أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري أن الهدف الذي تتقاسمه هيئته مع الحكومة يرمي إلى جعل الفترة التشريعية السادسة، فترة الإصلاحات الأكثر عمقا، وفترة التنمية الأكثر شمولية. وأوضح السيد زياري في خطابه، أمس بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، أن السلطات العمومية قد راعت الوضع المالي لبلادنا وواقع الأزمة المالية العالمية في اعتماد تدابير قانون المالية التكميلي لهذه السنة وكل المنطلقات المرتكز عليها في مشاريع التنمية والإصلاحات، مضيفا، أن ذلك ما يؤكد إدراك الدولة للمعادلة الصعبة المتمثلة في أزمة مالية واقتصادية دولية غامضة ومحيرة، ليست بلادنا في منأى عنها، لأن اعتمادات مداخيلها لاتكاد تتجاوز عائدات المحروقات، ومن جهة أخرى برنامج وطني طموح يسعى إلى تحقيق الاستقرار والرفاه لكافة الجزائريات والجزائريين. ولمواجهة هذا التحدي، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني على أنه ليس أمامنا إلا تكاثف الجهود وتكثيفها، بل كما قال لابد من أن يتحول الشعور بالمسؤولية في هذا الوضع إلى مزيد من الصرامة والحكمة والعقلانية في تسيير الشأن العام. وأشار السيد زياري في حفل افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ونوابه وكذا أعضاء الطاقم الحكومي، إلى أن مواصلة مسار التنمية الوطنية يتوجب أن لا تكون مداخيل المحروقات الوسيلة الوحيدة المعتمد عليها بل يتوجب كما قال اعتماد سياسة تنموية تأخذ في الحسبان التحضير للمستقبل انطلاقا من التسيير العقلاني للحاضر، سياسة تعتمد بصفة متجانسة ومتكاملة مجمل الطاقات والقدرات الوطنية دون إقصاء، وتعمل على تفعيل فرص الشراكة الدولية والاستثمار الأجنبي بما يخدم الاستراتيجية التنموية لبلادنا. ودعا في هذا السياق، إلى الإسراع في مواصلة الإصلاحات في المؤسات المالية والبنكية باعتبارها كما أوضح، مجالا خدماتيا هاما يضبط تسيير الاقتصاد ويضفي عليه ديناميكية ونجاعة ويضمن بالتالي الاستقرار الاجتماعي، مؤكدا في هذا المجال، على أن الدولة ستعمل من هذا المنطلق على مواصلة المهام الرئيسية الموكلة لها، بل وتحرص على بذل كافة الجهود لاتخاذ التدابير الضرورية لمواجهة الأزمة المالية العالمية وتجنب آثارها السلبية على بلادنا. كما أكد السيد زياري بأن المجلس الشعبي الوطني يعمل على الاضطلاع بمهامه في إطار التكامل والتنسيق بين المؤسستين التشريعية والتنفيذية لتطبيق مخطط عمل الحكومة الذي صادق عليه في الدورة السابقة، وبذل كل ما في الوسع لتسجيد البرنامج الخماسي الطموح الذي زكاه الشعب في أفريل المنصرم. من جهة أخرى، اغتنم رئيس المجلس الشعبي الوطني فرصة الدخول الاجتماعي ليدعو كافة شرائح المجتمع من طلاب العلم والمعرفة إلى العاملين في مختلف الوظائف والحرف والمهن إلى وجوب العمل والإخلاص فيه لأن، كما قال، صلاح الأمة ورقيها لا يكون إلا بالعلم والعمل. وتمنى أن يجري هذا الدخول الاجتماعي في كنف احترام مبادئ المسؤولية والحوار، داعيا، مجمل الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين إلى مراعاة الظروف الوطنية والوضع الدولي في نقاشهم، وأن يسعوا إلى تقريب وجهات النظر وتحقيق الإجماع خدمة للصالح العام وبما يدعم مواصلة تجسيد برنامج رئيس الجمهورية.