فشل المنتخب الوطني المحلي في إنهاء مشواره، بأفضل صورة ممكنة، بعدما خسر لقب كأس أمم إفريقيا للمحليين، في المباراة النهائية أمام السنغال بركلات الترجيح (5-4)، مضيعا فرصة الظفر باللقب القاري، للمرة الأولى في تاريخه. ونظمت الجزائر أفضل نسخة، من نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، بحضور جماهيري كبير، وبملاعب من أعلى مستوى، وكذلك بتنافس قوي للغاية بين المنتخبات المشاركة، حيث بدت الجزائر في طريق مفتوح للفوز وتسجيل اسمها ضمن قائمة المتوجين. ودخل أشبال المدرب مجيد بوقرة الطبعة السابعة من كأس إفريقيا للاعبين المحليين، بثوب المرشح للفوز، وهو ما أظهروه منذ اللقاء الأول الذي فازوا به ضد منتخب ليبيا، ثم التفوق على موزمبيق قبل الإطاحة بالمنافس الإثيوبي، متربعين على عرش المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة. دفاع صلب وشباك "الخضر" لم تهتز كما حافظ رفقاء الحارس، أليكسيس قندوز، على نظافة شباكهم طيلة الدورة، كون أنهم يعتبرون أحسن خط دفاع، ولم يسجل عليهم منافسيهم في أي لقاء، ورغم أن شباك المنتخب الوطني المحلي لم يهتز طوال البطولة، فإن النهائي كان قاسياً، بعد أن توافرت فرصة حسم اللقب، لكن محيوص أضاع ركلة ترجيح كانت سبباً في تغير الموقف بشكل كامل، لتحصد السنغال اللقب وتحرم الجزائر من التتويج الأول. كما كان المنتخب الوطني المحلي أكثر المنتخبات وصولا إلى شباك منافسيه، بفضل القوة الكبيرة التي أظهرها خطه الأمامي في البطولة، وخاصة أيمن محيوص، الذي حصد لقب الهداف بعد تسجيله لخمسة من مجموع تسعة أهداف كاملة. منتخب وطني محلي واعد ورغم فقدان اللقب، إلا أن الكرة الجزائرية نجحت في ضمان منتخب محلي مميز نجح في تقديم نفسه بقوة خلال "شان 2022"، رغم الانطلاقة المحتشمة نوعا ما وخاصة في الأداء، إلا أن ذلك تغير مع مرور المباريات، كان مردود كتيبة الكوتش بوقرة في منحى تصاعدي، ليقدموا أفضل مستوى لهم خلال اللقاء النهائي، غير أن مغامرتهم كتب لها أن تكون عكس كل التوقعات. ويبقى الآن على زملاء الحارس شعال، أن يواصلوا العمل و التحضير لما هو قادم من منافسات، و البداية ستكون بالدفاع عن لقب كأس العرب في النسخة القادمة، وهم الذين توجوا بها في نسختها العاشرة، التي أقيمت في ديسمبر 2021 بقطر، والتي نظمت لأول مرة تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". تصريحات: قائد المنتخب المحلي أيوب عبد اللاوي: النهائي لعب على تفاصيل صغيرة "حسرة كبيرة عقب تضييع التتويج في ركلا تالترجيح، لكن على العموم أدينا دورة مشرفة أين قدم اللاعبون مردودا طيبا وظهروا بوجه مشرف. ناهيك عن الدور الذي لعبه جميع الأطقم الفنية الطبية، الإدارية والاتحادية، خضنا دورة رائعة فوق ملاعب متميزة، الحمد لله وصلنا إلى غاية النهائي وأشكر اللاعبين على المجهودات الكبيرة التي بذلوها في كل المقابلات، فيما يخص هذا النهائي، اللقاء لعب على تفاصيل صغيرة، حيث حسمت من خلال ضربات الترجيح التي لم يسعفنا فيها الحظ، النهائي دوما ما يكون صعب، إذ كنا نتوقع أن تكون المقابلة مغلقة ". المدافع مختار بلخيثر: الحظ لم يكن معنا وأعتذر للجمهور الجزائري "في كرة القدم، ركلات الترجيح هي ضربات حظ، وللأسف الحظ لم يكن معنا، رغم أننا كنا نتمنى أن تكتمل فرحتنا بالتتويج، حضرنا جيدا لجميع السيناريوهات وتدربنا لحصة ركلات الترجيح، لكن عندما يغيب التوفيق لا نستطيع فعل أمر آخر، كنا نريد إهداء الكأس لأنصارنا، ولفقيد الكرة الجزائرية، بلال بن حمودة لا سيما وأن والده كان حاضرا، وهذا ما حز كثيرا في أنفسنا، لكن هذه هي حقيقة كرة القدم و علينا أن نتقبل واقعها سلبيا أو إيجابيا و علينا تحمل مسؤولياتنا، نعتذر كثيرا من جماهيرنا، لقد أكدوا عشقهم لكرة القدم، بحضورهم في كامل المباريات، ونعد بإسعادهم في قادم المناسبات، ونشكر كامل اللاعبين، الطاقمين الفني و الطبي على العمل و الأوقات التي خضناها سويا" أيمن محيوص (هداف الدورة): هذه أول مرة أهدر فيها ضربة جزاء والحارس السنغالي كان ذكيا "الحمد لله على المشوار المشرف، الذي أديناه خلال هذه الدورة ببلوغ النهائي، أشكر جميع زملائي، الطاقم الفني والجمهور الجزائري الذي شجعنا ودعمنا إلى غاية الرمق الأخير، لا يمكنني التعبير عن شعوري الآن، لم يسبق لي أن أهدرت ركلة جزاء في مشواري، واليوم حدث الأمر رفقة المنتخب، لطالما نفذت ركلات الترجيح بتلك الطريقة حتى مع فريقي اتحاد الجزائر ولم أضيع في السباق، هذه أول مرة أهدر فيها ضربة جزاء، الحارس السنغالي كان ذكيا وعرف كيفية التصدي وهذا هو منطق كرة القدم، كنت أتمنى أن أسجل وأسعد الشعب الجزائري، أطلب السماح من الجمهور، لقد قدمت كل شيء مع المنتخب، وكنت أعمل بقوة من أجل إسعاده، لكن هذه مشيئة الله، أنا سعيد و فخور بنيلي جائزة هداف الدورة برصيد خمسة أهداف وهذا نتاج الانضباط والمثابرة في العمل، كنت أرغب في إنهاء الدورة بحمل الكأس، لكن الأمر الإيجابي أننا خضنا تجربة جيدة، فأغلب اللاعبين لم يسبق لهم وأن شاركوا في بطولة قارية مثل الشان". باب بونا ثياو (مدرب منتخب السنغال): أمر رائع أن نتويج على أرض الجزائر "في البداية، أشكر الله الحمد الله على هذا النجاح، حاليا، كرة القدم السنغالية تتألق في القارة الافريقية، إنه أمر رائع أن تتويج على أرض الجزائر وهو بلد كرة القدم، أود أن أهنئ مجيد بوقرة على العمل، الذي يقوم به وكان يستحق التتويج بلقب "الشان" بعد التألق في كأس العرب، لدينا تشكيلة شابة، التي تعلم كيف تعاني في الميدان لأننا كنا نرغب في التتويج. أشكر اللاعبين على المردود الذي تم تقديمه في النهائي أمام فريق جزائري قوي. الحضور الذهني في النهائي أمام منتخب الجزائر والجماهير الحاضرة بقوة في المدرجات كان ضروريا. لم يدخلني أبدا الشك في امكانيات اللاعبين وأود أن أهنئهم على ذلك".