تعتزم مجموعة من مستوردي قطع الغيار تأسيس جمعية وطنية للمتعاملين في الميدان سترى النور مع الدخول الاجتماعي المقبل لتنظيم المهنة وقطع الطريق أمام مستوردي قطع الغيار المغشوشة التي تمثل 60 بالمائة من مجمل القطع المتداولة في السوق الوطنية. وكشف السيد منير صديقي، مسير شركة استيراد قطع غيار السيارات، في تصريح خص به "المساء" عن لقاءات جمعت بعض المتعاملين في هذا المجال من مستوردي وممثلي علامات دولية لقطع الغيار بالجزائر منذ الأسبوع الماضي، والتي لا تزال متواصلة لتوسيع النقاش بين هؤلاء المتعاملين حول تأسيس جمعية وطنية تضم كل المتعاملين والفاعلين في مجال قطع الغيار من مستوردين وممثلي شركات تصنيع، ميكانيكيين، وبائعي الجملة والتجزئة. وهو السياق الذي طالب من خلاله محدثنا جميع المستوردين البالغ عددهم حاليا 2000 مستورد بالسوق الوطنية بالالتفاف حول هذا المشروع لحماية سلعهم والعلامات التي يمثلونها من ظاهرتي الغش والتقليد، في الوقت الذي تؤكد فيه الجهات الرسمية أن 60 بالمائة من قطع غيار السيارات الموجودة في السوق المحلية مغشوشة ومستوردة من دول جنوب شرق أسيا ومن الصين على وجه الخصوص. وتسعى هذه الجمعية إلى توحيد مواقف المتعاملين بالتنسيق مع وزارة التجارة ومختلف الجهات الفاعلة في الميدان لمحاربة ظاهرة الغش التي طالت قطع غيار السيارات في السنوات الأخيرة مع انفتاح السوق في التسعينات والتي زادت حدة منذ سنة 2000. حيث طالبت مجموعة من مستوردي هذه القطع من وزارة التجارة بإشراكها وفتح الحوار معها لإيجاد حلول ناجعة لمحاربة الظاهرة بالاستفادة من خبرة المتعاملين والمهنيين في هذا الميدان والذين يستطيعون مساعدة السلطات بخبرتهم الميدانية لمنع دخول هذه القطع. وكان وزير التجارة قد أعلن عن توقيع اتفاقيات مع مخابر مختصة في مراقبة نوعية قطع غيار السيارات التي تدخل الجزائر للتأكد من مدى احترامها للمقاييس خاصة في مجالات النوعية والأمن، إذا علمنا أن الأعطاب الميكانيكية الناتجة عن عدم صلاحية قطع الغيار، لها نسبة كبيرة في أسباب حوادث المرور، ورغم أن الإحصائيات تؤكد أن السرعة المفرطة تبقى السبب الرئيسي لهذه الحوادث فإن قطع الغيار تأتي في المرتبة الثانية. أما فيما يخص إتخاذ وزارة ا لتجارة قرارا يمنع دخول قطع غيار غير معروفة في السوق الوطنية مؤخرا، حيث طالبت الوكلاء المعتمدين بتزويدها بقائمة المصانع المنتجة لهذه القطع التي يتعاملون معها، فأوضح السيد سعيد صديقي ممثل شركة عالمية لصناعة قطع الغيار بالجزائر ل "المساء" أنه لا بد من التعرف على كل المصانع الموجودة بالعالم باعتبار أن هناك مصانع تنتج قطع غيار ذات جودة ونوعية لكنها تحمل اسم مصنعها وليس اسم الشركة التي صنعت السيارة، علما أن الشركات التي تصنع السيارات لا تصنع قطع الغيار بل تشتريها من شركات مختصة في إنتاج قطع الغيار وتركبها في سياراتها، وهي نفس القطع التي تبيعها هذه الأخيرة بعد تغليفها وإعطاءها اسم الشركة. لكن الكثير من الناس لا يعرفون ذلك بحيث يظنون أن من يصنع السيارات هو الذي يصنع قطع غيارها، وكل القطع الأخرى فهي مغشوشة ومن نوعية رديئة.