تحضر المديرية العامة للأمن الوطني الدفعة الأولى لشرطة المترو، التي ستتولى تأمين هذه المنشأة مع استلامها في صائفة 2009 بنحو 600 شرطي يتم تكوينهم وفق برنامج مدروس ومتنوع استفاد منه لحد الآن 232 شرطيا، في حين شرعت مصالح ولاية الجزائر في إنجاز ثلاث حظائر سيارات من أصل ست سيتم انجازها في إطار تحقيق التكامل بين المرافق الحضرية، وتشجيع المواطن على استعمال المترو وغيره من وسائل النقل الجماعية الحديثة. وبغرض الإطلاع على طبيعة التجهيزات التي يشملها مشروع مترو الجزائر ومعاينة مستوى تقدم أشغاله، رافق كل من والي الجزائر السيد محمد كبير عدو والمدير العام للأمن الوطني السيد علي تونسي وكذا رئيس أمن ولاية الجزائر السيد عبد ربه عبد المومن، وزير النقل السيد عمار تو في زيارته الميدانية إلى مختلف محطات وورشات مترو الجزائر، حيث انطلق الموكب الرسمي من محطة الحامة وقطع كل المسلك على السكة الحديدية إلى غاية ورشات تركيب السكك وتجريب القاطرات بباش جراح، مرورا بمحطات حديقة التجارب، شارع المعدومين، حي "الشمس والبحر" وحي البدر.
كما شملت الزيارة معاينة التجهيزات الخاصة بتزويد المترو بالطاقة الكهربائية، ونظام التحكم عن البعد وذلك بالمركز الرئيسي للقيادة بمنطقة العناصر. وقد سمحت هذه الجولة الميدانية للمسؤلين وكذا لممثلي وسائل الإعلام بمعاينة المستوى المتقدم الذي بلغته أشغال مشروع مترو الجزائر، الذي دخل مرحلة الربط الكهربائي ووضع التجهيزات الأخيرة، حيث انتهت مؤسسة "سيمنس" في 15 أكتوبر الماضي من تركيب السكك الحديدية على كامل المسار وتشتغل حاليا على استكمال تركيب السكة الثالثة التي تتوسط ممري القاطرات والمخصصة لربطها بالطاقة الكهربائية انطلاقا من كوابل موصولة بالمولدات الكهربائية المتواجدة بالمركز الرئيسي للقيادة، ويتم تمريرها داخل أعمدة إسمنتية كإجراء وقائي يؤمن المنشأة والمواطنين من أي حادث محتمل. وتم بمحطة حي "الشمس والبحر" التقدم في تهيئة مختلف مرافق وتجهيزات محطة استقبال مستعملي المترو، حيث عاين الوفد الرسمي نماذج لشبابيك بيع التذاكر والحواجز الآلية التي تسمح بالمرور إلى داخل الرصيف، والمدارج الميكانيكية التي شرع في تركيبها تدريجيا في مختلف المحطات، كما اطلع الوزير ومرافقوه بمحطة شارع المعدومين، مشروع تهيئة المحطة المتعددة الخدمات التي تعتبر بمثابة قطب للتبادل يجمع بين أربع وسائل نقل حديثة هي، المترو، الترامواي، المصعد الكهربائي، وحافلات النقل الحضري وشبه الحضري، وبهذا الموقع ذكر والي ولاية الجزائر بأن تهيئة هذه المحطة تندرج في إطار التهيئة الحضرية الشاملة للموقع الذي يضم أيضا مشاريع قطاع الأشغال العمومية على غرار توسيع الطرق الفرعية وتهيئة نفقين بشارع فرنان حنفي، موضحا بأن هذه العملية تتضمن تهيئة مساحة تمتد إلى 13 ألف متر مربع، وتشمل الربط بحديقة التجارب وقصر الثقافة. كما أشار السيد عدو إلى أنه استكمالا لمخطط النقل الجديد للعاصمة الذي يشمل انجاز منشآت النقل الحضري، شرعت مصالح الولاية في انجاز 3 حظائر للسيارات تتسع لما بين 600 و1200 سيارة، بكل من القبة، حيدرة وشاطوناف، وذلك ضمن برنامج يضم 6 حظائر جديدة إحداها بقلب العاصمة على مستوى شارع ديدوش مراد. ومن جهته كشف عميد أول للشرطة مصطفى بن عيني نائب رئيس أمن ولاية الجزائر، أن المديرية العامة للأمن الوطني شرعت مؤخرا في التحضير للدفعة الأولى التي ستضمها شرطة المترو، ضمن برنامج متنوع ومدروس، بدأ بإرسال إطارات إلى الخارج للتعرف على التقنيات والإجراءات الأمنية والوقائية المعتمدة بمنشآت المترو على مستوى الدول المتقدمة، ثم إجراء عملية انتقاء أفراد الدفعة الأولى في التكوين المشكلة من 232 شرطيا، والتي تلقت تكوينا حول مختلف تقنيات التدخل في حالات الأزمات والكوارث الطبيعية، وكيفيات عمل الشرطة الجوارية في الفضاءات المغلقة، وذلك في الفترة الممتدة من 5 إلى 19 أكتوبر الماضي بمدرسة الشرطة بالقبة. وفي إطار التكوين المتواصل الذي تستفيد منه هذه الدفعة الأولى، تمت برمجة زيارات استطلاعية داخل منشاة المترو في الأيام القليلة القادمة، وذلك لتقريب أفراد الشرطة من محيط عملهم وإطلاعهم على تركيبة المنشأة وتجهيزاتها القاعدية، كما تنظم المديرية العامة للأمن الوطني غدا بمدرسة القبة ندوة تكوينية يشرف عليها إطار من الحماية المدنية، وتتناول مختلف تقنيات الإنقاذ والإجلاء في وضعية الأزمات الطبيعية. ومن المرتقب حسب السيد بن عيني أن تبدأ مصالح الأمن الوطني مهامها في تأمين مترو الجزائر الذي سيشغل في صائفة 2009، بنحو 600 شرطي مكلفين بحفظ أمن المواطنين والممتلكات، والعدد مرشح للارتفاع حسبما تمليه الحاجيات والمتطلبات الأمنية.