تعد من بين الوجوه التلفزيونية التي تطل علينا عبر القناة الثالثة، وهذا من خلال النشرات الإخبارية وبرنامج الصحافة في أسبوع، ومن بين الإعلاميات اللواتي خضن تجربة إعلامية ببريطانيا، حيث شغلت منصب مدير قسم الإعلام ب»شركة عبد الرحمان الراشد«. وكذا مديرة »قناة العربية«، وهي من بين الإعلاميات المشاركات في أول تجربة لجريدة الكترونية، وعملت أيضا كمراسلة لمجلة إماراتية من لندن، لكن حياتها ببريطانيا لم تمنعها من العودة الى التلفزيون الجزائري سنة 2001... عن تجربتها الإعلامية بلندن وتجاربها هنا بالجزائر وطموحاتها، حدثتنا مقدمة الأخبار »نورة حمودي« من خلال هذا الحوار... - المساء: حدثينا عن تجربتك الإعلامية بلندن، وما هي أهم مؤهلات المنصب الذي شغلتيه هناك؟ * نورة .ح: هي تجربة 10 سنوات في الحقل الإعلامي بلندن، سمحت لي بشغل منصب مدير قسم الإعلام بإحدى الشركات الإعلامية الكبيرة، وطبعا كنا في احتكاك مباشر بالقنوات البريطانية منها (بي.بي.سي) التي كنا نسهر على تحضير برامج خاصة لها، ولبعض القنوات الأخرى، فشغل إعلامية جزائرية منصب هام وحساس كالذي شغلته، يعد شرفا للجزائر، أولا، ولإعلامييها الذين أثبتوا، وبلا فخر، أنهم مصدر اعتزاز وثقة، حيث نجحوا في مجال جد صعب يتطلب مميزات كثيرة، فإضافة الى الشهادة العليا، هناك الثقافة الواسعة وإتقان اللغات وعلى رأسها الإنكليزية والعربية، إضافة الى البلاغة والسلاسة والجرأة الأدبية في الطرح والنقاش، وغيرها من الأمور التي تمكن الإعلامي الجزائري من تبوئ المرتبة الأولى أينما يحل.. وهي المؤهلات التي مكنتني بدوري من الحصول على منصب مديرة قسم الإعلام في بلد أجنبي، وإتقاني للغة الإنكليزية، هو ماجعل أيضا دولة كالإمارات العربية المتحدة تعرض علي منصب مديرة تعليم معاهد اللغة الإنكليزية (ELS)، الذي شغلته لمدة سنة، فكفاءة الإعلامي الجزائري باتت مضرب مثل مشرف بالفعل. - بحكم التجربة، ما الفرق بين العمل الإعلامي في الجزائر والخارج؟ * هناك فرق شاسع، فذاك عالم آخر، أكثر جرأة في الطرح، الحرية والاحترافية، الى جانب الوسائل المتطورة المتوفرة، ناهيك عن التقدير المعنوي والمادي الذي يحظى بهما الصحفي، والتقدير المادي تحديدا هو ما يدفع الكثير من الصحفيين إلى السفر والعمل بقنوات أجنبية بغية تحسين أوضاعهم، فشتان بين أجر الصحفي عندنا وأجرته هناك؟ لا وجه للمقارنة، إضافة الى السكن ووسائل الراحة المتوفرة له ولعائلته. - لكن مقابل المغريات، هناك قطعا سلبيات تنجر عن مجازفة بعض الإعلاميين، فما هي ضريبة السفر دون أخذ الحيطة والحذر؟ * أكيد أن هناك ضريبة باهظة بالنسبة للصحفي الذي يسافر مجازفا، فكثير من الصحفيين تستغني بعض القنوات عن خدماتهم بين عشية وضحاها ودون سابق إنذار، فيضطرون للعودة وخيبة الأمل تلاحقهم، فالمؤكد أن هناك بعض القنوات العربية للأسف، لا تجد حرجا في طرد الصحفيين، وهذا التصرف لا نجده في القنوات الأجنبية؟! - ما رأيك فيما يقدمه التلفزيون الجزائري؟ * قليل بالنظر إلى الكفاءات الموجودة، والسبب قد يرجع إلى عدم إعطاء فرص كافية لها، فنحن قادرون على أن نعطي أكثر وأكثر إذا ما أتيحت لنا الفرصة. - ما رأيك في القنوات الجديدة؟ * جميل أن نفتح قنوات جديدة، لكن المفترض أن تأسيس أية قناة يتطلب دراسة معمقة وميزانية خاصة بها، فليس من المعقول أن تستغل كل القنوات نفس الإمكانيات المخصصة أساسا لقناة أو قناتين على الأكثر. - بدأت مؤخرا وبعد فترة إنقطاع، تجربة نشرة منتصف الليل، فما تقييمك لها؟ * بعد انقطاع دام خمس سنوات تفرغت لأداء دوري كأم، ها أنا أعود بنفس متعطشة إلى العمل، ونشرة منتصف الليل هي تجربة هامة بالنسبة لي، ونحن نعمل مع فريق رائع، وإن كنت أرغب صراحة في تقديم نشرة الثامنة لأنها تستحوذ على أكبر نسبة مشاهدة، وفي اعتقادي، آن الأوان لمثلي وبعد كل هذه الخبرة الطويلة في مجال التقديم أن أحظى بهذا الشرف، أتمنى أن لا يبقى تقديم هذه النشرة حكرا على البعض، فالتجديد مطلوب لتجنب الرتابة وإعطاء صور كثيرة مشرفة لإعلاميينا عبر نشرة الثامنة. - ماذا يشغل بال الإعلامية نورة حمودي؟ * حمى الخنازير، عفانا الله جميعا، فأنا أتابع تطورات هذا الفيروس الخطير باهتمام، وهذا من خلال وسائل الإعلام بشتى أنواعها والأنترنت وأطلع على جديد ما توصل إليه العلم بشأنه. - بما تعتزين؟ * بالجزائر التي حفظتها في غربتي وكان حبها أكبر دافع لإبراز قدراتي، فلو خيروني بينها وبين جنة في بلد آخر لأخترتها دون تردد. - ما هي أقصى طموحاتك؟ * أتمنى أن تتجسد فكرة الثنائي من خلال حصاد الأخبار، وأن يتم توفير الإمكانات المادية للقنوات الفتية، وأحظى يوما ما بشرف تقديم نشرة الثامنة، وشكرا ل"المساء" على هذا اللقاء.