ثمّن الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، أول أمس، تبوء الجزائر لمكانتها الإقليمية والدولية بقوة واستحقاق وبشكل جلي على الساحتين العربية والإفريقية. وقال الرئيس الصحراوي في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر 16 لجبهة البوليزاريو، إن الجزائر تبوأت هذه المكانة وهي تسير بكل ثقة وأمان نحو تجسيد نهضتها الشاملة بعد سلسلة الخطوات المتميزة بالمصادقة على الدستور والشروع في إصلاحات جذرية في جميع القطاعات. وأضاف أن الجزائر حافظت بكل عزم وإصرار على التمسك بمواقفها المبدئية ودعمها اللامشروط في تأييد القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها القضية الصحراوية، انطلاقا من تمسكها بمبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة وميثاق وقرارات الاتحاد الإفريقي. وأكد الرئيس الصحراوي، أنه يسجل للجزائر بهذا الخصوص الدور الرائد والجهود الحثيثة لتكريس السلم والاستقرار في مالي ومساعيها لوضع حد للأزمة الليبية. وذكر باتخاذ الجزائر، لقرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب وتعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع المملكة الإسبانية. وحيا الرئيس غالي، الجزائر على مواقفها المبدئية الراسخة التي لا تخشى فيها لومة لائم في دعم القضايا العادلة ومساندة الشعوب المكافحة وفي مقدمتها الشعب الصحراوي. وهو ما يؤكده كما قال الوفد الجزائري الكبير الحاضر في أشغال المؤتمر، موجها التحية أيضا للرئيس عبد المجيد تبون، ولكل شعبها بكل مكوناته وأحزابه ومؤسساته المدنية وجيشه. حضور أجنبي مميز من القارات الخمس تميز اليوم الثاني من أشغال مؤتمر جبهة البوليزاريو، بإلقاء مداخلات لممثلي وفود أجنبية قدمت من أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، أكدوا من خلالها بصوت عال وقوفهم إلى جانب كفاح شعب الصحراء الغربية. وجدد بيار غالون، رئيس التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي "اوكوكو"، التأكيد على أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي مطلبان بقيادة عملية سياسية عادلة تحترم مطلب الصحراويين في الاستقلال، بما يمكن أن يساهم في بناء عالم يحترم دولة القانون ويضمن الأمن والسلم في العالم. وشدد غالون، على أنه كما هو الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني، فإن الشعب الصحراوي يتواجد في طليعة مسار كفاح الشعوب ضمن حركة نضالية تعتبر مثالا يحتذى بها في التاريخ. وتوالت مداخلات ممثلي أحزاب وهيئات المجتمع المدني المتضامنة قدموا من عدة دول على غرار رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطي الموريتاني، عبد الله تفاقة، ورئيس الحزب الوحدوي الاشتراكي التونسي، محمد الكحلاوي، إضافة إلى متضامنين من روسيا وإسبانيا والبرتغال ودول أمريكا اللاتينية، الذين رافعوا جميعهم لصالح إحقاق الحق لتسوية آخر قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. بوفد ضم برلمانيين ورؤساء أحزاب وشخصيات وممثلي هيئات المجتمع المدني.. رسالة دعم وتضامن قوية من الجزائر لمؤتمر البوليزاريو يعرف المؤتمر 16 لجبهة البوليزاريو الذي تتواصل أشغاله بمخيم الداخلة للاجئين الصحراويين، مشاركة وفد جزائري جد هام ضم أعضاء من البرلمان بغرفتيه ورؤساء أحزاب سياسية على غرار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعحي، ورئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، بالإضافة إلى ممثلي مؤسسات المجتمع المدني المتضامنة مع القضية الصحراوية بما ترجم رسالة الدعم القوية للجزائر للقضية الصحراوية. أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، أن حضوره إلى مخيم الداخلة يأتي لإعادة التأكيد على تضامن الحزب مع الشعب الصحراوي، والتأكيد على موقف الدعم الثابت للجزائر لقضايا تحرر الشعوب في كل العالم. وأضاف أن هذا الموقف يدعمه مسعى المجموعة الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ضمن كل قراراتها بما فيها الصادرة حديثا، والتي تؤكد بأن قضية الصحراء الغربية تبقى مسألة تصفية استعمار وتسويتها لا تتم إلا من خلال ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير. وأضاف السيد بعجي، أنه يتوجب التنويه بمساعي الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وعدد من الدول الإفريقية لإفشال محاولة منح الكيان الصهيوني صفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي الذي عمل المغرب على تمريره في المنتظم القاري. وأكد رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، من جهته على نفس موقف الدعم التام والدائم لكفاح الشعب الصحراوي إلى غاية افتكاك حقه المشروع في الحرية والاستقلال. وقال محند برقوق، رئيس العلاقات الخارجية داخل حزب التجمع الديمقراطي، إن المؤتمر ينظم في سياق تعرف فيه القضية الصحراوية تحولات إيجابية هامة ميزتها انتصارات متواترة في المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال وانتصارات المقاومة الشعبية في الأراضي المحتلة والتي تمكنت من كسر سياسات التعتيم الإعلامي الذي أراد النظام المغربي فرضه على القضية. وأشاد الدكتور برقوق، بالانتصارات الدبلوماسية التي حققتها الجمهورية الصحراوية في المحافل الدولية، وتنامي الدعم الدولي للقضية لأنها قضية حق وعدالة، مشددا في السياق على موقف التجمع الديمقراطي الذي يبقى على غرار كل مؤسسات الدولة الجزائرية بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون إلى جانب القضية الصحراوية العادلة. وتوالت لليوم الثاني على التوالي مداخلات أعضاء الوفد الجزائري على غرار جبهة المستقبل والفجر الجديد وحزب التجديد الجزائري وتجمع أمل الجزائر، وشخصيات مناضلة على غرار الناشط محرز العماري، والذين جددوا دعمهم لعدالة القضية الصحراوية. قوجيل وبوغالي في رسالتين إلى مؤتمر جبهة البوليزاريو.. تجديد موقف الجزائر الرسمي والشعبي الداعم لكفاح الشعب الصحراوي وجّه رئيسا مجلس الأمة صالح قوجيل، والمجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، أول أمس، رسالتي دعم وتضامن للقيادة والشعب الصحراوي بمناسبة انطلاق أشغال المؤتمر 16 لجبهة البوليزاريو بمخيم الداخلة في مخيمات اللاجئين. وفي رسالة قرأها نيابة عنه ممثل مجلس الأمة، عمار دادي عدون، جدد السيد قوجيل وقوف الجزائر إلى جانب الشعب الصحراوي ودعمها لممثله الوحيد جبهة البوليزاريو. وقال السيد قوجيل إن الموقف الرسمي والشعبي للجزائر لن يتغير بتغير الظروف ولا يخضع لمقايضة المصالح، بل هو أحد مبادئ السياسة الخارجية للجزائر الجديدة التي رسم معالمها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي حرص منذ توليه قيادة البلاد على التوجه السليم في كل المواقف والمناسبات". وذكر رئيس مجلس الأمة، بتصريح رئيس الجمهورية الذي شدد من خلاله على أن "الجزائر لن تتخلى عن القضية الصحراوية باعتبارها قضية مبدأ مسجلة في لجنة تصفية الاستعمار بالأمم المتحدة". كما ذكر بالسياق الذي تحرص عليه الجزائر بقيادة الرئيس تبون، والمتمثل في استقلالية القرار السياسي مدعوما باستقلالية القرار الاقتصادي من أجل الترفع عن مقايضة العدل والحقوق الإنسانية، بالعلاقات المادية المشبوهة التي تدوس على جثث المستضعفين، وأنها تواصل بكل السبل والآليات دعم الشعوب المستعمرة وتمكينها من حقها غير قابل للتصرف في تقرير مصيرها. وفي نفس السياق أكد محمد واعلي، ممثل المجلس الشعبي الوطني أن هذا الأخير برئاسة إبراهيم بوغالي، يؤكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر تطبيق الشرعية الدولية َوتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة. ووجه نداء للأمم المتحدة لأن تتحمل مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي لوقف تعنت المملكة المغربية لوضع حد لاحتلالها للأراضي الصحراوية، ونهب ثرواتها الطبيعية واعتداءاتها على حقوق الإنسان في خرق مفضوح للأعراف والقوانين الدولية أمام الصمت الرهيب للأمم المتحدة. وأكد السيد محمد واعلي، بأن المجلس الشعبي الوطني رئيسا ونوابا، سيظل مدافعا شرسا ومستميتا ومخلصا ومتضامنا مع كفاح الشعب الصحراوي، ولن يحيد عن مبادئ الدولة الجزائرية في الوقوف إلى جانب الشعوب المستضعفة طبقا للمواثيق والشرعية الدولية.