تحوّلت رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة إلى مركز معارك ضارية بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال التي نشرت دباباتها وآلياتها العسكرية وسط المدينة، في حين واصل طيرانها الحربي ومدفعيتها قصف "الخيام البلاستيكية" التي تعج بمئات الآلاف من النازحين المحاصرين بنيران جيش الاحتلال. تكشف الأرقام الرسمية أنه خلال 24 ساعة الأخيرة فقط، استشهد ما لا يقل عن 75 فلسطينيا في المجازر التي يواصل جيش الاحتلال اقترافها أمام مرأى ومسمع العالم أجمع وذلك رغم موجة الإدانة العارمة التي جاءت من أكثر من جهة وعاصمة دولية ومطالب أممية بوقف الجنون الصهيوني في قتل الفلسطينيين وفتح تحقيقات في المذابح المتوالية لهذا المحتل الهمجي. ويواصل جيش الاحتلال صبّ جام غضبه على المدنيين والنازحين الفلسطينيين في ظل عجزه بعد قرابة ثمانية أشهر كاملة من حرب الإبادة من افتكاك ولو صورة نصر واحدة تحفظ ماء وجهه أمام رأي داخلي إسرائيلي تزداد درجة غليانه مع فشل قوات الاحتلال في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وحتى أمام رأي عام دولي تغير 180 درجة بعدما أدرك حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي كل مرة تجتاح هذه القوات شبرا من أرض غزة إلا وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح، وهو ما حصل أمس في قلب رفح عندما تمكنت كتائب القسام من تنفيذ عملية مركبة، أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين، وقالت "كتائب القسام" إنها استهدفت دبابتين من نوع "ميركفاه" بقذيفتي "الياسين 105" في محيط مسجد خالد بن الوليد بحي السلام شرق مدينة رفح جنوب القطاع. وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 من جنوده خلال معارك في قطاع غزة، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هؤلاء الثلاثة من كتيبة "ناحال" وقتلوا في انفجار عبوة ناسفة بمبنى في مدينة رفح جنوب القطاع. كما كشفت إذاعة جيش الاحتلال أن 5 آخرين أصيبوا، 3 منهم جراحهم خطيرة، مشيرة إلى أن قوة من الكتيبة 50 في "لواء ناحال" دخلت مبنى في رفح بعد انطلاق صاروخ مضاد للدروع منه تجاه الآليات، ولحظة دخول هذه القوة انفجرت عبوة ناسفة مزروعة بداخل المبنى، ما أدى لانهياره ومقتل 3 جنود وإصابة آخرين بجروح خطيرة، وهو ما يؤكد أن شوكة المقاومة لا تزال قوية وقادرة على الضرب وإلحاق خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في صفوف قوات الاحتلال الغارقة في أوحال غزة. الاحتلال استخدم قنابل أمريكية في هجومه على خيام النازحين برفح أفادت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن الاحتلال الصهيوني استخدم قنبلة أمريكية الصنع في المجزرة التي ارتكبها بحق النازحين الفلسطينيين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأوضحت الشبكة الأمريكية أن خبراء الأسلحة فحصوا اللقطات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي للهجوم الصهيوني على خيام الفلسطينيين برفح. واستنادا إلى الصور، ذكر الخبراء أن الاحتلال الصهيوني استخدم قنبلة صغيرة الحجم من طراز "GBU-39" أمريكية الصنع في الهجوم وأن الرقم التسلسلي للذخيرة في المنطقة يطابق القطع المنتجة في الولاياتالمتحدة. من جهته، صرح خبير الأسلحة المتفجرة، كريس كوب سميث، أن قوات الاحتلال استخدمت قنابل من صنع شركة "بوينغ" ومقرها الولاياتالمتحدة، مضيفا إن "استخدام أي ذخيرة حتى صغيرة الحجم، في المناطق المكتظة بالسكان يؤدي دائما إلى مخاطر". إخلاء مستشفى "القدس" الميداني في رفح أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس، أنها أخلت مستشفى "القدس" الميداني التابع لها من منطقة مواصي رفح إلى منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة وذلك بعد ازدياد حجم تهديدات الاحتلال الصهيوني. وأفاد بيان للجمعية عبر منصة "إكس" بأن إخلاء المستشفى "جاء بعد ازدياد حجم تهديدات الاحتلال واستمرار القصف المدفعي والجوي في محيطه وإخلاء المنطقة المحيطة به من السكان تماما". وكانت الجمعية أعلنت، مساء أول، عن استشهاد أحد طواقم مستشفى "القدس" الميداني بعد استهداف منزله في مخيم "البريج" ب"المحافظة الوسطى"، بما رفع عدد شهداء طواقم الجمعية إلى 30 منهم 17 استشهدوا أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني منذ بدء العدوان على قطاع غزة. وأكدت مصادر طبية أن جميع المستشفيات في محافظة رفح خرجت عن الخدمة باستثناء مستشفى "تل السلطان" للولادة في ظل استمرار وتوسع التوغل الصهيوني والاستهداف المتعمد لعديد المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية. الرئيس الكوبي: الهجوم على مخيّمات النازحين عمل وحشي دعا الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، دول العالم إلى وقف المجزرة المستمرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، واصفا الهجوم على مخيم النازحين في مدينة رفح جنوب القطاع ب "العمل الوحشي الكبير ضد الإنسانية". قال الرئيس دياز كانيل عبر حسابه على منصة "إكس" إن الكيان الصهيوني "أحرق الناس وهم أحياء" في هجومه على مخيم النازحين في مدينة رفح يوم الأحد الماضي، وتساءل "كم عدد الأشخاص الذين يجب أن يموتوا حتى تتوقف الإبادة الجماعية؟"، مشدّدا على أن بلاده تدين ما يقوم به الكيان الصهيوني وتدعو إلى تعزيز التضامن مع فلسطين. بدوره، أدان وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغيز، الهجوم الصهيوني على خيام النازحين في رفح الذي قال انه ينتهك القانون الإنساني الدولي، مشدّدا على أن هذه "المجزرة الوحشية" بحق مئات اللاجئين تعد من أبرز الأدلة على ما يرتكبه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. أكدت استهتار الإدارة الأمريكية بأرواح المدنيين وتواطؤها في قتلهم.. "حماس" تدين بشدّة "تعامي" إدارة بايدن على مجازر رفح أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدّة إصرار إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على التعامي وإنكار المجازر المروّعة التي يقترفها جيش الاحتلال الصهيوني المجرم ضد النازحين الفلسطينيين في رفح، رغم فظاعة المشاهد الناجمة عن هذه الاستهدافات المتكررة على خيام النازحين والتي لاقت إدانات دولية وأممية واسعة. قالت الحركة في بيان أمس، إن "ما صرّح به جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بأن الكيان الصهيوني لم يتجاوز حتى الآن الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس بايدن، يشير بوضوح إلى استهتار الإدارة الأمريكية بأرواح المدنيين وتواطؤها في قتلهم، لا سيما مع ظهور تحقيقات أوّلية تشير إلى أن القنابل المستخدمة ضد النازحين هي قنابل وذخائر أمريكية الصنع". وحمّلت "حماس" الإدارة الأمريكية مثلها مثل الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن هذه المجازر المروّعة، ودعتها إلى الكف عن سياسة الكيل بمكيالين ووقف شراكتها في قتل الفلسطينيين، مشيرة إلى أن "المسؤولية التاريخية ستلاحقها وتلاحق كافة المتواطئين عن قتل الأبرياء من الأطفال والمدنيين العزّل مهما طال الزمن". من جهة أخرى، أكدت "حماس" على لسان أحد قادتها أمس، بأن الرصيف الأمريكي العائم تضليل للرأي العام العالمي، بخصوص المساعدات الإنسانية وهدفه التغطية على دعم واشنطن للاحتلال بالسلاح، وأكدت أنه لم يقدم أي مساهمة عملية في التخفيف من الأزمة الإنسانية، بدليل أن المجاعة تزداد انتشارا في كامل قطاع غزّة بسبب الحصار المستمر. كما أكدت الحركة، بأن الحديث الدولي والإقليمي عن إدخال المساعدات ليس له انعكاس حقيقي على المجاعة في قطاع غزّة، والمطلب الأساس سيبقى فتح جميع المعابر البرية لقطاع غزّة وإدخال كل الاحتياجات اللازمة.