استيقظ السودانيون، أمس، على وقع هدوء حذر على إثر دخول وقف إطلاق النار المعلن عنه بين الفرقاء المتحاربين تحت رعاية الولاياتالمتحدة لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ بغية السماح بفتح ممرات إنسانية وتسهيل عمليات إجلاء الأجانب. وأعلن طرفا الصراع، أول أمس، موافقتهما على وقف المعارك لمدة ثلاثة أيام من أجل "فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء حاجياتهم والوصول إلى المستشفيات والمناطق الآمنة وإجلاء البعثات الدبلوماسية". وذكرت وكالة الأنباء السودانية إن القوات المسلحة السودانية وافقت على الهدنة الجديدة "تخفيفا على المواطنين ولدواع إنسانية في نفس الوقت الذي أعلنت فيه قوات الدعم السريع موافقتها هي الأخرى على وقف مؤقت لإطلاق النار. وتم التوصل لهذه الهدنة برعاية الولاياتالمتحدة التي ضغطت على المتحاربين من أجل وقف إطلاق النار لفترة مؤقتة على أمل أن يساهم ذلك في فتح المجال أمام إمكانية إقناعهم بوقف دائم لإطلاق النار وانتهاج خيار الحوار لحل خلافاتهم. وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، إنه "عقب مفاوضات مكثفة على مدار الساعات 48 الماضية، وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف لإطلاق النار يستمر لمدة 72 ساعة". وأضاف بلينكن بأنه يعمل مع الحلفاء من أجل إنشاء "لجنة" مكلفة بالتفاوض حول وقف دائم للقتال، حيث يجري الحديث عن وساطة مشتركة أمريكية سعودية. ورحب رئيس الدبلوماسية الاوروبية، جوزيب بوريل، بالهدنة المعلنة، حاثا الطرفين المتحاربين على احترامها بشكل كامل للسماح بمواصلة عمليات الاجلاء في ظروف آمنة، حيث تم إجلاء إلى غاية أمس أكثر من ألف رعية أوروبية. في نفس الوقت الذي أعلنت فيه الأممالمتحدة عن إجلاء ما لا يقل عن 700 موظف دولي من عمال المنظمة الأممية ووكالاتهما والمنظمات غير الحكومية. ورحب خالد عمر يوسف، الذي ينتمي الى الفريق المدني الذي تم اقالته من السلطة على اثر انقلاب العسكر في 2021، بالوساطة الأمريكية التي سمحت بالتوصل إلى هذه الهدنة والتي سمحت بفتح قنوات اتصال بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع. وأضاف أن هذه الهدنة ستسمح بإطلاق مفاوضات حول سبل التوصل إلى وقف اطلاق نار دائم. وسكت صوت الرصاص والمدفعية أمس في العاصمة الخرطوم وباقي المناطق الأخرى التي تحولت طيلة الأيام العشرة الماضية إلى مسرح لحرب دامية راح ضحيتها المئات من الأشخاص وآلاف الجرحى وفجر موجة نزوح غير مسبوقة باتجاه دول الجوار. وهو ما سمح بمواصلة عمليات الاجلاء للرعايا الاجانب ولباقي موظفي السلك الدبلوماسي على اثر اعلان عدة دول إغلاق مؤقت لسفاراتها وتمثيلياتها الدبلوماسية الى حين عودة الهدوء في هذا البلد العربي. من جانبها، حذّر الوكالة الأممية لشؤون اللاجئين من استمرار موجات النزوح لأكثر من 27 ألف شخص يسعون للاستفادة من هذه الهدنة المؤقتة للفرار من السودان باتجاه دول الجوار خاصة تشاد وجنوب السودان. ويضاف هؤلاء إلى مئات آلاف النازحين الذين فروا في ظل ظروف مأساوية ويفتقدون فيها لأدنى متطلبات العيش الكريم بما ينذر بكارثة إنسانية في صفوف اللاجئين.