عرفت المنطقة العمرانية الحدودية رأس العيون التابعة إقليميا لتراب بلدية الكويف التي تبعد بحوالي 30 كلم شمال عاصمة الولاية تبسة، توسعا عمرانيا كبيرا، إضافة إلى أنها منطقة حدودية ترتبط بالجمهورية التونسية، وتضم أهم مركز حدودي، والمسمى رأس العيون الذي يحقق أعلى إحصائيات لعبور المسافرين من وإلى الوطن. حي المسجد بذات المنطقة يضم أكثر من 120 عائلة، لكنه يفتقر لأدنى شروط الحياة كالتهيئة الحضرية، وتحصاره الأتربة والحفر من كل الاتجاهات، الأمر الذي جعل الأطفال يحرمون من مساحة صحية للعب، ويطالب سكان هذا الحي بتحسين وضعية سكناتهم من خلال إيداعهم لملفات الاستفادة من القروض أو من إعانات الدولة المخصصة في هذا المجال، غير أنهم يصطدمون بإشكالية المسح العقاري بالرغم من تسوية بعض منها في وقت سابق، وتم تجميد العملية إلى وقت مجهول. مشكلة أخرى وهي اكتظاظ الاقسام الدراسية في المتوسطة الوحيدة برأس العيون، والتي يصل عدد سكانها إلى أكثر من 6 آلاف نسمة، إذ تجاوز مجموع تلاميذ القسم الواحد سقف 46 تلميذا والادهى من كل هذا انتظار السكان منذ 10 سنوات افتتاح قاعة العلاج التي توجد في حالة افتقار تام للتجهيزات، مما يجبرهم على التنقل إلى مقر بلديتي الكويف وعين الزرقاء لتلقي ابسط الخدمات الصحية الأخرى. كذلك الأمر بالنسبة لسكان أحياء لاصاص والكوميتي، الحي الابيض والحي القديم وهي أحياء تعاني من وضعية مزرية بسبب غياب أي أثر للتهيئة الحضرية، حيث تتحول المسالك الترابية إلى اكوام من الاوحال ترفض حتى سيارات النقل غير المرخص التنقل عبرها، وتزداد هذه الوضعية تعقيدا بسبب ندرة غاز البوتان حيث يفوق سعر القارورة الواحدة 400 دج ليخلفها استعمال الحطب الذي يباع بسعر 10 آلاف دينار جزائري للحزمة الواحدة، فيما تنذر وضعية حي أولاد حراث المقابل لمقر مركز العبور القديم بحدوث كارثة بيئية حقيقة بسبب انعدام قنوات الصرف الصحي تماما، إضافة لانعدام التوصيل بالشبكة الكهربائية . وتحدث سكان الحي وعددهم 150 عائلة عن ارسال عدة شكاوى تتعلق بالتدخل العاجل لتسجيل مشروع شبكة صرف المياه القذرة دون أن تجد آذانا صاغية، ليبقى المواطنون يعانون المرارة وسط الانعدام التام لمتطلبات العيش الكريم الذي يعتبر حقا من حقوق المواطن.