لا يزال اللاعب الدولي القديم مصطفى كويسي متشوقا إلى ألوان شباب بلوزداد الذي ترعرع وسط عائلته الرياضية وتوج معه بألقاب عديدة، بل كان لهذا الفريق الفضل في نجاح مشواره الكروي سواء على المستوى الوطني أوالدولي. ويعيش كويسي نهائي كأس الجزائر بين فريقه القديم وأهلي برج بوعريريج بكل جوارحه مثلما أكده عند زيارته لمقر "المساء"، وهو كله أمل في ان يتوج أصحاب اللونين الأبيض والأحمر، لكن كويسي، كرياضي محنك يدرك كل خبايا مثل هذه المناسبات الاستثنائية، مشيرا إلى ان المواجهة ستكون صعبة وأي من الفريقين يمكن ان يخرج منتصرا. - ماذا يمثل بالنسبة إليك نهائي كأس الجزائر بين شباب بلوزداد وأهلي برج بوعريريج ؟ * يذكرني بأول لقب تحصلت عليه مع شباب بلوزداد في مشواري الكروي سنة 1978 وكان ذلك في نهائي كأس الجمهورية أمام اتحاد الجزائر. فزنا حينها بضربات الجزاء بعدما انتهى اللقاء بنتيجة بيضاء. لعبت تلك المواجهة رفقة بعض اللاعبين البارزين التي تفتخر بهم مدرسة الشباب على غرار تلمساني، الحارس العام، دحماني محمد ومعزيز، وقد أقصينا قبل بلوغ النهائي كل من وفاق سطيف وشباب باتنة. - هل تعتقد أن وصول بلوزداد إلى نهائي هذا الموسم يعد مفاجأة ؟ * ليس كذلك. شخصيا تأكدت من وصول الشباب إلى المباراة النهائية بعد إقصائها لمولودية الجزائر، وهذا ما قلته شخصيا لرئيس النادي محفوظ قرباج مباشرة بعد انتهاء تلك المواجهة وتأكدت أكثر بعد التأهل على حساب وداد تلمسان، وقلت في قرارة نفسي ان الدور نصف النهائي ضد اتحاد عنابة سيكون شكليا بالنسبة لبلوزداد. هناك علامات تتركك تتنبأ بحدوث نتائج معينة في مباريات الكأس. - كيف تفسر نجاح فريقك القديم هذا الموسم ؟ * لقد اجتمعت عدة عوامل في هذا النجاح، أبرزها وأهمها حصول النادي على وسائل مالية معتبرة، وجود مكتب يعمل أعضاؤه بتنسيق كبير فضلا عن وجود شخص رئيس حكيم في إدارة شؤون النادي، حيث ساهم السيد محفوظ قرباج بشكل كبير في استقرار الفريق وكان وراء الإبقاء على المدرب محمد حنكوش الذي استطاع ان يكوّن تعدادا قويا ومتماسكا في كل خطوطه إذ كل منصب يوجد فيه لاعبان وأظن ان قوة الفريق الأساسية تكمن في وسط الميدان بفضل مهارات ايت وعمر، براجة وكذا اليكس الذي أدى دورا كبيرا في انتصارات الشباب سواء في البطولة أوالكأس. - بكل تاكيد أنت ترشح الشباب للفوز بالكأس ؟ * في نهائي كأس الجزائر ليس هناك مرشح للتتويج، أي ان المنطق لا يحترم عادة في مثل هذه المواجهات. وأكثر من ذلك، فإن نهائي الغد يبدو متكافئا بشكل كبير بالنظر إلى تقارب مستوى الفريقين. فلا تظنوا ان أهلي برج بوعريريج سهل المنال، حيث يمثل تشكيلة متماسكة في كل خطوطها شهدت تقدما ملحوظا في كل النواحي وتمتاز بانضباطها التكتيكي بفضل مدربها ياعيش المعروف بحنكته في هذا المجال. لكن شباب بلوزداد سيكون مرشحا من حيث تجربته في المنافسة الشعبية ويملك ثقافة كبيرة في كأس الجمهورية وهو الجانب الذي سيحاول زملاء بن دحمان استثماره على عكس البرايجية الذين يصلون لأول مرة إلى هذه المحطة. لكن حتى لا يقال بأنني منحاز لفريقي القديم أؤكد ان حظوظ التتويج متساوية والميدان هو الذي سيفصل بين الفريقين. - كيف تعيش هذا النهائي ؟ * تحت ضغط كبير لأنني أريد مشاهدة شباب بلوزداد يتوج بكأس الجمهورية لكي أتمكن من المشاركة في فرحة النادي وأنصاره. - ماهي النصائح التي تقدمها للاعبي الشباب قبل هذا النهائي ؟ * يجب ان يدركوا ان المباراة ليست سهلة واحترام المنافس الذي لم يكن وصوله إلى هذا النهائي صدفة. تلقينا 5000 دينار مكافأة التتويج في عام 78 - وماذا تقول لأنصار الشباب ؟ * لابد ان يقفوا وراء فريقهم إلى غاية الدقيقة الأخيرة من اللعب كما هو مطالب بالتحلي بالروح الرياضية لأن نهائي كأس الجزائر هو عرس كروي كبير لا يمكن إفساده مهما كانت النتيجة. - هل تتوقع ان تكون المباراة جميلة ؟ * قد نشاهد مباراة في القمة من حيث التنافس والإثارة، لكن لا أتوقع ان تكون فيها أهدافا كثيرة وربما سيضطر الفريقان إلى اللجوء للضربات الترجيحية. - على ذكرالضربات الترجيحية. البعض من أنصار بلوزداد متخوفون من حارس البرج كيال * كيال حارس كبير، لكن له كثير من نقاط الضعف يعرفها الجميع. ربما سيلعب دورا أفضل من اوسرير إذا ما انتهى اللقاء بالضربات الترجيحية البارع فيها مقارنة بنظيره البلوزدادي، وضربات الجزاء تذكرني بانجازات الحارس محمد العام، الذي لعب دورا أساسيا في مباراة ثمن النهائي لعام 1978 ضد مولودية وهران بملعب هذا الأخير، حيث تأهلنا إلى الدور الموالي بفضل براعته في التصدي للضربات الترجيحية وأتمنى ان يكون حارس شباب بلوزداد بنفس البراعة في نهائي يوم الخميس. - بماذا يحتفظ كويسي بالاضافة إلى الفرحة من منافسة كأس الجزائر ؟ * والله أتذكر فقط ان إدارة نادي بلوزداد منحتنا خمسة آلاف دينار جزائري كمكافأة على تتويجنا بكأس الجزائر. أما اليوم، فإن اللاعبين يشاركون في المنافسة وهم يدركون ان مكافآت مالية كبيرة تنتظرهم .