كشفت مصادر من داخل الاتحاد الجزائري لكرة القدم ل "المساء"، أن تحديد هوية الناخب الوطني الجديد، سيمر عبر مخطط مدروس، قبل ترسيم خليفة المدرب السابق جمال بلماضي. ويبدأ من اللجنة التي شكّلها الاتحاد الجزائري لدراسة مختلف السير الذاتية، ولائحة المرشحين لتولي زمام العارضة الفنية ل"الخضر"، وتنتهي عند رئيس الفاف وليد صادي والمكتب الفيدرالي، المخوّل له الفصل، بصفة رسمية، في اختيار المدرب المستقبلي للمنتخب الوطني؛ من أجل تفادي الوقوع في الأخطاء السابقة؛ سواء من ناحية عدم التوفيق في الاختيار "الكاستينغ"، أو من الناحية التعاقدية. ويسعى الاتحاد الجزائري لكرة القدم، هذه المرة، للوصول إلى الاختيار المناسب، وعدم التسرع في اتخاذ أي قرار نهائي، قد يعود بالسلب على المنتخب فنيا، وعلى الفاف ماديا، انطلاقا من التجارب السابقة؛ على غرار ما حدث مع المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز، وحتى المدرب جمال بلماضي، بعد أن تعطلت إجراءات فسخ عقده؛ لأسباب تعاقدية أكثر من أي شيء آخر. وقالت، أمس، مصادر "المساء" ، إن اللجنة المعنية بدراسة السير الذاتية للمدربين المرشحين لقيادة "الخضر، ستضم أسماء مدربين، ورؤساء اللجان القانونية والمالية للفاف؛ حتى يتم الإلمام بكل المعطيات المتعلقة بتحديد هوية المدرب المقبل فنيا وماديا، قبل أن يتم إعداد تقرير نهائي يُرفع إلى رئيس الفاف والمكتب الفيدرالي لاتخاذ القرار النهائي. وأكدت المصادر أن السير الذاتية المتواجدة على طاولة اللجنة المكلفة بدراستها، تصل إلى حدود 14 اسما، موزعة على جنسيات مختلفة؛ فرنسية، وبوسنية، وبلجيكية، وبرتغالية، ومنها كارلوس كيروش، وهوغو بروس، وفلاديمير بيتكوفيتش، وبوسيرو ودي سابر، وروي فيتوريا، والتي سيتم تقليصها في النهاية، إلى ثلاثة أسماء فقط، قبل أن يُرفع تقرير بهذا الخصوص، إلى صادي والمكتب الفيدرالي؛ من أجل اختيار المدرب المناسب، علما أن التقرير سيتضمن، أيضا، نموذج العقد الجديد، والمرفق بأهداف معيّنة، وبالراتب المقترَح. "الفاف" تسعى لاستغلال وضعية مدرب منتخب جنوب إفريقيا من جهة أخرى، ورغم عدم اتضاح الرؤية بصفة رسمية بخصوص مستقبل العارضة الفنية ل"محاربي الصحراء" ، إلا أن مصادر "المساء" أكدت أن المدرب البلجيكي لمنتخب جنوب إفريقيا، هوغو بروس، والمدرب السابق لشبيبة القبائل ونصر حسين داي، يتواجد في رواق جيّد بخصوص ترشيحه لتدريب "الخضر"، من منطلق خبرته الإفريقية الكبيرة، ونتائجه الجيدة؛ حيث تُوّج بلقب "كان 2017" مع الكاميرون. وقاد "البافانا البافانا" إلى المربع الذهبي في النسخة الحالية بكوت ديفوار، فضلا عن رغبته في إنهاء تعاقده مع اتحاد جنوب إفريقيا لكرة القدم بعد انتهاء مغامرته في "كان 2023" ؛ لرغبته في الاقتراب من عائلته وبلده بلجيكا. وكان بروس أدلى قبل أيام، بتصريحات لوسائل إعلام بلجيكية، أكد خلالها أنه لا يريد البقاء مع منتخب جنوب إفريقيا لعدة معطيات؛ منها تعبه من السفريات الطويلة من بلجيكا إلى جنوب إفريقيا، واضطراره للبقاء هناك لحوالي شهرين كاملين في كل مرة؛ على اعتبار أنه مطالَب بمتابعة الدوري الجنوب إفريقي الذي يضم 96 ٪ من لاعبي منتخب جنوب إفريقيا، مشيرا إلى أن وضع هذا المنتخب مختلف عن منتخبات القارة السمراء الأخرى المدججة باللاعبين المحترفين في أوروبا، وهو الأمر الذي يسهل مهمة مدربيها. ويتوفر بروس على العديد من الشروط التي وضعتها الفاف لتحديد هوية المدرب المستقبلي ل"الخضر" ؛ في صورة الخبرة الإفريقية، وتسجيله نتائج جيدة، ومعرفته بكرة القدم الجزائرية، في انتظار استقرار الفاف على اسم معيَّن.