عرفت عملية الاعتناء بالأشجار المثمرة بمنطقة القبائل تراجعا ملحوظا في السنوات الاخيرة، وهي التي كان سكان المنطقة ولقرون طويلة يولونها اهمية كبيرة باعتبار أن الزراعة تمثل مصدر رزق العائلات، حيث كانوا يحرصون على القيام بعملية التهجين والتطعيم للحصول على أجود الانواع. وحسب ما صرح به بعض المتقدمين في السن فإن هذه الحرفة أصبحت مهددة بالزوال بعدما كانت تحظى باهتمام كبير من طرف القرويين الذين جاهدوا ولسنوات طويلة بغية الحفاظ على الاشجار المثمرة، خاصة شجرة الزيتون التي لا يلجأ السكان لغرسها باستمرار، فهذه الشجرة المباركة يكبر حجمها كلما تم تطعيمها فتعيش أكثر، حيث يقومون بتطعيم الاشجار التي تسمى "أحشاد"(وهي من نوع من أشجار الزيتون) خلال فترة معينة، وحسب محدثينا فإن ثمن الغصن الواحد المطعم يقدر حاليا ب 50 دينارا، فيما يقدر السكان من ممارسي المهنة يوما واحدا من العمل ب 1500 دينار، أما عملية تطعيم أشجار الكرز فتتم خلال الفترة الممتدة بين 15 أفريل و15 ماي، ليشرع الفلاحون مباشرة في تطعيم اشجار الزيتون، وتمتد العملية من منتصف أفريل إلى غاية منتصف ماي، ليتواصل في بعض الاحيان الى نهايته، ويستطيع الفلاح أن يطعم نحو 30 غصنا يوميا حيث يستغرق كل غصن 20 دقيقة. يعود هذا الارتفاع في الاسعار التي كانت في وقت مضى منخفضة لكون القرويين يمارسونها من كبيرهم إلى صغيرهم إلى التخلي عن هذه الحرفة، ما جعل ممارستها تقتصر على فئة قليلة العدد أصبحت تتحكم في العملية وفي أثمانها. ورغم ما تمثله هذه الشجرة التي شكلت مصدر رزق العائلات لسنوات ولا تزال الى يومنا هذا إلا أن عملية الاعتناء بها بدأت تتراجع، إذ تقلص عدد المختصين في عملية التقليم والتطعيم مع حلول الموسم المناسب لهذه العملية تضطر العائلات للبحث طويلا عن من يمكنه القيام بها لتنتظر دورها، وأمام هذا الوضع شرعت بعض لجان القرى في عملية تحسيس للشباب وتكوينهم في هذا المجال لضمان حماية الأشجار وضمان استمرار رزق العديد من العائلات.