردو الفرنسية. بعد أن تلقى دعوة للمشاركة في المعرض الذي نظمته جمعية فرنسية تدعى "كاري كلتور" (المربع الثقافي)، نهاية السنة الماضية، برئاسة جوزيان دورفور، وقد شارك فيه 500 عمل لفنانين من 39 دولة. إضافة إلى مشاركته بصورة عن الفارس الجزائري التي افتك بها جائزة "الغاف البرونزية" في الطبعة الأخيرة للمهرجان العربي لفيلم التراث، المنظم بمعهد الشارقة للتراث بمدينة خورفكان الإماراتية. كان بوشطاطة قد كشف في حديث سابق له مع "المساء"، عن فوزه بالجائزة الثانية في مهرجان "حبيب الله العالمي الثاني عشر للصورة الفوتوغرافية 2021"، الذي نظمه منتدى فن الفوتوغراف العراقي. كما فاز بالجائزة الثانية للمسابقة الوطنية للصورة الفوتوغرافية بولاية الأغواط، من تنظيم جمعية "فسيفساء" للإنتاج السمعي البصري. للإشارة، كريم بوشطاطة من مواليد 1985، ليسانس إعلام بجامعة الجزائر 2009. ممثل في المسرح المدرسي من مرحلة الابتدائي إلى غاية الثانوي، ومخرج أفلام وثائقية من 2009 إلى غاية 2014، وهي "بداية النهاية"، و"ملحمة امزي"، و"شهيد لم يمت"، و"فرسان البارود"، التي شارك بها في أربع تظاهرات وطنية، في حين شارك بفيلم "فرسان البارود" في تظاهرتين دوليتين، أهمهما المهرجان العربي لفيلم التراث بالقاهرة. صاحب أحسن صورة سياحية لولاية النعامة 2015، وصاحب صورة "الثلج في الكثبان"، التي تناولتها وسائل الإعلام العالمية. كما ظفر بالمرتبة الثانية خلال المعرض الدولي الافتراضي للصورة الفوتوغرافية بدار الثقافة "الطاهر لبيب" بالمزونة (تونس).